الخفاجي .. فقيد الكلمة الشاهدة

فقدت الساحة الأدبية العراقية والعربية في السابع عشر من شهر كانون الأول ديسمبر 2012م علماً من أعلام الكلمة الشاهدة، ألا وهو الفقيد الشاعر والكاتب المسرحي الأديب محمد علي بن عبد عون بديوي جاسم الخفاجي المولود في كربلاء المقدسة عام 1943م والمتوفى ببغداد والذي دفن في مثواه الأخير في مسقط رأسه في اليوم التالي من رحيله.

والأديب الخفاجي له حضوره المتميز في الشعر والمسرح والأوبرا، فكان "مهراً لعينيها" أول الدواوين صدر عام 1965م، وكان "ثانية يجيء الحسين" أول المسرحيات صدرت عام 1967م، وكان "سنمار" أول الأوبرهات صدرت عام 2008م، وكانت له مع دائرة المعارف الحسينية بلندن مراسلات.

وفي بغداد حيث مهبط الأدب والفن والسياسة، التقى وفد دائرة المعارف الحسينية الذي رأسه الباحث العراقي الدكتور نضير الخزرجي بالفقيد الخفاجي في مبنى دائرة العلاقات الثقافية العامة بوزارة الثقافة، وهو المبنى الذي شهدت فيه "قاعة المتنبي" في الثامن عشر من تموز يوليو العام 2012م مهرجاناً ثقافياً وحوارياً موسعاً رعاه وزير الثقافة الدكتور سعدون الدليمي وافتتحه الأستاذ عقيل المندلاوي مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة وذلك للتعريف بدائرة المعارف الحسينية المؤلفة من أكثر من 700 مجلد، ضم الكثير من النخب العراقية المثقفة.

كان حضور الفقيد الخفاجي، في هذا المهرجان الذي تناول أكبر موسوعة في تاريخ البشرية لمؤلفها المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي، حضوراً متميزاً نقل فيها الفقيد إلى الحاضرين أحاسيسه في مقطوعة شعرية من وحي المناسبة، فكانت مقطوعة "الحسين"، التي تُنشر لأول مرة:

عطر مَن ظلَّ فوق الندى

دم مَن ظلَّ فوق الذهب

صوت مَن ظلَّ بعد الصدى

حينما لمّت الريح أصواتهم في العلب

وأيهما بات في حرج

فرح الأرض في صمتها

حين شمَّت بخور دماك

أم سكتة الموت من جزع

بعد أن أخطأتك المدى

فعبرت دخان الكلام الجرع

وصمت المراحل في صبرها

وفتاة المسرات قرطاس بستانها فضة

قلت أنَّ الشهادة أشجارها من ذهبْ

سلْ خطى زائريه ومجرى التعبْ

وارتعاش الأيادي

وهي تلمس في السرِّ

خضرة ذاك الخشبْ

وهديل الحمام الذي أسكت الشدو بالصمت

فسال على الطوق دمعُ العتبْ

حينما قاده دمه للحقول

كل زهرٍ إليه انتسبْ

والحياء عباءة فرسانه

والسماح بياض الغضبْ

يشب الفراتُ إلى سرجِهِ

وتنزله ظاميات القِرَبْ

سلامٌ على الناي سَنَّ الأنين

وأودع أوجاعه في القصبْ

سلامٌ على الورد أشركني في دماه

وأفردني بالعجبْ

سلامٌ على دمِهِ حينما

تمايل صحن الرؤى فانسكبْ

له رايةٌ كلما تعب الخفق فيها

استقامت كمئذنةٍ من ذهبْ

كأنَّ العمامة في رأس معجزةٍ

إذا رفعت شبَّ من رأسه جلنار اللهبْ

حينما قال لا

صارت على سيفه الأوهام تندحر

فأول الغيب سطرٌ ثم ينهمر

ألا فاندهوني بأسمائه

إنَّ أسماءه اليوم كل العربْ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/19



كتابة تعليق لموضوع : الخفاجي .. فقيد الكلمة الشاهدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net