صفحة الكاتب : نزار حيدر

تجاهل (رفحاء) جريمة لا تغتفر
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   دعا نـــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، مختلف مؤسسات الدولة العراقية الى عدم تجاهل التضحيات الجسام التي قدمها (معتقلو مخيم رفحاء) والذين قضوا شطرا كبيرا من حياتهم تحت ظل حصار ميليشيات آل سعود وقهرهم وعنفهم وحربهم الطائفية البغيضة، وكل ما لاقوه بسبب رفضهم الظلم والاستبداد وتمسكهم بقيمهم ومبادئهم.

   واضاف نـــــزار حيدر الذي كان يتحدث في مركز الامام علي (ع) في ولاية ميشيغن، في اطار ندوة حضرها جمع من ضحايا (معتقل رفحاء) في المملكة العربية السعودية:

   هل يعقل ان يحصل اليوم الكثير جدا من ايتام نظام الطاغية الذليل صدام حسين على كامل حقوقهم، وباثر رجعي، على الرغم من عدم اعتراف جلهم بعملية التغيير والنظام السياسي الجديد، ولا تحصل هذه الشريحة المضحية من ابناء العراق الغيارى ممن تصدت لديكتاتورية النظام البائد وتقبلت الهجرة القسرية اثر انتفاضة الشعب العراقي في شعبان (آذار) 1991 وقضت فترات زمنية طويلة من عمرها في ظل حراب نظام آل سعود القبلي المتخلف وميليشيات حزبه (الوهابي) على ابسط حقوقها، فلا يعير لها احد، ممن تسلم زمام الامور بعد التغيير، اية اهمية، فلا يحصلون على شئ من حقوقهم؟ هل ان ذلك من الانصاف في شئ؟ وهل ان ذلك ما كان ينتظره العراقيون بعد التغيير؟.

   هل يعقل ان يحصل (الارهابيون) والقتلة والمجرمون على حقوقهم، ولا يحصل هؤلاء على اي حق؟ اهذا الذي ناضل من اجله العراقيون وضحوا بسببه بكل ما يملكون؟.

   لماذا كل هذا التغافل عن هذه الشريحة المظلومة والمضحية والتي يصل عددها الى اكثر من نيف وعشرين الفا تتوزع على دول العالم في الاتجاهات الاربعة؟.

   هل نسي السياسيون دور هذه الشريحة، في عملية التغيير وفي عملية تسويقهم كذلك، والذي لولاه لما شهدنا التغيير الكبير الذي مر على العراق في التاسع من نيسان عام 2003؟ هل نسوا تضحياتها ومواقفها المشرفة وبطولاتها التي هزت اركان النظام البائد من خلال ايصال صرخة العراقيين وحقيقة الظروف التي كان يمر بها العراق، الى مسامع المجتمع الدولي، ما ساهم، بشكل او بآخر، في التعجيل باسقاط النظام وانجاز التغيير المرجو؟.

   ان من غير الانصاف ابدا ان تظل هذه الشريحة المضحية والمظلومة محرومة من ابسط حقوقها الدستورية والقانونية، كما ان من غير الانصاف ابدا ان تظل عيون هذه الشريحة متسمرة على العراق من دون ان تتمكن من العودة اليه لاسباب كثيرة، اهمها حرمانها من حقوقها، وكذلك حرمان الجيل الجديد من حق المواطنة.

   لماذا يسارع المسؤولون الخطى في اي تشريع اذا كان يخص مصالحهم الشخصية او الحزبية او مصالح الكتل السياسية، ولكنهم لا يبدون اي اكتراث اذا ما كان يخص التشريع الشرائح المظلومة والمهظوم حقها، ومنها شريحة ضحايا (معتقل رفحاء)؟.

   لو كانت مؤسسات الدولة العراقية قد اعارت مثل هذه الشرائح الاهتمام الكافي لما سمعنا بكل هذا النهب والسلب في المال العام، لانه كان قد وصل الى اصحابه والى من يستحق فلا يبقى مالا سائبا يسرقه اللصوص من المسؤولين وغير المسؤولين.

