صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

حقوق المرأة في الإسلام
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) سورة النساء 1
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم /21.
أن الأثر الفعال  في بناء  وتكوين الشخصية   النسوية  وممارسة  مهامها في المجتمع  وتوجيه الطاقة واللياقة  الإنسانية الوجهة البناءة ..  وفي حال إهمال الفرد من الجنسين .. وحرمانه  من عملية التربية ..  المدروسة  والمنتظمة  تنشأ نشوءا عفويا  تتحكم  به ..! الظروف .. والمحيط.. والحوادث التي كثيرا  ما تتسبب بقتل  شخصيتها  وهدر طاقاتها وإعاقة  نموها  الاجتماعي  فتتحول إلى شخصية ضعيفة  مهزوزة لا تستطيع  أن تتعامل مع المجتمع والحوادث  والمشاكل  والفرص 
لتتعامل تعاملا  ناجحا.. إن الصورة الممثلة للإسلام  التي يجب أن تدرس أوضاع المرأة  من خلال الصورة التي  صورها القران  والسنة .. على أسس وحدة النوع الإنساني كما  ذكرت أعلاه من سورة النساء .. ونفهم عظمة هذه الآية  ليس من ما 
تحويه من معنى  عظيم فحسب بل ومن افتتاح الوحي سورة النساء التي تحدثت  عن شؤون المرأة  بهذه الآية والتأسيس عليها .. وهي من كبريات السور بعد البقرة وال عمران. . واعتبار هذه الآية  أساسا  ومنطلقا للفكر والتشريع والقيم التي نظمت العلاقة بين الرجل والمرأة  وحددت  مكانتها ودورها في المجتمع . و قال تعالى:  في التكافؤ  في الحقوق والواجبات في سورة البقرة (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ). و قال تعالى : في سورة الروم 21  (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) .
ويحث على أساس العلاقة بين الرجل والمرأة  هي علاقة الحب والود والرحمة  والاستقرار والطمأنينة  وهو يعني أن  لكل من الرجل والمرأة حقوقا  على الآخر .. فلكل منهما حق  وواجب  .. وعليه أن يؤدي  واجبه بأداء حق الآخر بالمعروف  وحسن المعاشرة .  وبهذا المبدأ التشريعي  والأخلاقي الفذ ضبط أسس العلاقة في الإسلام  وثبت أرقى مبدأ لحق المرأة .. عزيزي  أن  العلاقة الاجتماعية بين الرجل  فهي علاقة  الولاء لقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)  هنا يكون القران صورة رائعة لعلاقة الرجل بالمرأة في المجتمع  ... فهي علاقة  ولاء يتمثل فيها أرقى درجات الحب والاحترام ..وعلما في اللغة العربية معنى الولاء هو النصير والمحب والصديق ..الخ ونفهم قيمة المرأة الصالحة  .. فهي والرجل سواء في هذا التعريف القرآني. إن من الظواهر الاجتماعية  في عالمنا اليوم  نراه قد انعكس آثار التعامل الاجتماعي والتربية في البيت والمدرسة  وعلاقات العمل  وبشتى صوره .. فغياب الحرية  والاستهانة بشخصية الآخر  واضطهادهم  ...!  وعدم احترام إرادتها وهي ظاهرة مألوفة في مجتمعات أكثر البلدان الآن ..! وتحت وطأة هذه الظاهرة  .. قد أصاب المرأة فداحة  من بعض الرجال .. وهذه الظاهرة قد واستوردوها من مجتمعات  متخلفة وعادات وتقاليد  ومفاهيم تهين شخصية المرأة  وقدرة كفاءتها الإنسانية .. 
