صفحة الكاتب : محمود محمد حسن عبدي

تداعيات مقال د.خدوري في جريدة الحياة فلماذا أصرّت (قناة العربية)؟
محمود محمد حسن عبدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لم تمضِ شهور على ما ظننا أنه قد تم، من إغلاقنا ملفّ المقال الغريب، والذي تم نشره حينها، ضمن ملف "النفط في أسبوع" بجريدة الحياة، والمنسوب للدكتور وليد خدوري، حول الصومال بعنوان (بدء الاستكشاف النفطي في الصومال)، مؤرخًا بيوم الأحد 15/04/2012، ذلك المقال الذي تمَّت إعادته نشره مرارًا، في عدد من وسائل الإعلام باتفاق، أوبدون اتفاق مع (دار الحياة) أونشرة (ميس)، من صحف كـ(صحيفة الوفاق الإيرانية)، والمواقع كموقع ( سعورس) المهتم بالشأن السعودي.
 
حتى فوجئتُ حقيقة بأمر أفسد عليَّ يومي ذاك، الإثنين الموافق (03/12/2012)،خاصة وأنني المعتاد على متابعة ما سبق أن كتبته، في أي شأن من الشؤون الوطنية، التي أجدني ملزمًا بمتابعة صداها ونتائجها، فساقني ذلك إلى أن أقف على أمرٍ استجد، في النسخة المنشورة من المقال المذكور أعلاه، في موقع قناة العربية المعروفة.
 
فقد كنت و"تقديرًا" لتلك القناة قد طرحت مقالنا، الذي نعقّب فيه على السقطة المدوية، المنسوبة للدكتور (وليد خدوري)، على هيئة تعليقات تجاوزت العشرين تعليقًا، باذلًا في ذلك من الجهد، ما يتناسب مع حجم القضية، التي تصدّى لها من تصدّى للكتابة في هذا الشأن المهم والمصيري لشعبنا، فما الذي قام به فريق التحرير بموقع (العربية نت) على غفلة من الزمن؟!
 
لقد اكتشفت وبعد أن غمرني الامتنان بأن الموقع قد نشر تعليقاتي المتتالية، أن فريق التحرير قد أجرى تغييرات جذرية، في المقال بشكل غاية في الدهاء، وسآخذ وقتي في تفصيل ذلك في نقاط لتكون أيسر للقارئ:
 
·         أن المقال الذي أشكّ في أن الدكتور (خدوري) قد كتبه أو علم بوجوده ـ وتلك خطيئة جريدة الحياة ـ ، إذ يبدو أنه تم بيد أشخاص ليس لهم شأن بالبحث العلمي من قريب أو بعيد، كصغار الكتبة أوالسكرتاريا، قد تمّ الردّ عليه وتفنيده جملة وتفصيلًا، وبكل ما استطعنا من ضبط للنفس والوعي، حتى لا نتجاوز ما هو واجب من موضوعية.
 
·         وأن المسؤولين عن موقع قناة العربية، وهم على علم بحقيقة المقال ورداءته، قاموا بإجراء بعض "التدوير" عليه، وإضافات "كسولة" وساذجة كـ(ويزيد عدد السكان عن 3.5 مليون شخص)، بما يُعتبر حالة ـ لا أدري كيف أصفها ـ، من السماجة و سوء الأدب مع القارئ الذي يستحق أن يتم احترام عقله، ناهيك عن الإساءة المباشرة إليه، تحييره بمعلومات غير دقيقة ولا تستحق أن تشغل حيّزًا، من موقع يدرّ ثروة صغيرة على مؤسسته.
 
·         أن المقال المفنّد قد تم تغيير عنوانه "بخبث" من (بدء الاستكشاف النفطي في الصومال) (شركات عالمية تبدأ الاستكشاف النفطي في الصومال) ولم ينس القائمون على الموقع إضافة لمستهم "الساحرة"، بعنوان فرعي غاية في التعبير، عما يرغبون في زرعه ـ إلى الأبد ـ في أذهان الناس، حين يوردونه كالتالي: (وسط اهتمام بثروات البلاد المقسمة)، إذ أنه في نظرهم أن وطنًا كاملًا لا يستحق الاهتمام من حيث إنسانيته شعبه ودينه وصِلاته.
 
·         أن الردّ مفصلًا تم إرساله على هيئة تعليقات، بحيث أصبحت إدارة الموقع ومحرروه على دراية تامة، بأن المقال المردود عليه يجب أن تتم معاملته على أنه من "سقط" المتاع، وأن أي اقتابس منه يعدُّ امعانًا ملفتًا في "الإسفاف"، ومثيرًا بإلحاح للتساؤل حول دوافعه، وطبيعة الإدارة المسؤولة عن الموقع، بل المؤسسة الإعلامية تلك جملة، وأن الإدارة موقع (قناة العربية) قد قامت، بشكل متعمّد لا محالة، ببعثرة تعليقاتنا، حتى تتم عملها الذي بدأته بتغيير المقال، بأن تجعل كاتب التعليق يبدو "منفصمًا" عن الواقع، أو يتحدّث بشكل غير مترابط، أو بعيد كل البعد عن محتوى المقال.
 
