صفحة الكاتب : الشيخ حسين الخشيمي

حرارة الحسين لا تنطفئ
الشيخ حسين الخشيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كان مشهد هطول الأمطار رائعاً جدا، وهو يغازل شوارع كربلاء وأرصفتها في بادئ الأمر, ولكن سرعان ما تحول هذا المطر إلى ما لم يكن في الحسبان, فإذا بالشوارع والأرصفة قد أخذت تتلاطم فيها أموج المياه المتراكمة, وكأن سداً منيعاً قد هُدم هناك؛ لتخرج منه كل هذه السيول. كانت الحركة في الشوارع شبه مشلولة, لدرجة أن المدينة أصبحت خالية إلا من بعض المارة, عندها راودني شعور أن مراسيم زيارة الأربعين ربما تتعطل, أو ينخفض معدل الزائرين الوافدين على قبر السبط الشهيد في كربلاء المقدسة.
 
وأثناء مسيري متوجها إلى مقر عملي القريب من حرم الإمام الحسين (عليه السلام) وبعد أن وصلت إلى الشارع المؤدي إلى المكتبة المركزية في كربلاء المقدسة، فُوجئت بمشهد مختلف تماما عن المشهد السابق, فإذا بسيول الزائرين والمعزين يفوق سيول الأمطار التي تسقط على أجسادهم الطاهرة! وأصحاب المواكب الحسينية والخيام المعدة لاستقبالهم قد ابتكرت طرائق جديدة لضيافة الزائرين, فكان هناك من يحاول أن يصنع سدودا صغيرة من الرمال والطين؛ لمنع المياه من الدخول إلى الخيام التي كان يستقر فيها الزائرون؛ ليأخذوا قسطاً من الراحة بعد العناء والتعب, وكان هناك من يصنع من أكياس (النايلون) غطاءا واقياً؛ ليحمي الزائرين من مياه الأمطار التي كانت تتساقط بكثافة, فضلاً عن المجاميع الكبيرة من الشباب والشيوخ والنساء الذين كانوا يعدون وجبات الطعام والشراب الساخن؛ ليقدموه لهم ليقلل من شعورهم بالبرد. عندها أيقنت أن « للحسين (عليه السلام) حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ» وأن هذه الحرارة هي التي جعلت منهم بركاناً من العمل والنشاط في هذه الأوقات بالتحديد, فحب الحسين (عليه السلام) حوّل برودة الطقس إلى حرارة ودفء.
 
إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أصبح بمثابة الطاقة الكامنة في قلوب الموالين, فمع كل موقف وكل حركة هناك نبض ينبض في قلوبهم «لبيك يا حسين» فيجعل من الكسل نشاطاً, ومن العجز قوة, ومن الهزيمة نصراً, وهو ما يدفعنا للتمسك به (عليه السلام) في هذه الظروف الصعبة, فعندما تحيط بنا المشاكل والفتن والصعاب نلجأ إلى الله نطلب منه العون والنصرة, وهو (عليه السلام) هو باب من أبواب الله, ومن خلاله نلوذ بحمى الرب ورعايته, وإذا ما أراد الإنسان أن يكون مع الله فعليه أن يستفيد من (حرارة الحسين) في قلبه؛ لأنها ستجعل من السقوط والفشل علواً وارتقاءا.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين الخشيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/26



كتابة تعليق لموضوع : حرارة الحسين لا تنطفئ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net