صفحة الكاتب : مكتب د . همام حمودي

كلمة ممثل الامين العام للأمم المتحدة السيد جورجي بوسطن في موسم الحسين يوحدنا السابع
مكتب د . همام حمودي
نشكر اخينا العزيز على هذه الدعوة, وهذه فرصة نادرة بالنسبة لي وشرف عظيم. نحن قد تجاوزنا ايام عاشوراء, ولكن اعتقد ان روح عاشوراء باقية معكم, مسلمون من طوائف الاسلام المختلفة, ومعنا زوار اجانب في بلادكم. اعتقد بأنني استطيع ان أقول, نيابةً عن أسرة الامم المتحدة في العراق, انه ليس هناك ما بيننا بغض النظر عن اصله ونصله ودينه الا وروح عاشوراء تلمسنا عميقاً. نحن نعيش في بلاد عانت الكثير, وهذه المعاناة - اعتقد وبكل اسف - لمست كل العراقيين. وعندما تلقيت هذه الدعوة ورأيت شعار الدعوة "الحسين يوحدنا" قلت لنفسي هذا الوقت الذي نعيشه في العراق يحتاج الى مثل هذا التوحيد. العراق يحتاج الى كل شيء يوحده, واعتقد ان مبدأ شهادة الحسين عليه السلام مبدأ يتشاطره جميع العراقيين بغض النظر عن انتمائهم الطائفي. انا اذكر تلك الايام القاتمة الظالمة عندما كانت مناسبات استذكار الحسين ممنوعة في هذه البلاد. يسعدنا نحن كأمم متحدة أن نساهم في بناء العراق الجديد, العراق الذي هو لكل العراقيين. واعتقد أن مبدأ عاشوراء وذكرى عاشوراء رسالة يجب على كل عراقي أن يحملها في قلبه. فهذه الرسالة تدعونا إلى الوحدة والوئام والى توحيد الصفوف, على الأقل هذا ما نحن ننشده هنا كضيوف لديكم من الأمم المتحدة. نحن نمثل الجماعة الدولية, ولكن من أهم واجباتنا أن نفهم ونقدّر حضارة الدول التي تستضيفنا. وانا دائما ادعو زملائي في الامم المتحدة ان يفهموا جيداً حضارة العراق والظواهر التي تحيط بحياة العراقيين, كذلك وادعو كل الأجانب الذين يأتون الى العراق ان يفهموا جيدا ما هو تراث العراق, سواء التراث الحضاري والمفاهيم الدينية التي يتقدم العراق الان على اساسها. نحن نعتقد جميعنا ان العالم بكل اسف تجاهل الكثير من المشاكل والصعوبات التي تعيشها هذه المنطقة, وشهدنا كيف كان العراق منفرداً في فترات صعبة من تأريخه الحديث. الان نحن نقول أن الأوان قد آن للجامعة الدولية أن توفي بمسؤولياتها تجاه العراق, وهذا بالتأكيد يعني ان الامم المتحدة ستظل وافية بواجباتها تجاه بلادكم. ونحن نريد المساهمة في استتباب الامن والامان الى ربوع بلادكم, والمساهمة في التطوير والنمو وايجاد الفرص المناسبة للمساهمة في تنمية بلادكم. انا ارجوا منكم ان تعذروني على هذه الكلمات التي قد لا تتصل تماما مع روح هذه الجلسة وهي جلسة ذكرى, ولكن اعتقد كضيف في بلادكم مسموح لي ان اعبر عن مشاعري الطيبة تجاه بلادكم وتجاه شعبكم، يجب ان اقول ان الامم المتحدة تبحث عن سبل التوصل الى اهم  مكوّن من الشعب العراقي وهو مكون الشباب. ومن هنا ادعو خاصةً رجال الدين المحترمين ليساعدونا في ايصال رسالة السلام والوئام الى الشباب العراقي ، العراق ينفرد بكنوزه الطبيعية وكنوزه البشرية, فاعتقد بأنه ليس هناك كثير من الدول التي تفتخر بان نصف سكانها من دون الـ25 عام . فمن هنا نحن نرى فرصة تاريخية عظيمة امام العراق, ولكن هذه الفرصة يجب ان تُستغل بحنكة وبمهارة. فانا اعتقد ان الرسالة الحسينية تساعدكم وتساعدنا على ذلك. هذه الرسالة التي تدعو الى القيام بالتضحية من اجل الاهداف الانسانية. وهذه التضحية حسب قناعتي في العراق هي تضحية ما تسمى بالتفاهم وراء كل الأعلام وكل التضحيات التي عانينا منها. انا مدرك تماماً ان اغلبية سكان العراق عانوا من السنوات الاخيرة, عانوا كثيراً من الارهاب والاضطهاد ومن العنف الذي عم بلادكم. انا مؤخراً زرت روضة اطفال تقيمها سيدة اجتماعية وهذه الروضة من خصائصها انها ليست تابعة الى الحكومة انما مؤسسة خاصة فسالت هذه السيدة : من الذين يبعثون ابنائهم الى هذه الروضة؟ فقالت لي هؤلاء الذين يتمكنون ليتجنبون ظاهرة يائسة وخطيرة وللأسف التحريض للطائفية يبدأ من روضة الاطفال الصغار الذين لا يعرفون معنى هذه الظاهرة. وانا من هذا المنبر, ادعو رجال الدين والمجتمع العراقي باسره ان يحولوا دون هذه الظاهرة. فمستقبل العراق هو الوحدة واعتقد ان كلكم تفهمون جيداً ان روح التسامح وروح التآخي هما الكنز والمفتاح الوحيد لبناء مستقبلكم. ونحن كضيوف في بلادكم "الامم المتحدة" سنعمل جاهدين لكي نساهم معكم في الوصول الى الحدث المنشود في بناء العراق الموحد المسالة.
انا اعود الان مرة اخرى الى رسالة عاشوراء, منذ فترةٍ بسيطة قمت بزيارة الى المرجعية في النجف وكانت لي فرصة نادرة ورائعة للجلوس مع كبار رجال الدين والذين أوصلوا لنا رسالتهم ونحن اكتشفنا  آنذاك ان رسالة الامم المتحدة والرسالة الحسينية فيها اوجه من التشابه اكثر مما نحن توقعنا, فنحن بهذه الروح الطيبة نريد الاستمرار في رسالتنا في بلادكم ونطلب منكم المساعدة في عملنا الجيد في بلادكم حتى يتمكن العراق من العودة الى المجتمع الدولي كرائد في المنطقة ولديكم كل المعطيات لأحراز ذلك. ومرة اخرى اعتذر منكم على الاطالة والى لغتي العربية الضعيفة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
 
http://www.hamoudi.org/arabic/news.php?action=view&id=1183

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب د . همام حمودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/01



كتابة تعليق لموضوع : كلمة ممثل الامين العام للأمم المتحدة السيد جورجي بوسطن في موسم الحسين يوحدنا السابع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net