صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

لماذا ظلم المرأة ؟؟!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
وَنِسَاء) النساء /1 .
(وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء/19 .
(وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) النساء /20 .
 (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) النحل /97 .
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء /70 .
( وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) يوسف /100.
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ
الأَحَادِيثِ) يوسف /101 .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) الحجرات/13.
(وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) النساء / 4 .
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ) النحل /58.
 (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) النحل / 59 .
 (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ) التكوير / 8  (بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) التكوير /9.
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ) النساء / 116 .
وخذ الحديث عن علي عليه السلام قال : أقبل جمل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (*الحديث وارد في مجمع البحرين .. جران البعير : مقدم عتقه من مذبحه إلى منحره ." مجمع البحرين ــ 6 :225")نرجع للحديث :* فضرب بجرانه الأرض ، ورغا وبكى كالساجد المتذلل ، الطالب الراغب السائل ، فقال القوم : سجد لك هذا الجمل ، فنحن أحق بالسجود منه ، فقال صلى الله عليه وآله لهم : بل اسجدوا لله تعالى ، إن هذا الجمل يشكو أربابه ، ولو أمرت شيئاً يسجد لشيء لأمرت المرأة تسجد لزوجها . وهنا يجب أن نركز على معنى( ولو ) . أخرجه في البداية والنهاية
6:149 عن دلائل النبوة عن غنيم بن أوس. والانتجاع : طلب الكلأ مجمع البحرين ــ نجع ــ 4 : 394". وللحديث تكمله إذا أردتم تكملته راجع المصادر. وعن أبي بريدة عن أبيه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله ائذن لي فلأسجد لك قال لوكنت آمر أحدا يسجد لأمرت المرأة لزوجها . وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء ولو كان ذلك لكان النساء يسجدون لأزواجهن * وهنا لاحظ لكلمة ( ولو كان) بعدها لا يجوز الركوع والسجود لغير الله ، ومن يسجد لأحد أخر فقد أشرك لقوله تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ) النساء / 116 .
 وروي شريك عن أبي خلف عن الحارث بن عميرة أنه سمع معاذا باليمن يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة تسجد لزوجها . ذكره الحاكم أبو أحمد . وأن رسول الله يعطي منزلةَ للزوج من باب التقدير والاحترام فقط لأن الأمر بالسجود هو فقط لله . لأن الله سبحانه حيث أمر بالسجود لآدم لم يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره ، فليس لكم أن تقيسوا ذلك عليه . الوسائل ـ الباب 27 ـ من أبواب السجود الحديث 4ـ5ـ6ـ7 قال الإمام الصادق عليه السلام في المروي عن الاحتجاج أيضاً مرسلا في حديث طويل : " إن زنديقاً قال به : أفيصلح السجود لغير الله؟ قال : لا ، قال : فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ؟ فقال : إن من سجد بأمر الله فقد سجد لله ، فكان سجوده لله إذا كان عن أمر الله" وعن مجمع البيان في قوله تعالى : ( وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) يوسف .وقيل هذا السجود كان لله شكراً له كما يفعل الصالحون عند تجدد النعم . وأنا شخصياً أسجد لله شاكراً دوماً بعد العمل أو في نهاية الأسبوع عندما نجتمع العائلة تجديداً للنعمة والصحة والسلامة للجميع . وقيل عرضة مسألة على الإمام أبو الحسن الثاني عليه السلام ..فكان منها أن قال له : أخبرني عن يعقوب وولده اسجدوا ليوسف وهم أنبياء: فأجاب أبو الحسن رضوان لله عليه وسلامه سجود يعقوب وولده لم يكن ليوسف ، إنما كان طاعة لله وتحية ليوسف ، كما أن السجود من الملائكة لآدم كان طاعة لله وتحية لآدم ، فسجود يعقوب وولده شكراً لله لاجتماع شملهم ، ألا ترى يقول في شكر ذلك الوقت (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) يوسف  . وفي الوسائل ـ الباب 27 ـ من أبواب السجود الحديث 4ـ5ـ6ـ7 تفسير العسكري عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " لم يكن سجودهم يعني الملائكة لآدم ، إنما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه لله عز وجل ، وكان بذلك معظما مبجلاً ، ولا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله يخضع له كخضوعه لله ، ويعظمه بالسجود له كتعظيم الله . وأني أرى مثل هذه الحكايات غير مضمونة لأن الإكثار يحط بالأوزار ونعم ما
