صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

أكثر السياسيين زعيقاً أكثرهم أثارة للشبهة
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أصبح الشعب العراقي خبيرا في تشخيص السياسيين ، المخلص والصادق منهم ، والمخادع والكاذب والمتاجر بالسياسة ، الموالي لشعبه ووطنه ، والمرتبط بالأجندة الخارجية ، والمنفّذ لتعليماتها ، أما الشعب العراقي فقد أكتسب خبرته من خلال التعامل مع الأحداث ، والتعامل مع السياسيين بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم ، والمراقبة لأعمالهم وأفعالهم ، وهو صاحب المصلحة في التمييز بين هذا السياسي وذاك ، كونه المتلقي لنتائج أعمالهم ، الغث منها والسمين .

منذ سقوط نظام البعث الدموي ولغاية يومنا هذا ، ظهر في الميدان السياسي ألوان من السياسيين ، ونماذج كثيرة ، منهم المخلص لشعبه ووطنه ، وتعرف ذلك منه من خلال أفعاله وأقواله ، أذ تراه مندفعاّ ومتحمسا لتقديم النافع والمفيد الى الناس ،  وهؤلاء دائماً يكونون هدفا لسهام السياسيين غير الوطنيين .

 غير الوطنيين من السياسيين أصبحوا مصدر قلق ومعاناة للشعب ، وللقادة السياسيين الاخرين الذين يعملون بمهنية ونفس وطني ، دوافع الدخول الى الميدان السياسي عند غيرالوطنيين من السياسيين كثيرة ، منهم من يتخذ السياسة وسيلة لتحقيق أغراض ومنافع شخصية ، ومنهم من يتخذها وسيلة لتحقيق أغراض قومية أو طائفية، ويوجد من نستطيع تسميته وكيلاً لدولة خارجية ، منها يستمد دعمه وسياسته وتعليماته ، ومن السياسيين من يتخذ من السياسة غطاء يتستر به لغرض تنفيذ أجندات أرهابية ، وهناك من يتخذ من السياسة وسيلة تجارية لتحقيق السحت الحرام ، من خلال القيام بأعمال الفساد المالي تحت ستار السياسة .

للأسف الكبيرنجد هؤلاء السياسيين غيرالوطنيين يتمتعون بحريتهم الكاملة ، نراهم يمارسون أفعالهم غير الوطنية بحق الشعب والوطن ، من غير حساب أو ردع ، لهذا السبب نرى مشاكلنا مستمرة ومستعصية عن الحل ، نرى هؤلاء المحسوبين على السياسة ، يزعقون ويعقدون المؤتمرات الصحفية ، ويصرّحون بوسائل الاعلام بطريقة تلفت النظر والأنتباه ، ليوهموا الشعب بأنهم مخلصون ووطنيون ، وبعيدون عن الفساد والارهاب ، أوليبعدوا الشبهة عنهم أنْ كانوا يعملون لصالح دولة خارجية،   لا نقول أن عدد هؤلاء كبير ، بل هم قليلون ، لكن ضجيجهم وزعيقهم كبير وكثير ، مهمتهم بألوانهم المتعددة ، أثارة المشاكل ، وزرع المعوقات،  وتخريب البلد ، وقتل الابرياء ، وأختلاق التهم والقصص الخيالية التي من خلالها يهدفون ألتغطية على أفعالهم ، أو لتشويه سمعة السياسيين الوطنيين ، وزعزعة الثقة بهم في نفوس الجماهير ، اولخلق الفتنة بين صفوف الجماهير ،وأثارة البلبلة ، اوتعويق العمل الوطني الذي يضطلع به السياسيون الوطنيون الأوفياء للشعب والوطن المنتمين الى ألوان الطيف العراقي ، بغض النظر عن الدين أو المذهب أو القومية ، أو المناطقية أو العشائرية ، بل يجمع الكل حب العراق .

الشعب العراقي صاحب المصلحة في أنْ يرى قادته السياسيين يعملون بصدق وأخلاص ووطنية بعيداً عن التأثيرات الخارجية ، ينظر ويراقب ويقيّم ، الشعب من خلال الظروف الصعبة الكثيرة والمعقدة التي يمرّ بها ، أصبح يمتلك خبرة أشبه بالفتلر الكبير الذي يميز به بين الخبيث والطيب ، والنافع والضار، ويميز بين الصادق والكاذب ، بحيث عندما يسمع كلام أي سياسي ، يستطيع أن يعرف هذا السياسي هل هو صادق أم كاذب ؟ وهل هو يروّج لأجندات خاصة أو خارجية ؟

الشعب من خلال تجاربه الكثيرة أستطاع أن يتوصل الى نتائج تكاد أن تكون سليمة وصحيحة بنسبة عالية ، منها أنّ أكثر السياسيين زعيقاً وكلاماً عن النزاهة مثلاً نراه أكثرهم شبهة وتورطاً في مافيا الفساد ، وأكثر السياسيين زعيقاً وتصريحاً عن حقوق الانسان أكثرهم خرقاً لهذه الحقوق ، وأكثر السياسيين زعيقا وتشدقاً بالوطنية ، أكثرهم خدمة للدوائر الخارجية ، وأكثر السياسيين زعيقاً وصياحاً ومناداةً لتوفير الامن للمواطنين ، أكثرهم تورطا في الارهاب ، أو تقديم الدعم المالي واللوجستي للارهابيين والتغطية عليهم ، وقضية طارق الهاشمي لازالت ماثلة أمامنا ، فقد كان يزعق دائما عن حقوق الانسان المهدورة للسجناء ، ويزعق كثيرا ويصيح ويعلن لوسائل الأعلام بفقدان الامن للمواطنين ، وتبين للجميع أنه أحد العناصر المهمة التي تسبب فقدان الأمن للمواطن العراقي ، بدعم من دول خارجية ، وهي نفس الدول التي  تدافع عنه اليوم وتحتضنه .

 من خلال هذه المعطيات تولدت القناعة عند الشعب العراقي أن أكثر السياسيين زعيقا، هو أكثرهم أثارة للشبهة ، الجماهير سئمت من الزعيق ، والزعّاقين ، الجماهير تريد أفعالاً لا أقوالاً .

 قراءتنا للمشهد السياسي القادم ، ونحن على أبواب أنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي ، بعد أقرار آخر التعديلات على   القانون في جلسة مجلس النواب المنعقدة في يوم الخميس 13 كانون الاول 2012، وموعد الانتخابات القريب الذي سيجري في 20 نيسان 2013 ، أننا سنشهد الكثير من الزعيق ، ونشهد الكذب والتسقيط والاتهامات الباطلة للسياسيين الوطنيين الشرفاء ، وسنشهد هرجا وزعيقا في الاعلام ، وسنشهد تجار السياسة وهم يعرضون بضاعتهم البائرة ، التي عرفها الشعب جيدا ، لكننا واثقون ومطمئنون أنّ الشعب سيقول كلمته ، وسيصدر حكمه العادل على السياسيين من خلال صناديق الاقتراع ، اما عصر الزعيق والخداع فقد ولّى مع المحتل ، وعرف الشعب اين تكمن مصلحته ؟ وكيف يبني مستقبله ؟ وسيطرد جميع المتطفلين على السياسة وسيطرد تجارها ، ويطرد الزعّاقين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/15



كتابة تعليق لموضوع : أكثر السياسيين زعيقاً أكثرهم أثارة للشبهة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net