صفحة الكاتب : مهدي المولى

لا حل للازمات الا بالحوار
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا شك ان الحوار هو الطريق الوحيد لحل الازمات التي بدأت تتفاقم واذا ما استمرت هكذا فانها ستشكل خطرا كبيرا على مستقبل العراق والعراقيين هذه حقيقة بات يدركها المواطن العراقي البسيط وبات يعيش في رعب وخوف لا يدري كيف ينقذ العراق في حين نرى المسؤوليين يعيشون في فرحة وسرور وكأنها فرصة مناسبة وملائمة لتحقيق ما يصبون اليه من نهب وسرقة وفساد

فكل المسؤولون يدعون الى الحوار وكثير ما يتحاورون ويتفقون ثم يختلفون ويتصارعون والضحية طبعا الشعب العراقي المسكين الذي اصبح لا حول له ولا قوة  حيث اصبح بيد هؤلاء كالأسير المرتهن

ي ترى ما هو السبب الذي  يجعل المسؤولون يتجنبون الحوار وحتى لو تحاوروا لم يصلوا الى اتفاق قوي وحتى لو توصلوا الى اتفاق فهذا الاتفاق هش  لا يستمر الا فترة ثم ينهار السبب واضح لانهم ينطلقون من مصالحهم الخاصة وليس من مصلحة الشعب العراقي

من هذا يمكننا ان نقول  للحوار في حل الخلافات وخاصة في الخلافات المعقدة نتيجة لظروف الغير طبيعية منذ قرون من الزمان تحتاج الى شروط  خاصة و معينة  على المتحاورين ان يتصفوا  ويتمسكوا بها وهذه الشروط والصفات هي

اولا على المتحاور ان يتخلى عن المصلحة الخاصة والمنفعة الذاتية تماما وينطلق من مصلحة العراق وكل العراقيين

ثانيا على المتحاور ان يقول انا عراقي ولا يقدم دينه مذهبه قوميته على العراق والعراقيين فوطنه هو العراق وقوميته هو العراق ودينه هو العراق وطائفته هو العراق

ثالثا على المتحاور ان يقدم برنامج   من وجهة نظره وهذا البرنامج لا يخص طائفة او قومية او دين او فئة معينة وانما يخص كل العراقيين

رابعا على المتحاور ان  يكون عراقي  اولا واخيرا هذا لا يعني التخلي عن وجهة نظره السياسية والفكرية عن مذهبه عن قوميته عن دينه وانما يرى في كل ذلك يصب في مصلحة العراق والعراقيين واي شي يتعارض مع مصلحة العراق والعراقيين مرفوض وغير مقبول

خامسا  الالتزام بمرجعية والتمسك بها واعتقد ان الدستور هو المرجعية الوحيدة والاساسية التي على الجميع احترامها بل يجب تقديسها فانها تمثل ارادة الشعب والعودة لها في كل خلاف فبدون هذه المرجعية اي مرجعية الدستور لا يمكن الوصول الى اي اتفاق حيث كل طرف يريد فرض وجهة نظره وموقفه وهنا تصطدم الارادات وتبدأ الصراعات والاختلافات

سادسا على المتحاورين ان   يتحلوا ويتصفوا بالديمقراطية  فالتحلي بالديمقراطية من قبل المتحاورين هو الدليل على ان الحكم سيكون ديمقراطيا

سابعا على المتحاورين ان يثق بعضهم ببعض ويثق بأخلاصه  وصدقه وأمانته ونزاهته وانه لا يقل  عنه نزاهة واخلاص وتضحية للشعب والوطن

للاسف الشديد  لم نجد مسؤولا ينطلق من مصلحة العراق والعراقية لم نجد مسؤولا يملك برنامج خطة عمل  تنقل العراقي من البؤس الذي يعيشه الى حالة ارقى واحسن فكل الذي يفكر به هو الحصول على  اعلى كرسي واكبر نفوذ من اجل ان يجمع مالا او فر في وقت اقصر

فوجدوا في الطائفية والدينية والقومية الوسيلة  الوحيدة التي تحقق لهم اهدافهم وغاياتهم رغم ان الواقع اثبت انهم اكثر عداء لابناء الطائفة التي يتبجحون بأسمها ولابناء القومية التي  يتباكون عليها لكنهم وجدوا في ذلك التبجح والبكاء ستار يخفي حقيقتهم ويخدع ابناء الطائفة او القومية وجعلهم سلما للوصول الى ما يرغبون وما يشتهون وعندما يحققون ذلك يرفسون الجميع بارجلهم بل هناك من المسؤولين من اجر نفسه الى جهات اجنبية معادية للشعب العراقي واخذ ينفذ اوامرها ويطبق مخطاتها وهناك كثير من المسؤولين وعلى كافة المستويات في رئاسة الجمهورية في الحكومة في البرلمان وفي مجالات اخرى مختلفة منها انكشف امره وهرب ومنها مازال يعمل  بالضد من مصلحة الشعب وتطلعاته في بناء عراق حر متطور عراق ديمقراطي تعددي  مستقل

العراق يحتاج الى مسؤولين عراقيين يؤمنون بالعراق قلبا وقالبا يفضلونه على انفسهم يرون العمل من اجله هو السعادة والموت في سبيله هو الفوز الذي لا فوز بعده

الحقيقة لا نجد مسؤولا واحدا بهذه الصفات فكل مسؤول عدوا للاخر وكل مسؤول يمثل دولة وكل مسؤول عدو للمسؤول الاخر  وكل مسؤول يتنافس يتصارع مع الاخر من اجل المصالح الخاصة وما يحط في جيبه  حتى لو مسؤولا اقل اعلى مدح مسؤول اخر تقرب منه اعلم هذا المدح وهذا التقرب لوجه الشيطان وليس لوجه الله انه لتضليل الشعب ومن ثم سرقة طعامه ودوائه وكتب اطفاله ثم توزيعها حصص لكل واحد منهم

لهذا فان شعبنا لا يرتاح لتقارب المسؤولين او تباعدهم لتوافقهم او تخاصمهم لانه وصل الى قناعة تامة اذا اتفقوا سرقوا الشعب واذا اختلفوا ذبحوا الشعب

ايها المسؤولون   العراق في خطر يسير الى الهاوية وانقاذه بيدكم والامر لكم وانتم المسؤولون عن كل سلبية ومفسدة وما حل بالعراق من نكبات وما سيحدث له غدا

اعتقد الحل بسيط جدا  وهو ان تتخلوا عن طمعكم الغير شرعي وتتجاهلوا مصالحكم الخاصة وتهتموا بالشعب ومشاكله ومصالحه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/09



كتابة تعليق لموضوع : لا حل للازمات الا بالحوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net