   ان لضحايا (رفحاء) حق على الدولة العراقية، وحق على الوطن الذي ضحوا من اجله، فلماذا يجب عليهم ان يستجيبون لنداء الوطن يوم ان يحتاجهم الوطن دفاعا عنه بالغالي والنفيس، ولكنهم يواجهون آذانا صماء وعيونا عمياء والسنا خرساء عندما ينادون الوطن من اجل انصافهم، ومن اجل نيل حقوقهم؟ الا يكفيهم ما عانوه في ظل النظام البائد ليعانون اليوم؟.

   اليس في مثل هذا ظلم آخر يتعرض له هؤلاء؟ اليس في مثل هذا سحق من نوع جديد لكرامتهم وعزتهم والشرف الوطني الذين ظلوا يحلمون به عقودا طويلة من الزمن؟.

   لقد اتسعت مساحة هذه الشريحة في مختلف بلاد المهجر، فبالاضافة الى انها لم تحصل على حقوقها، فان ابناءها والجيل الجديد هو الاخر بدا يعاني من الحرمان من ابسط حقوقه من وطنه الام، واقصد به حق المواطنة، فماذا ينتظر المسؤولون في مؤسسات الدولة العراقية؟ هل ينتظرون ان يكفر الجيل الجديد ببلاده فلم يعد يؤمن بشئ اسمه (وطنه العراق)؟.

   ان تجاهل ضحايا (مخيم رفحاء) جريمة لا تغتفر وسيحاسب عليها المسؤولون، خاصة من يعرقل صدور التشريعات الخاصة بهذه الشريحة، التشريعات التي اذا ما صدرت فستهئ الارضية القانونية المناسبة واللازمة لها لتحصل على حقوقها، اسوة ببقية الشرائح المظلومة والتي تعرضت لقهر وتعسف النظام البائد.

   ان من المعيب حقا ان يتحجج المسؤولون لتبرير مساعيهم الرامية الى عرقلة اصدار التشريعات اللازمة لانصاف هذه الشريحة، كقولهم، مثلا، عدم وجود المبالغ اللازمة لصرفها على هذه الشريحة اذا ما صدر اي تشريع بهذا الشان، ناسين او متناسين ان معشار ما يسرقونه من المال العام يكفي لتغطية حقوق هذه الشريحة فقط.

   ان على مجلس النواب العراقي ان يبادر فورا الى اصدار كل ما من شانه ان يساعد هذه الشريحة على نيل حقوقها كاملة غير منقوصة، كما ان على الحكومة العراقية ان تتعاون مع مجلس النواب للتسريع في اصدار مثل هذه التشريعات اللازمة، وان عليها ان لا تعرقلها ابدا.

   اننا سنكشف لاحقا عن الجهود الوطنية التي يبذلها بعض المسؤولين من اجل خدمة هذه الشريحة، وفي المقابل سنكشف عن كل الجهود السلبية المعرقلة والتي تضع العصي في عجلة مثل هذه التشريعات والتي يبذلها البعض الاخر من المسؤولين.

   لا نريد ان تكون القضية مادة دسمة يسخرها البعض لاغراض الدعاية الانتخابية والمزايدات السياسية والمهاترات الاعلامية، كما اننا لا نريدها ان تتحول الى كرة تتلاقفها ارجل المسؤولين، كل يتنصل عنها فيرمي بها في مرمى الاخر، فليتحلى الجميع بالشجاعة وبروح المسؤولية، ليتحدثوا بشكل واضح وصريح عن هذا الملف بلا لف او دوران.

   وفي نهاية المحاضرة، ناقش نـــــزار حيدر مع الحضور سبل تفعيل هذا الملف، قانونيا ودبلوماسيا واعلاميا، من اجل الاسراع في تحقيق المطلب الوحيد لهذه الشريحة المظلومة الا وهو الحصول على كامل حقوقها غير منقوصة.

   14 كانون الاول 2012   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/15



كتابة تعليق لموضوع : تجاهل (رفحاء) جريمة لا تغتفر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net