ويعاملها بعض الرجال على أنها مخلوقة  دون مستوى الرجل .. ويريدوا  عزل المرأة عن الحياة الاجتماعية المتطورة  وتركها في حقب التخلف  وغياب الوعي  والفهم الإسلامي  في أوساط  البعض لوضعهم الفكري  والسياسي العام  ..!  غير أن ما يثير الاستغراب  هو أن بعض هؤلاء  ..!  هم سبب ما تعانيه المرأة  من حرمان  وعزلها عن ممارسة حقها  من قبل بعض دعاة الأفكار المتخلفة  .. وتحت وطأة هؤلاء الجهلة يجهدون المجتمع والجامعة  للأفكار المتخلفة .. وهم بعيدين عن التركيز في أوضاع المرأة في العالم الإسلامي .. وما رسم لها من الحقوق..! ولعدم فهم البعض منهم لهذه الحقوق ويرون أن سحب حقوقها خيرا .. ومما تقتضيه الحضارة اليوم خوف وقوع المرأة  في....!  وضرورة سحب حرية المرأة .. وحقوقها .. ظن لأن المرأة هي مصدر الإغراء  والإثارة الجنسية  والتي اخترعوها لها ...! وهذه اخطر وسائل هدم كيان المرأة وشخصيتها من جهة ومن جهة هو تدمير العلاقة الإنسانية المتينة بينهما وهكذا يواجه مشروع إعداد وتربية المرأة في عصرنا اليوم  لتخلف والوعي الحضاري غير السليم التي اخترعوها  على أساس الاستهانة بشخصية المرأة وكبت أرادتها ..وتغييب دورها  الاجتماعي  والإنساني إلى جنب الرجل . وهو الاتجاه المتوارث من التقاليد والأعراف الناشئة عن الجهل بالإسلام  وظروف التسلط .. واستعلاء الرجل والتخلف الفكري .. ونسوا دور السيدة هاجر ودورها في مشاركة زوجها إبراهيم عليه السلام  وقصة هذه المرأة من أشهر قصص التاريخ ..وأكثرها غرابة .. وأعظمها كفاحا وصبرا .. فتألقت في سماء التاريخ  من خلال احتضان ابنها النبي إسماعيل ..في وادي غير ذي زرع عند البيت المحرم  .. بقوله : في سورة إبراهيم /37 ويتحدث القران  عن أم موسى عليه السلام ودورها في كسر شوكة اكبر طاغوت على وجه الأرض وثم يتحدث عن زوجة فرعون (آسيا) وعن مريم أم المسيح عيسى عليه السلام ويعرضهما نموذجا ومثلا أعلى لأجيال البشرية بقوله : من سورة التحريم / 11ـ12)  ويتحدث عن شخصية المرأة بإجلال واحترام .. فقد قدم القران المرأة الصالحة مثلا علميا للرجال والنساء وطالبهم بالاقتداء بها ..وعرض نموذجين  لسمو شخصية المرأة المؤمنة  ومكانتها في الفكر الإسلامي . وكما كان للمرأة دورها في حياة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام نجد دورها واضحا وعظيما في حياة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله ودعوته ..فلقد جسدت هذا الدور العقيدي الفريد  أم المؤمنين خديجة بنت خويلد القرشية رضوان الله عليها التي كانت سيدة مجتمع مرموق  في مكة المكرمة ..وثرية صاحبة مال وثروة وتجارة ورأي ..لقد كانت أول من حدثها النبي محمد صلى الله عليه واله بدعوته ، فآمنت به وصدقته ..وبذلت أموالها الطائلة لنصرة  دعوته ولاقت معه صنوف الأذى  والاضطهاد من حياتها المقدسة ..ودخلت معه الشعب ..وتحملت  معاناة الحصار .. فكانت  من اعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام ., لذا سمى رسول الله صلى عليه وعلى اله العام الذي توفيت فيه عام الحزن . ولقد سجل القران دور المرأة في حياة النبي ودعوته ومشاركتها له في الهجرة والجهاد مقرونا بدور الرجل عند حديثه عن الهجرة والبيعة والدعوة والولاء واستحقاق الأجر والمقام الكريم وعلاقة الرجل بالمرأة ....الخ في مئات من بيانه وحديثه في هذه الموضوعات.. مثل قوله تعالى : في سورة التوبة /71 ) وسورة نوح /28) وسورة الحديد/12)  وفي هذه  الآيات  يرفع القران المرأة إلى أكرم مقام يمكن أن يحتله إنسان في الدنيا والآخرة .. وهو يتعامل معها كما يتعامل مع صنوها  الرجل  على حد سواء .. فهي والرجل في مفهوم الرسالة الإسلامية (أولياء) يوالي بعضهم البعض ولاء عقائديا يقومون بإصلاح المجتمع .. ومحاربة الفساد والجريمة والانحطاط ..ويحملون رسالة الخير والسلام والأعمار في الأرض.وكما  تحدث القران في الأسس والروابط الإنسانية  والقانونية في المرأة  تحدثت السنة النبوية  عن ذلك  اذكر منها  ما روي  عن الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى اله : ( كلكم راع فمسؤول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته ،وهو مسؤول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ، وهي مسؤولة عنهم ، والعبد راع على مال سيده ، وهو مسؤول عنه ،ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) البخاري /ج3ص196  و روي البخاري بسنده عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله : إني  لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى ، قالت : فقلت : من أين  تعرف ذلك؟!  فال : أما إذا كنت عني راضية ، 
فإنك تقولين : لا ورب محمد., وإذا كنت غضبى قلت : ورب إبراهيم . قالت : قلت : أجل ـ يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك. بخاري 7/47 . وما روي عن الصادق عليه السلام: ( من خلق الأنبياء جب النساء) .هذه أسس احترام إنسانية  المرأة ومنحها 
حقها كإنسان له خصائصه  ومقومات شخصية. ويجب أن لا نسى أن هذه المرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت وحقاً أنها تستحق كل الاحترام والتقدير وهي التي تبني المجتمع الصالح بصلاحها! ويداً بيد للتعاون والتآخي وبناء صرح التقدم والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/14



كتابة تعليق لموضوع : حقوق المرأة في الإسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net