·         أن مصدر المقال ذاته أي (دار الحياة) قد قام بحذف المقال "تمامًا" من موقعه الخاص، بعد أن تم نقله لفترة إلى الأرشيف، إذ لم يعد ممكنًا "حاليًا" الوصول إليه من خلال موقع دار الحياة، عبر محرّك البحث "غوغل"، أو البحث الداخلي الخاص بالموقع ذاته، فعلام احتفاظ موقع قناة العربية، بـ"هلاهيل" مقال تم الإلقاء به إلى العدم، من قِبَل الصحيفة التي يعمل صاحبه ككاتب أسبوعي فيها؟!
 
·         أم أن مقدّمة المقال الباهرة قد خلبت لبّ إدارة الموقع، فلم تستطع الفكاك من ترقيعه، واستعارة جمل ومقاطع من تعليقنا، بصورة مثيرة للسخرية، فبدى وكأنه ترجمة غير متقنة لمقال من لغة أخرى.
 
إذًا والحال كذلك فلا شكّ من مقالنا هذا سيكون فاتحة لسلسلة من المقالات التي تدرس، واقع التعامل الممنهج لعدد من كبريات وسائل الإعلام العربية، مع الشأن الصومالي، وسيكون مثالنا ومدار حديثنا، من خلال هذه المسألة التي بين أيدينا، (جريدة الحياة) اللندنية ممثلًا عن الصحافة المكتوبة، و(قناة العربية الفضائية) وموقعها الإلكتروني، وكذلك ما تنشره ما يسمى بالنشرات المتخصصة، ممثلًا بنشرة (ميدل ايست ايكونوميك سيرفي/ ميس)، ولا شكّ أنه سيكون مجالًا ثريًا للدراسة واستخلاص العمل المدورس والهادف، لإضفاء ظل كثيف من السلبية، يزيد من قتامة المشهد الصومالي في نظر المتلقين والمتابعين من الناطقين القارئين بالعربية.
 
ونحن هنا لسنا ممن يروّج لنظرية المؤامرة، أو نبحث عن شمّاعات، نعلّق عليها مآسي شعبنا، بل نحن بصدد كشف الغطاء عن أساليب ملتوية، تهدف ومنذ عقود إلى ضرب معنويات أبناء شعبنا من ناحية، وتشييئه من ناحية أخرى بحيث يتم عزله بشكل معتمد علمي وممنهج، عن أذهان بقية الشعوب العربية، ليسهل الاستمرار في استهدافه وامتهان إنسانيته، وسيكون تساؤلنا الأول الذي ستتفرّع منه الكثير من الأسئلة في هذا "المشروع" الذي وُضع دون اختيار منّا بين أيدينا، وإلّا فلماذا أصرّت (قناة العربية)، على الغرق مترًا آخر في وحل التحيّز وعدم المهنية؟، ذات الوحل الذي حاولت (جريدة الحياة) تداركه بعد أن سبق السيف العذل.
 
ولن يهدأ لنا سعي حتى بلوغ ما نراه يتلاءم مع مقدار الضرر الذي يسببه بعض المرتزقة العاملين في مجال الإعلام العربي، والذين لم يعد يهمّهم الالتزام بالمفاهيم الأولية، التي يمليها العمل الصحفي المهني، كيف لا وقد رهوا أنفسهم للربح السهل والبلادة، دون أدنى اهتمام بما يجلبه أسلوب عملهم المثير للشفقة من إساءة لمؤسسات تحويهم بما لها من الحجم والشهرة والتأثير، ولن نستبعد أن نضع بين يدي القارئ أسماء المسؤولين عن ذلك، ليأخذ الامر حجمه المناسب، ويحصل المتابعون على قدر ولو يسير من "متعة المعرفة"، التي حرموا منها على يد أولئك العالات على الصحافة والبحث العلمي المتّزن.
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود محمد حسن عبدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/04



كتابة تعليق لموضوع : تداعيات مقال د.خدوري في جريدة الحياة فلماذا أصرّت (قناة العربية)؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : Yaani ، في 2012/12/06 .

ا"لاقارب عقارب" اخواننا قناة العربية بيدخلوا ضمن هذه السلسلة
فشكر لك اخوي محمود على مجهودك,واحنا الجبل اللى ما يهزه ريح بفضل الله وبفضل امثالك .





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net