صفحة الكاتب : واثق الجابري

مابين دجلة وحمرين تتكسر الثوابت الوطنية
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم تخترع التكنلوجيا اعتباطاّ ولم تذهب وسائلها سدى بل جعلت من العالم متقارب متحضر التعامل اختصرت المسافات وذوبت جزء كبير من الخلافات استخدامها كان في البداية للاغراض النبيلة وتحولت بعض منها الى ادوات شريرة للتدمير حينما ابتعدت عن ملامسة الشعور والاحساس الانساني , الحياة ربما يحسبها الساسة صراع للمصالح لكن الصراع يتوحد حينما يكون الهدف واحد واذا كان الهدف وطن فإنه يحتاج لتعاضد طاقات وكفاءات ابنائه وافكارهم فأن اختلفوا في وجهات النظر لا يصلون الى درجة الصراع ,الحروب والخلافات عمرها لم تستطيع حل الازمات وحروب عالمية توصلت الى التفاوض وحروب الابادة التي شنها النظام السباق لم نجني منها الا الويلات ضد الشعب العراقي والدول المجاورة ورثت عداء في النفوس وكراهية ليس من السهولة ازالتها , من حق الجميع الطموح في دولة ديمقراطية ومن حقهم ان يظهروا مطالبهم وحقوقهم المسلوبة او المطالبة لجماهيرهم ولكن ان لا يتم التجاوز بها على الاخر او على الدستور ويتم على اساسها وضع التفسيرات التي تجعل الطموحات متقاطعة عندما لا يتنازل طرف الى اخر بالحوار ونترك الصوت يعلو للدبابات واصوات المغرضين والمستفيدين من خلق الازمات , صراع الاقليم والمركز يحمل في عمقه مصالح انتخابية وعلى المالكي والبرزاني ان يشكر احدهما الاخر لرفع رصيده في الانتخابات بمناوشات وازمات واتهامات متقابلة , التكنلوجيا التي وصلت للعراق بعد 2003 كالموبايل والانترنيت وسائل حديثة يمكن لها ان تختصر المسافة بين الاقليم والمركز ويمكن الحدث بها بصورة حضارية رغم ان الاجتماع المباشر له الاثر اكثر في تقريب النفوس بدل التلويح بلغة الحرب والدمار والرد العسكري وماذا يحصل لو ان احد الطرفين تنازل لأجل وحدة الوطن وذهب الى الاخر ليسجل له التاريخ موقف مشهود او اتصل هاتفياّووضح موقفه وحرصه , الغريب ان رئيس البرلمان بحديث كإنما يحمل هواجس شخصية يدخل منها على خط الازمة  لتمرير الانتخابات وكسب الاصوات مثلما ربح الورقة القومية واكتسح اصوات الموصل في الانتخابات السابقة , هنالك ارباك واضح وعدم دقة وتخبط في التصريحات الموجهة للشارع ربما تدفع بعض الاطراف اسقاط العملية السياسية بالنار والحديد ودماء الفقراء  والخلافات اصبحت اعمق من سحب الثقة و تجاوز الدستور وتحولت الى تصفية حسابات وثارات لاعبين على وتر امتلاك السلطة , الحلول ليست بالضرورة ان تكون بيد المالكي او البرزاني او النجيفي وتمسكهم بوضع الحلول بيدهم يضع المواطن بتصور انهم متسلطين على القرار ولا يمكن ازاحتهم بالانتقال السلمي للسلطة , من حق الاكراد ان يكون لهم توجس من السلطة المركزية لفقدان الثقة منذ زمن تعاقب الانظمة وضمان حقوق المواطنة والحقوق المدنية  ومن حق حكومة المركز ان تفرض سيطرتها على امن الدولة في بلد متهالك مفتوح الابواب يعصف به الارهاب والخراب ولكن ليس هذا او ذاك يفرض بالقوة , و ادعاء  المالكي ان رياح التغيير ستعصف بكردستان مخالف لصلاحيات رئيس الوزراء و مسؤولياته  انه مؤتمن  على الدستور ومحافظ على سيادة البلاد ان يتمنى ان يكون التغيير غير ديمقراطي , الكل نراه يسعى للابدية في الكرسي على حساب النسيج والثوابت الوطنية ولطالما اتهم الاقليم بتهريب النفط او اختلاس رواتب البيشمركة او العلاقة مع تركيا وايران ورد الفعل يكون بشكل مشابه ويعيش المواطن دوامة لا يعرف من المقصر وان كان هنالك اختلافات لابد للعودة  لدستور متفق عليه الجميع بدل الجعل من قوات دجلة وقوات حمرين صور انتخابية تلصق على جدران البيوت والمؤوسسات وتصل لكل مواطن ليحمل معهم قبس نار يحرق الجميع ..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/04



كتابة تعليق لموضوع : مابين دجلة وحمرين تتكسر الثوابت الوطنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net