صفحة الكاتب : نزار حيدر

نـــزار حيدر لفضائية (الثقلين) عن تزايد حالات انتهاك حقوق الانسان على يد نظام آل سعود
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 نترقب الانفجار الذي لا مناص منه
   قال نـــــزار حيدر ، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، ان العالم باجمعه بات يترقب الانفجار الشعبي الذي سيطيح بسلطة واحدة من اسوأ وافسد اسرة حاكمة في العالم والتاريخ بعد الامويين، واقصد بها اسرة آل سعود، التي نشرت الارهاب والعنف والرعب والكراهية بين بني البشر من خلال حمايتها للحزب الوهابي وفقهاء التكفير الذين وظفوا البترودولار والاعلام الطائفي و (الدين) المزيف لغسل ادمغة المغرر بهم ودفعهم الى اتون حرب الارهاب التي شنتها التنظيمات الارهابية المنتشرة في مختلف دول العالم، والعربي منه والاسلامي على وجه التحديد.
   واضاف نــــزار حيدر الذي كان يتحدث على الهواء مباشرة لقناة (الثقلين) الفضائية في معرض تعليقه على تزايد حالات انتهاك حقوق الانسان في المملكة العربية السعودية:
   لقد بنى آل سعود سلطتهم على الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في الجزيرة العربية، الا ان المجتمع الدولي ظل يتستر على كل ذلك لحاجته للبترول، وهو المعروف عنه انه يقدم مصالحه وامنه القومي على اي شئ آخر، وان قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ليس لها محل من الاعراب لا في سياساته ولا في اعلامه اذا تعارضت مع تلك المصالح، بالضبط كما كان يتعامل مع نظام الطاغية الذليل صدام حسين الذي ظل يتستر على جرائمه البشعه عقودا طويلة الى ان حانت ساعة الحقيقة وتعارض وجوده مع مصالحه، اذا بنا بتنا نسمع عن جرائمه السابقة واللاحقة في الاعلام الغربي وكأن الضحية قد قتل للتو.
   ومنذ ان تمكن آل سعود، وبالتحالف مع الحزب الوهابي على مبدا (الدم والهدم) من بسط سلطته في نجد والحجاز من خلال الغارات والقتل والذبح والاستيلاء على اموال ونساء القبائل الاخرى التي كانت تنتشر في المنطقة، منذ ذلك اليوم، والنظام يمارس كل انواع الانتهاكات الخطيرة ضد حقوق الانسان، ومنها ضد المراة التي ظلت محرومة من ابسط حقوقها كانسانة، وكل ذلك باسم (الدين) والاخلاق والقيم والمبادئ وهو الذي ازكمت فضائح امرائه واميراته الجنسية والمالية الانوف في مختلف بلاد الغرب.
   ان نظام آل سعود يفعل المستحيل من اجل الهروب من استحقاقات الربيع العربي، فلقد رايناه مثلا كيف انه وظف الحراك الشعبي في عدد من البلاد العربية من اجل الظهور بمظهر المدافع والحريص وحامي حمى الديمقراطية وحقوق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة، فيما راح يحول الربيع العربي في عدد من هذه البلدان الى خريف دموي بامتياز من اجل ان يدب الياس من التغيير في قلوب شعب الجزيرة العربية، كما يحدث منذ اكثر من عام في سوريا، فيما راح، من جانب آخر، يشتري صفقات الاسلحة الفتاكة التي يظن انها ستنفعه في الدفاع عن نفسه اذا ما اتسع الحراك الشعبي في البلاد، وهو الذي لم يخض اي حرب منذ زمن بعيد، اذ كانت آخر حرب خاضها النظام هي معركة احد ضد رسول الله (ص) على حد قول الظريفة الرائعة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الرسائل البريدية.
      والمضحك المبكي ما سمعناه وقراناه في فتاوى فقهاء البلاط التي حرم فيها وعاظ السلاطين توجيه اي نقد للحكم او الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي عن الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المزرية في البلاد، معتبرين ذلك مفسدة وعمل حرام لا يجوز فعله، الا انهم انفسهم اصدروا لحد الان العشرات من الفتاوى التي تحرض على فعل كل ذلك واكثر، كالقتل والذبح في العراق وسوريا وغيرها.
      كم هم ماجورون هؤلاء الفقهاء العميان، او العوران في احسن الفروض، ولذلك يرون بعين واحدة او انهم لا يبصرون بالمطلق وانما يكتب لهم الاخرون فتاواهم حسب الطلب وحسب حاجة البلاط.
      بهذا الصدد، تذكرت طرفة رائعة، وهي حقيقة حصلت معي خلال موسم حج هذا العام.  
      فعندما سالت احد عناصر (الامر بالمنكر والنهي عن المعروف) من ميليشيات الحزب الوهابي عن سر تحريضهم على الخروج على الحكام في ليبيا وسوريا وغيرها، في الوقت الذي يتبنى فكركم نظرية حرمة الخروج على الحاكم (المسلم) وان كان ظالما وان كان فاسقا، وتستشهدون بالاية الكريمة {يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم} فاجابني بغبائهم المعهود وطاعتهم العمياء لامرائهم:
