صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

من المستفيد من هذا؟؟
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان كل مظاهر الوحدة بين اي مجموعة هي قوة لها،اي كان توجهها الفكري والعقائدي،وايضا الوحدة تمنح الاخر الشريك الجغرافي حقوقه، لان كما اسلفنا الوحدة قوة والقوي في العادة يترفع عن الظلم لان لايحتاج اليه،والاخر يكون معتدل وواقعي في مقدار حقوقة لمعرفته بقوة الاخر، بشرط ان تكون هذا الوحدة وحدة حقيقية مبنية على الاسس السليمة،وليس الوحدة الظاهرية التي تخفى داخلها نوايا متصارعة واهداف مشتته،وهكذا وحدة تتطلب هدف كبير وسامي يجتمع حول الافراد لينعكس على الجماعة،وفي العراق المتكون من عدد من القوميات والاديان والمذاهب يحتاج الى الوحدة بين ابناء المكون الواحد لينعكس على باقي المكونات لتتحد مع بعضها بالوطن مع احتفاظ كل منها بخصوصيته الدينية او القومية،عند ذاك يصبح الوطن مصان وعصي على اي طامع من داخله او خارجة،وعندما نتابع تاريخ هذا البلد نجد انه لم يعش الا تحت احتلال او حكم ظالم الاماندر ولهذا نجد الفرقة في صفوف المكون الواحد والتي تنعكس بالنتيجة على العلاقة بين المكونات الاخرى،فالمحتل والظالم في العادة يستخدم اسلوب التفرقة لاضعاف المقاومة ضده،وهذا ماقام به البعث الصدامي وزرع الفرقة والفتنه داخل المكونات وفيما بينها،وزرع الطائفية واشاع الحس القومي حتى اصبحت القومية ثقافه شائعة يقاس عليها الولاء للوطن وحتى للدين،وبعد انهيار النظام البعثي على يد اسيادة الامريكان ،وبدأ ماراثون العملية السياسية وشكل ضحايا النظام  تحالف انتخابي هو الائتلاف الوطني العراقي الموحد خاض الانتخابات الاولى والثانية واستطاع وكتحصيل حاصل ان يحصد الاغلبية في المجلس النيابي،وتحالف مع المكون الكوردي كأستمرار لتحالف سترتيجي ابتدأ في مقاومة نظام البعث والتئم في عملية البناء من بعده،وتم تشكيل الحكومة بواسطة هذا التحالف وقد استطاعت الحكومة ان تحقق الكثير من المكتسبات لضحايا النظام ومرت الساحة السياسية في البلد بنوع من الاستقرار النسبي رغم كل التحديات الكبيرة التي كان يمر بها البلد من احتلال وبقايا النظام وتدخل الجوار العربي من خلال دعم الارهاب لغرض افشال التجربة الديمقراطية الفتية في العراق،وعدم وجود تشريعات وقوانين تمكن الحكومة من اداء عملها،لكن قوة الائتلاف الوطني ومتانة العلاقة في تحالفه مع الكورد استطاع ان يحقق الشي الكثير ووضع الاسس الصحيحة لبناء الدولة،لكن في الانتخابات الاخيرة انقسم الائتلاف الوطني الى قائمتين في خطوة غير محسوبة وتثير الشك بانها مقصودة! فالائتلاف وعلى لسان دولة رئيس الوزراء صمام امان للعراق والعراقيين لكن دولته شكل قائمة اخرى تحت مسمى(دولة القانون) خاضت الانتخابات وكانت اول نتائج هذا الانقسام خسارة الاغلبية بحدود(7) مقاعد في المحافظات المختلطة،وبعد الانتخابات تشكل التحالف الوطني الذي لم يستطيع ان يثبت وجوده في الساحة السياسية وادارة الازمات رغم انه الكتله الاكبر،وانتج حكومة ضعيفة عاجزة عن تقديم اي انجاز،ومن يتابع بدقه يلحظ ان الحكومة في الدورة السابقة كانت افضل في الاداء وتقديم الخدمات من الحكومة الحالية  رغم الامكانات والمقومات المتوفره لها،لكن فشلها واضح،والسؤال لماذا تم تقسيم الائتلاف الوطني؟ ولمصلحة من؟ وامعانا في اضعاف الاغلبية وضحايا النظام السابق جرت محاولات خطيرة لفك عرى التحالف الاستراتيجي بين الكورد والشيعة،تحت اعذار واسباب غير مبررة اطلاقا،فهذا التحالف كان شوكة في عيون الطائفيين في الداخل والخارج الذي كرسوا كل جهدهم لغرض تفكيك عراه والقضاء عليه،لكن حكمة وحنكة قادة الطرفين استطاعت ان تتجاوز كل الازمات المختلقة بينهما،ففي هذا التحالف ضمان لوحدة العراق اضافة لعدم وجود بديل عنه لكلا الطرفين،اذن هناك اجندة اقليمية تريد لهذا التحالف ان ينتهي خاصة في ظرف عسير تلتهب فيه المنطقة المحيطة بالعراق ويراد من العراق ان يكون جزء من الحريق بأي ثمن،فماهي المصلحة لحكومتنا في استهداف وحدة التحالف الوطني ومن ثم استهداف التحالف مع الكورد ومالبديل لهما في نظر الحكومة؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/07



كتابة تعليق لموضوع : من المستفيد من هذا؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net