صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

ملتقى صالح الطائي الثقافي
رائد عبد الحسين السوداني

بمبادرة ودعوة كريمة من لدن الأستاذ صالح الطائي الباحث الموسوعي وبمتابعة مستمرة من قبل الأستاذ ماجد الغرباوي مسؤول موقع المثقف حضر جمع كريم من مثقفي العراق إلى مدينة الكوت مركز محافظة واسط في يوم 7/12/2012 حيث كان منزل الأستاذ الطائي المحطة الأولى التي وجدوا فيها كل ما يليق ويستحقه المثقف إذ استعد الأستاذ لهذا الحدث أيما استعداد وشغل كل جوارحه لأيام وليالي متتابعات ،أما المحطة الثانية فكانت قاعة مجلس المحافظة وقد استقبلهم فيها عضو المجلس (ماجد علي عسكر) ومعاون المحافظ الثقافي (حيدر جاسم) ، وعدد لا بأس به من مثقفي الكوت  وبعد كلمات الترحيب والقصائد التي تليت من عدد من المدعوين ،اعتلى منصة النقاش كل من الدكتورة ماجدة السعد وزوجها الدكتور سعد الصالحي والقدير سلام كاظم فرج وقد افتتحته الدكتورة الفاضلة بنقاش حول العلاقة بين المثقف والسياسي وكان بودي أن اطرح سؤالا مخزون جوابه في ذهني وأؤكد عليه دائما لكن لضيق الوقت ولإكرام الأخوة الضيوف في أن يدلوا بدلوهم جعلني أعزف عن طرحه في الجلسة الحوارية .السؤال هو :من هو المثقف؟ وكيف لي أن أميزه عن السياسي ،فهل المثقف يكون في رجل الدين فبماذا أدعو السيد محمد سعيد الحبوبي والسيد عبد الرزاق الحلو والسيد الحيدري الذين قادوا حملة التصدي للغزو البريطاني في منطقة الشعيبة في العقد الثاني من القرن العشرين ،وبماذا أصنف السيد الشيرازي قائد ثورة العشرين والسيد محمد الصدر أحد قادتها ،وبماذا أدعو الشيخ محمد رضا الشبيبي وزير المعارف في العهد الملكي ،وأين أضع السيد محمد باقر الصدر صاحب فلسفتنا واقتصادنا وبنفس الوقت مؤسس حزب الدعوة في العراق ،والسيد محمد محمد صادق الصدر قائد النهضة الكبيرة في أواخر عهد صدام ،وأيضا أين يوضع الشيخ عبد العزيز البدري الذي أعدم في عهد البكر ،وأين وكيف أصنف السيد السيستاني حتى ولو لم يدعو إلى ولاية الفقيه لكنه تصدى في 2003- 2005 للعمل السياسي من خلال مطالباته بتشريع الدستور وكذلك تبنيه لقائمة انتخابية معينة ،وأيضا أين أضع الشيخ اليعقوبي الذي يرجع إليه حزب الفضيلة ،وقائد التيار الصدري وهو رجل دين .وفي خارج العراق أين وكيف يصنف السيد الخميني الذي قاد الثورة الإيرانية والمرجع الديني وكذلك خليفته السيد الخامنئي الشاعر والمترجم والمجتهد في الفقه ،والسيد حسن نصر الله والسيد محمد حسين فضل الله والسيد موسى الصدر ،وكيف وبماذا أدعو مؤسس حركة حماس الشهيد أحمد ياسين .أما في العالم المسيحي أين أضع القس بيل غراهام والقس ديفيد غراهام الآباء الروحيين لإدارات البيت الأبيض ،وأيضا القس جيري فالويل أين يوضع .