     ان هذه الاية نزلت في الملك عبد الله آل سعود فقط دون غيره.
  واخيرا، فلقد راينا كيف ان هذا النظام لاذ بصمت اهل القبور ازاء العدوان العسكري الاسرائيلي الاخير على غزة، في مسعى منه لضمان حماية الصهيونية العالمية وحليفاتها في الغرب، خاصة الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وغيرها من دول المجتمع الدولي، والتي تعتبر هذا النظام حليفا تقليديا بسبب حاجتهم الى البترول القادم من الخليج، اذا ما اتسع الربيع ضدهم وباتوا قاب قوسين او ادنى من السقوط.
   فعلى الرغم من هول العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة، والذي خلف المئات من الشهداء والالاف من الجرحى، فيما دمر البنى التحتية بشكل واسع، الا ان فقهاء التكفير نسوا ان يصدروا اية فتوى من تلك الفتاوى التي ظلوا يصدرونها لدفع المغرر بهم للذهاب الى العراق لقتل الناس الابرياء وتدمير البلد، فهل اغلقت الجنة ابوابها في غزة بوجه (المجاهدين) و (المقاومين)؟ وهل نضبت موائد العشاء مع رسول الله (ص) في الجنة فلم تعد تستقبل المزيد من (المجاهدين) من غزة؟ ام لم يعد في الجنة المزيد من الحور العين لتقدم خدماتها المجانية لـ (المجاهدين) و (المقاومين) القادمين من غزة؟ ام ان مصالحهم المتميزة مع اسرائيل كسرت اقلامهم فلم يعد بامكانهم اصدار فتاوى الجهاد والمقاومة؟.
   اين كبيرهم الذي علمهم السحر، القابع تحت عباءة موزة (دولة قطر العظمى) الذي ظل يصدر فتاواه الطائفية ضد العراق وسوريا وليبيا حتى دمر البلاد واهلك الحرث والنسل؟ لماذا لم يصدر اي فتوى تدافع عن غزة واهلها من عدوان اسرائيل المحتلة؟ لماذا لم يتحدث في خطب جمعته المثيرة للفتن عن الجهاد والمقاومة في غزة؟ لماذا لم يحرض (ابناء الامة الغيارى) للذهاب الى غزة للدفاع عن المقدسات وعن القضية الاستراتيجية للامة الاسلامية والعربية؟ لماذا لم تخصص موزة قطر جائزة لمن يقتل اسرائيليا مسؤولا عن هذه الحرب؟ ام ان اسرائيل لم تعد محتلة للمقدسات حسب الاوامر القادمة من فوق؟.
   لقد قادت موزة قطر الربيع الاسرائيلي بامتياز، ولكن هذه المرة ليس ضد نظام عربي وانما ضد اهلنا في غزة المستضعفة والمخذولة، حتى لقد اندفع اهلها الى الشوارع فرحين مستبشرين باتفاق التهدئة، ولاول مرة، على الرغم من عظم حجم الخسائر البشرية والمادية التي تسببها العدوان الاسرائيلي عليهم، لانهم يعرفون حق المعرفة ان قطر ومثيلاتها، وآل سعود وامثالهم يتاجرون بدمائهم، فالى متى يظلون يدفعون فاتورة مصالح الاخرين ورقصاتهم على اشلائهم؟.
   لقد آن اوان التغيير الجذري المرتقب في الجزيرة العربية، ليس لانقاذ الشعب هناك من مفاسده وخطره فحسب، وانما لانقاذ العالم والبشرية من شره وشروره، فان استمرار نظام آل سعود في السلطة يشكل تهديدا خطيرا على السلم العالمي والاهلي على حد سواء.
   وما انتشار الحراك الشعبي ليشمل مناطق جديدة من البلاد، ومنها العاصمة الرياض، هذا الانتشار الذي يتزامن مع الصراع الحاد على السلطة داخل الاسرة الفاسدة، والذي يتمثل هذه المرة، ولاول مرة، بالصراع بين الاجيال وليس بين الابناء، الا دليل على قرب الانفجاء الشعبي المرتقب الذي سيطيح بهذه الاسرة الفاسدة في مزبلة التاريخ، والتي جاء بها الغرب، وبريطانيا على وجه التحديد، لزرع الفتنة في العالم العربي والاسلامي، من خلال التوظيف السئ للدين وللفتوى الدينية التي ظلت السلاح الفتاك الذي سخره آل سعود ضد خصومهم وفي كل قضية ارادوا نحرها او اثارة الفتنة في اجوائها.
   وهنا تشخص مسؤولية المجتمع الدولي الذي يجب عليه ان يعي خطورة الاستمرار في تبني نظام آل سعود كحليف تقليدي، فان شعوب المنطقة، والعالمين العربي والاسلامي، ان سكتت عن كل هذا الدعم الذي يقدمه الغرب لهذه الاسرة والذي تسبب بسفك الدم الحرام، فانها سوف لن تسكت الى مالا نهاية، فللصبر حدود، كما يقولون، واذا كان الغرب يفكر بشكل جدي بمصالحه في المنطقة فان عليه ان يقف الى جانب حقوق شعوبها، وليس بالضد منها، وعدم ربط مصير علاقاته معها بمصير نظام آل سعود الزائل لا محالة.
   1 كانون الاول 2012

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/01



كتابة تعليق لموضوع : نـــزار حيدر لفضائية (الثقلين) عن تزايد حالات انتهاك حقوق الانسان على يد نظام آل سعود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net