صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح79 سورة المائدة
حيدر الحد راوي
بسم الله الرحمن الرحيم
 
يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{109}
تضمنت الاية الكريمة جملة من الغرائب واللطائف , اوجزت بشكل غريب , يثير حفيظة المتأمل , نختار منها : 
1)    (  يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ ) : هل هو يوم القيامة ؟ , اذا كان ذلك , فلماذا الرسل فقط , ولم يعرج النص المبارك على ذكر الناس والموجودات الاخرى , ام يعتبر ان الرسول حجة على قومه , فيكون عندها النص المبارك موجها للرسل ومن بعدهم أممهم , فكل رسول يمثل قومه وامته , ام ان ذلك يوما اخر , قبل يوم القيامة او بعده ؟ , ينبغي للمتأمل التوجه الى اصحاب الرأي السديد , ليحصل على الجواب الشافي ! . 
2)    (  فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ) : بعد ان يجمع الله تعالى رسله في ذلك اليوم , يسألهم هذا السؤال , فلماذا هذا السؤال وهو عز وجل يعلم بما كان وكائن ويكون ؟ , هل ان هذا السؤال تفتتح به المحكمة الالهية العظمى يوم القيامة ؟ ! . 
3)    (  قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) : الجواب كان غريبا , كل رسول يعلم ويعرف بماذا اجابه قومه , فلماذا هذا النفي الجماعي من الرسل كافة ؟ , يطرح المتأمل ثلاثة اطروحات للنقاش : 
أ‌)       من باب التأدب في حضرته وعلمه عز وجل . 
ب‌)   شدة هول وفزع يوم القيامة , يجعل الناس لا يتذكرون شيئا مما عملوا وعلموا , لكن هذا محال من قبل الرسل والانبياء (ع) والاولياء والصالحين . 
ت‌)   كل رسول يعرف ويعلم ما كان من قومه في حياته بينهم , لكنه لا يعلم ماذا جرى بعد رحيله عنهم , وماذا احدثوا وغيروا بعده ! .               
 
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ{110}
الاية الكريمة تورد خطابه جل وعلا لعيسى (ع) , ويلاحظ فيه عدة امور ينبغي التوقف عندها : 
1)    زمن الخطاب , يوم القيامة , قبلها او بعدها , اما اذا كان يوم القيامة , فأنها لم تقم بعد , فيكون عندئذ على نحوين : 
أ‌)       مثلا لسابقتها الكريمة . 
ب‌)   اخبار عن يوم القيامة , وما سيجري فيه .  
2)    (  إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ ) : القرآن الكريم ذكر عيسى (ع) بعدة طرق مختلفة , فمنها ( المسيح – المسيح بن مريم – عيسى – عيسى بن مريم ) , لابد ان يكون هناك هدفا مقصودا او غرضا منشودا منها في كل مورد , لم يعطيها المفسرون حقها من الاراء , لذا ينبغي للمحققين والباحثين في القران الكريم , ان ينظروا فيها . 
3)    (  اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ ) : ذكر النعمة اولا وقبل كل شيء , فلاحظ ! .    
4)    (  إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) : هناك عدة اراء حول روح القدس , نذكر منها : 
أ‌)       جبريل (ع) "تفسير الجلالين/للسيوطي" . 
ب‌)   قوة الامر الالهي "كن" ( مصحف الخيرة/علي عاشور العاملي) . 
ت‌)   خلق عظيم من خلق الله تعالى , وهو ما اشارت اليه سورة القدر الشريفة ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ{4} ) 
5)    (  تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ) : المعروف والمعلوم , ان عيسى (ع) قد رفع شابا , والمعلوم المؤكد , انه سيعود ليظهر في مستقبل الزمان , في مرحلة خاصة , يكون (ع) عنده (  َكَهْلاً ) , يستفاد من النص المبارك الاشارة الى امر مستقبلي لا ريب حاصل ! . 
6)    (  وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ) : يلاحظ في النص المبارك , ان الله عز وجل علم عيسى (ع) اربعة اشياء ( الكتاب – الحكمة – التوراة – الانجيل ) , لهذا الترتيب اهمية خاصة , سواء كان حسب الاولوية او الاسبقية ! . 
7)    (  وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي ) : ينسب النص المبارك الخلق والنفخ لعيسى (ع) , لكن مشروطا بأذنه عز وجل . 
8)    (  وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي ) : ينسب فعل (  تُبْرِئُ ) لعيسى (ع) , مشروطا بأذنه عز وجل . 
9)    (  وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي ) : ينسب النص احياء الموتى لعيسى (ع) , لكن بشرط اذنه عز وجل ايضا , فيلاحظ ان كل عمل وفعل ينسب الى عامله وفاعلها , دون ان يخرج عن اذنه عز وجل ! . 
10)                      (  وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ) : عندما هم بني اسرائيل بقتله (ع) , كفاه الله تعالى , والقصة معروفة .              
11)                      (  فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) : ان لم يكن جميع الرسل والانبياء فأغلبهم , اتهموا بالسحر والجنون وغير ذلك من قبل الطرف الاخر , وذلك لمعاجزهم وبيان حجتهم , فترجح كفتهم , وتكون لهم الغلبة , اما الطرف المهزوم , يبحث عن اعذار واتهامات ليغطي بها هزيمته .         
 
وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ{111}
تذكر الاية الكريمة , ان الله تعالى اوحى للحواريين امرين : 
1)    (  أَنْ آمِنُواْ بِي ) . 
2)    (  وَبِرَسُولِي ) .     
فكان جوابهم ايجابيا , في محورين : 
1)    (  قَالُوَاْ آمَنَّا ) .
2)    (  وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) .     
يلتفت المتأمل في الاية الكريمة , الى كيفية الوحي للحواريين , هل كان وحيا خاصا بهم ؟ , ام انه وحي جاءهم على  لسان عيسى (ع) ؟ . 
 
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{112}
تذكر الاية الكريمة , ان الحواريين سألوا عيسى (ع) (  هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ) ؟ , يطرح المتأمل عدة محاور لمناقشة هذا السؤال , من حيث الدواعي والاسباب : 
1)    اقتراح البينة ( المعجزة ) : أي يقترحون بينة جديدة , وغير معهودة ,  فكان جوابه (ع) (  اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) . 
2)    اختبارا لقدرته عز وجل ,  فيكون جوابه (ع) ايضا (  اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .   
3)    ايمان الحواريون لم يتوغل في اعماق القلوب بعد , ام بينهم من لا يزال مشككا مرتابا .
4)    لا يزال الحواريون يشككون بصدق ما جائهم به عيسى (ع) .
5)    هل السؤال كان صادرا من جميع الحواريين ؟ , ام انه صدر من احدهم وايده الاخرون ؟ . 
ام ان لهذا السؤال نواح اخرى , فاذا كان كذلك , سيتطلب الامر مزيدا من الثقافة والتأمل ! . 
 
قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ{113}  
تورد الاية الكريمة اربعة تبريرات لسؤال الحواريين :
1)    (  قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا ) : الغرض من المائدة , هو الاكل . 
2)    (  وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ) : تسكن القلوب بزيادة الايمان واليقين , فينحسر الشك والارتياب . 
3)    (  وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا ) : حصول زيادة في العلم , أي ان المائدة ستكون درسا عمليا , بعد دروسا نظرية . 
4)    (  وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ) : وبالنتيجة سيكون الحواريون شهودا عليها , بكل ما لكلمة الشاهد من معنى ! .           
 
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{114}
تروي الاية الكريمة , ان عيسى (ع) طلب انزال المائدة منه عز وجل , ويلاحظ في دعائه (ع) عدة امور : 
1)    (  اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ) : ابتدأ (ع) الدعاء بــ ( اللهم + ربنا ) , كما تقدم في تأملات سابقة , ان كل نبي او رسول دعا بــ ( رب ) ستكون الاجابة اما في نفس الاية الكريمة او في الاية الكريمة اللاحقة , أي اجابة سريعة وفورية ! . 
2)    (  تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ) : يشير النص المبارك , ان عيسى (ع) طلب من الله تعالى , ان يكون يوم او ساعة نزول المائدة عيدا , لهم ولمن يأتي بعدهم . 
3)    (  وَآيَةً مِّنكَ ) : علامة . 
4)    (  وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) .           
 
قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ{115}
تضمنت الاية الكريمة جوابا لدعائه (ع) في سابقتها الكريمة , وتضمنت امرين : 
1)    (  قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ) : استجابة لدعاء عيسى (ع) . 
2)    (  فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ ) : تهديد لمن يكفر بأية المائدة .      
 
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{116}
تروي الاية الكريمة خطابا اخر له عز وجل مع عيسى (ع) , فيلاحظ فيه : 
1)    الخطاب الاول في الاية الكريمة ( 110 ) , لم يرد فيه جوابا لعيسى (ع) , اما في هذا الخطاب , فكان له (ع) جوابا . 
2)    (  وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ ) : الله عز وجل يعلم ان عيسى (ع)  ما دعى الى ذلك ابدا , وليس له (ع) ان يدعو اليه , فيكون عندها السؤال موجها لمن ادعى الايمان والتصديق به (ع) , بطريقة ( اياك اعني , واسمعي يا جارة ) ! . 
3)    (  قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) : جواب عيسى (ع) تمحور في عدة محاور : 
أ‌)       (  قَالَ سُبْحَانَكَ ) : تنزيهه عز وجل . 
ب‌)   (  مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ) : ما ينبغي لي ان اقول ما ليس لي بحق . 
ت‌)   (  إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ) : الله يعلم القول والفعل , وكل شيء . 
ث‌)   (  تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) : حقيقة ثابتة . 
ج‌)    (  إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) .          
 
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{117}
تروي الاية الكريمة استمرار جواب عيسى (ع) , وفيه عدة محاور : 
1)    (  مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) . 
2)    (  وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ) .
3)    (  فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) . 
4)    (  وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) .        
 
إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{118}
يستمر جواب عيسى (ع) في الاية الكريمة , وفيه محورين : 
1)    (  إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ) . 
2)    (  وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) . 
 
قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{119} 
توجه الاية الكريمة خطابها لكافة الناس , وفيها ثلاثة مواقف للتأمل :      
1)    (  قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) : جاء ذكر عيسى (ع) في الايات السابقة مثالا للصادقين , الذين سينتفعون بصدقهم , في جنات لا يمكن ان تصفها عقولنا , او تخطر على قلوبنا , ولم تسمع بها اذاننا , ولم تبصر عيوننا مثيلا لها , اما النكتة الاجمل والاروع (  خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) ! .
2)    (  رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ) : هذه منزلة خاصة , افضل مما دونها . 
3)    (  ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) : لك ان تتأمل فوزا يصفه الباري عز وجل بــ ( العظيم ) ! .             
 
لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{120}
تضمنت الاية الكريمة مقطعين : 
1)    (  لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ) . 
2)    (  وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .    
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/24



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح79 سورة المائدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net