      ثانيا:هل المثقف في الصحافي والإعلامي فبماذا أصنف محمد حسنين هيكل الصحافي المصري وأمين سر جمال عبد الناصر ورئيس تحرير الأهرام وصاحب المؤلفات الكبيرة والعديدة حتى إنه استوزر كوزير للإعلام في آخر عهد عبد الناصر ،وأيضا كيف لي أن أدعو وبأي صيغة  غريميه مصطفى وعلي أمين وقد اتهما بجريمة الجاسوسية في عهد عبد الناصر وهي جريمة سياسية كما نعلم .وفي العراق أين نضع حسن العلوي هل مع المثقفين أم مع السياسيين إذ كان يرأس تحرير مجلة ألف باء وبنفس الوقت القريب الأثير إلى صدام حسين وقد خرج من العراق كمعارض سياسي وليس ثقافي لو صح التعبير ،وأين نضع سعد البزاز وعبد الجبار محسن وهم من أبواق عهد البعث وقد خرج الأول من العراق كمعارض بعد أن نبذه حكم صدام حسين .وأخيرا أين نضع فخري كريم هل في خانة المثقف أم في خانة السياسي .

      ثالثا: هل المثقف هنا يكمن في الشاعر ،فإذا كان كذلك فكيف نصف بدر شاكر السياب ،وسعدي يوسف ،وأين نضع شعراء البعث علي الحلي وشفيق الكمالي وحميد سعيد وسامي مهدي ،وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي،وغيرهم كثير  ،مثل عبد الرزاق عبد الواحد ومن على شاكلته .وماذا أقول عن الشاعر بابلو نيرودا .ثم أين نضع مظفر النواب ،والجواهري؟

      رابعا:هل المثقف نضعه في خانة عالم الاجتماع ،فإذا كان كذلك فماذا أقول عن ليو شتراوس عالم الاجتماع الألماني المهاجر الذي أصبح الأب الروحي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية ومصدر تعاليمهم .

خامسا: هل في الفكر وكيف لي أن أصف (فوكاياما) صاحب كتاب (نهاية التاريخ) وأين أضع صموئيل هنغنتون صاحب نظرية صراع الحضارات والتي تطبقها الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ ظهورها منتصف تسعينيات القرن العشرين ولحد اللحظة.وفي مقابل هذين المفكرين أين يوضع المفكر نعوم تشومسكي المناهض للسياسة الأمريكية ،وهو كما معروف عنه عالم باللسانيات.

      سادسا:هل الثقافة والمثقف توضع في التنقيب عن الآثار،إذاً أين أضع لويس ماسينون المستشرق والمبشر الفرنسي الذي كتب آلام الحلاج وهو في نفس الوقت منقبا عن الآثار وقد اكتشف آثار الاخيضر في العراق لكنه في نفس الوقت السكرتير السياسي لجورج بيكو أحد ركني معاهدة سايكس – بيكو ،وكيف لي أن أصف الرحالة التي جابت الصحراء العربية ورسمت أدق الخرائط لها والعارفة باللغات الشرقية ،وأيضا المنقبة عن الآثار ،ولكنها الجاسوسة للمكتب العربي البريطاني في القاهرة ،وبعد ذلك صانعة عرش الملك فيصل الأول في العراق،وأين أضع كلوب باشا (أبو حنيك) البريطاني، قائد الجيش الأردني حتى خمسينيات القرن العشرين وصاحب كتاب امبراطورية العرب ،وهي في حقيقتها الملكة الغير متوجة في هذه البلاد ،وكيف لي أن أصف المستشرق برنارد لويس المنظر الرئيسي لغزو العراق في عام 2003.وسؤالي الأخير أين أضع كارل ماركس ،وماوتسي تونغ.

      هذا غيض من فيض لأؤكد من خلاله ما أؤمن به على الدوام أن هناك خيطا رفيعا بين الثقافة والسياسة يكاد لا يرى،وهي أيضا أسئلة أردت طرحها في ملتقى الأستاذ الكبير صالح الطائي وكما قلت لم يسع لها المجال عليّ ألقى لها إجابة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/17



كتابة تعليق لموضوع : ملتقى صالح الطائي الثقافي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net