قيل: إكثاره يحط بالأوزار ... حط الرياح ورق الأشجار. وعلى كل حال يا سيدي الكاتب شخصياً رأيت أن مقالتكم جميلة ومثل الوردة يحوطها الشوك ، وللعلم أن مكانة المرأة التي وضعها الله للمرأة كثيرة والأحاديث الشريفة أيضاً كثيرة في مكانة المرأة ، سيدي الكاتب أتيك بمثال بسيط أن أساس الزواج يجب أن يكون دائماً ، ويتوجب على الزوجين منذ العقد أن يوطنا أنفسهما على أن يكون كل منهما للآخر بصورة دائمة وأن لا يخطر في مخيلتهما الانفصال . إذن فالزواج المؤقت لا يصلح أن يكون مقبولا ، وهو لا ينسجم مع مكانة المرأة ، إذ يمثل نوعاً من استئجار الإنسان للإنسان وهو يخالف الكرامة الإنسانية للمرأة ، حيث تضع نفسها تحت تصرف رجل في مقابل نقود تقبضها منه . وما لي إلا أن أقول رحم الله الماضين وحفظ الله الباقين . ويجب أن لا ننسى أن للمرأة مكانة في الإسلام وفكر الفقهاء وأن المرأة احتلت مكانة مرموقة في الإسلام واستأثرت باهتمام خاص في الذكر الحكيم .أوضح لكم عدة نقاط منها :
1 ـ : النظر إلى طبيعتها وتكوينها ونفسيتها .
 2 ـ : النظر إلى حقوقها .
 3 ـ : الواجبات التي تقع على عاتقها .
 وكل ذلك على ضوء القرآن الكريم . وأوضح النقاط 1 : النظر إلى ..... بزغ نور الإسلام في عصر لم يكن لجنس الأنثى يومذاك أي قيمة تذكر في الجزيرة العربية ولا في سائر الحضارات السائدة آنذاك ، وكانت البحوث الفلسفية عند الفرس و الروم واليونان تدور على أن الأنثى من جنس الحيوان أو من جنس برزخي يتوسط بين الحيوان والإنسان ، وكان الرجل يتشاءم إذا أنجبت امرأته أنثى ويظل وجهه مسودا وكان يتواريا عن أنظار قومه وكأنها وصمة عار على جبينه لقوله تعالى : (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ) النحل /58.
ولقوله أيضاً قال تعالى : (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) النحل / 59 .
 فلم يكن للرجل بد إلا وأد بناته وقتلهن إثر الجهل بكرامة المرأة وفضيلتها ظناً منه أنه يحسن صنعاً ، وهذا هو القرآن يندد بذلك العمل الوحشي ويشجبه لقوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ) التكوير / 8 . ولقوله أيضاً (بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) التكوير /9. وفي خصم تلك الأفكار الظالمة المشينة نجد القرآن الكريم يصف المرأة بأنها أحد شطري البنية الإنسانية لقوله تعالى  : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) الحجرات/13. فهنا يؤكد لنا أن الأنثى مثل الذكر يشكلان أساس المجتمع دون فرق بينهما. ومن جانب آخر يرى للأنثى خلقة مستقلة مماثلة لخلقة الذكر دون أن تشتق الأنثى من الذكر ، على خلاف ما عليه سفر التكوين في التوراة من أن الأنثى خلقت من ضلع من أضلاع آدم ، يقول سبحانه شاطباً على تلك الفكرة التي تسربت إلى الكتاب الإلهي ( التوراة) لقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
وَنِسَاء) النساء / 1 . فالنفس الواحدة ، هي آدم وزوجها حواء وإليهما ينتهي نسل المجتمع الإنساني ، ومعنى قوله : (وَخَلَقَ مِنْهَا) النساء /1 . أي خلق من جنسها يعني متماثلان (ولو لا التماثل لما استقامت الحياة الإنسانية ) . ونستنتج من هذه الآيات أن الذكر والأنثى إنسان كامل وليس هناك أي نقص في إنسانية الأنثى وعلى ضوء ذلك فالتفريق بينهما من تلك الناحية لا يبتني على أساس صحيح .وهنا شملت العناية الإلهية الإنسان لما جعله أفضل الخلائق ، وسخرت له الشمس والقمر ولا تختص هذه الكرامة بالذكر يا عزيزي القارئ بل شملت الكل قاطبة لقوله تعالى :
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء /70 .
 وهذه الكرامة العامة جعلها للذكر والأنثى في كفة واحدة فمن آمن منهما وعمل صالحاً فهما سيان أمام الله تبارك وتعالى يجزيهما على حد سواء لقوله تعالى :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل /97 .
 وأن ما يوضح لنا موقف القرآن الكريم في خلقة المرأة : هو أنه جعل حرمة نفس الأنثى كحرمة نفس الذكر وإن قتل واحد منهما يعادل قتل جميع الناس لقوله تعالى :
(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة /32 .
فقتل المرأة كقتل الرجل عند الله سواء فمن قتل واحدا منهما فكأنما قتل الناس جميعاً ، أفيتصور تكريم فوق ذلك إذا كيف تسجد لزوجها ؟ وأن المرأة والرجل يتشاركان في لزوم احترام إيجار كل واحد . وإلى هنا تبين واقع خلقة كل من الرجل والمرأة وأنهما متماثلان لا يتميز أحدهما عن الآخر في المجالات المتساوية إلا أن ما يرجع إلى الأمور النفسية والروحية عند المرأة والرجل فيها اختلاف لاشك ثمة فوارق منها أن المرأة جياشة العاطفة ملؤها الحنان والعطف واللطافة ولها روح ظريفة حساسة . لهذا يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا والطفهم بأهله )) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محذراً العدوان على المرأة : (( ألا وأن الله ورسوله بريئان ممن أضر بامرأة حتى تختلع منه )) وقال الإمام علي عليه السلام : ((فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كل حال ، وأحسن الصحبة لها ليصفو عيشك))  وقال الإمام في هذا الصدد ونعم ما قال في استعمال العقل والتصرف بالمنطق والرحمة  :
إن المكارم أخلاق مطهرة * فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها * والجود خامِسُها والفضل سادِيها والبر سابعها والصبر ثامنها * والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها والنفس تعلم أني لا أصادقها * ولست أرشد إلا حين أعصيها.
أودعت يد الخلقة ذلك لتنسجم مع المسؤولية الملقاة على عاتقها ، كتربية الأطفال التي ترافقها مشاق ومصاعب جمة لا يتحملها الرجل عادة في حين أن الرجل يفقد تلك العواطف الجياشة ، لأنه خلق لوظائف أخرى تتطلب لنفسها الغلظة والخشونة لتنسجم مع المسؤوليات التي تقع على عاتقه .فالعواطف الجياشة من جانب إذا تقارنت مع الغلظة والخشونة تصبح الحياة عندها نغمة متوازنة فتكون طرية ومبتسمة. نأتي للنقطة 2 : عزيزي حظيت المرأة في الإسلام بحقوق واسعة ، قد بحث عنها الفقهاء في كتبهم في أبواب خاصة راجعوا الشرائع الإسلامية من كتب الفقهاء من كل المذاهب الخمسة وطبعاً القرآن الكريم في المقدمة وسورة النساء هي أرث المرأة من القرآن الكريم . . حيث أعلن استقلالية كل من الرجل والمرأة في حقوقهما وأموالهما والاستمتاع بهما.المهر عطية من الزوج إلى الزوجة وله تأثير في إحياء شخصية المرأة وبقاء علقة الزوجية ، فيجب على الزوج إعطاء ما نحل لقوله تعالى :
(وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) النساء / 4 . نعم لو وهبت بطيب نفسها جاز للرجل أخذه شأن كل هبة كان للواهب فيه رضا لقوله تعالى : (فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا) النساء /4 . وإن القرآن يندد بزوج يضيق الخناق على زوجته ويسئ معاملتها كي تتنازل بذلك عن مهرها لقوله تعالى : (وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء/19 .
 ثم يؤكد مرة أخرى بأنه لو دفع الزوج لها مالا كثيراً فليس له أخذه منها لقوله تعالى : (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) النساء /20 .
والنقطة الأخيرة هي الواجبات التي تقع على عاتقهما إن يتعاونوا بين أفراد المجتمع الإنساني شرط بقائه ، فلو حذفنا التعاون من قاموس المجتمع لأنهار مثل تعاون المواطنين لبناء وطنهم وحفظ وحدتهم ، كذلك الأسرة مجتمع صغير ولبنة أولى للمجتمع الكبير فلا تقوم حياة الأسرة إلا بالتعاون ، وحقيقة التعاون عبارة عن أن يكون كل واحد له حق وعليه حق وهذا ما يعبره عنه القرآن الكريم بكلمة بليغة جامعة لا يمكن أن يباريه فيها أحد لقوله تعالى : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) البقرة /228 . فيظهر معنى الآية خلال النظر إلى الأسرة الإسلامية ، فمسؤولية المرأة القيام بالحضانة وتربية الأطفال وليس هذا أمراً سهلاً ، لا تقوم إلا الأم التي ينبض قلبها بالعطف والحنان .
ويجب أن لا نسى مسؤولياتنا جميع فالمرأة ؛ (عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) 853) ومرة هذه الحالة في بيتي ومرضت زوجتي وبعد الولادة ب(6) أيام وأنا استلمت هذه الرعاية مع طفلتين صغيرتين ،وغادرت زوجتي إلى المستشفى لمدة سنة و أشهر وبعدها تعمقت في الموهبة الإلهية التي منح ربنا بها النساء . ومن زعم أن دور الحضانة تحل محل الأم في القيام بتلك الوظيفة فقد أخطاء ولم يقف على المضاعفات السلبية التي تتركها تلك الدور على حالات الأطفال النفسية .
وحول حريتها الثقافية والاجتماعية والسياسية التي طرحت في العصر من 1908م وموقف القرآن يريد العدالة ومساواتها في الحق السياسي وحرية الري ، ولكن الغرب يتبنى موقف المساواة بين الرجل والمرأة ،ويريد منها أن ينزلا إلى معترك الحياة بلا استثناء لكي يقوما بعامة الوظائف جنباً إلى جنب سواء أكانت منسجمة مع طبيعة كل منهما أو لا. ونعم ما قال الإمام الحسين عليه السلام في هذا الصدد :
إِذا الإِنسانُ خانَ النَفسَ مِنهُ *   فَما يَرجوهُ راجٍ لِلحِفاظِ
وَلا وَرَعٌ لَدَيهِ وَلا وَفاءٌ * وَلا الإِصغاءُ نَحوَ الإِتِّعاظِ وَما زُهدُ الفَتى بِحَلقِ رَأسٍ * وَلا بِلِباسِ أَثوابٍ غِلاظِ وَلَكِن بِالهُدى قَولاً وَفِعلاً * وَإِدمان التَجَشُّعِ في اللِحاظِ وَإِعمالِ الَّذي يُنجي وَيُنمي * بِوُسعٍ وَالفِرارُ مِنَ الشواظِ.
هذا هو الذي يتبناه الغرب ، فالمرأة لا بد لها أن تشارك الرجل في ميادين الحرب والقتال والسياسة والزعامة وميادين العمل والاستثمار ولا يترك ميداناً خاصاً للمرأة أو الرجل إلا يسوقهما إليه بدعوى المساواة. ولكن القرآن يتبنى العدالة بين الرجل والمرأة ويخالف المساواة إذ ربما تكون المساواة ضد العدالة ، وربما لا تنسجم مع طبيعتها ، ومن يدعي المساواة ، فكأنه ينكر الفوارق الموجودة في نفسيتهما وغرائزهما ، ويتعامل معهما معاملة إنسان استلبت عنه الغرائز الفطرية ولم يبق فيه رمق إلا القيام بالأعمال المخولة له.إن التساوي في الإنسانية لا تعني التساوي في جميع الجهات ، وفي القدرات والغرائز والنفسيات ، حتى يتجلى الجنسان ، جنساً واحدا لا يختلفان إلا شكلياً، ومن يقول ذلك فإنما يقول في لسانه وينكره في عقله ولبه  ونعم ما قال الإمام الشافعي في هذا الصدد:
البلاء من أنفسنا
نـعــيــب زمــانــنــا والــعــيــب فــيــنــا  *ومـــــــا لـزمــانــنــا عــــيــــب ســــوانــــا ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ *ولـو نـطـق الـزمـان لـنـا هجـانـا وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ *ويـأكــل بعـضـنـا بـعـضــا عـيـانــا.
ويدا بيد للتعاون والتآخي للبناء مستقبل أفضل للجامعة . والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/11



كتابة تعليق لموضوع : لماذا ظلم المرأة ؟؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net