صفحة الكاتب : اياد السماوي

هل سيقول القضاء العراقي كلمته الفصل ؟
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن ما يميز الأنظمة الديمقراطية في العالم هو قوة واستقلال القضاء فيها , فقوة واستقلال القضاء هو الضمانة الأكيدة والعامل الحاسم في تحقيق العدالة بين الناس , وهذه العدالة لا تتحقق إلا من خلال تطبيق القوانين والأنظمة تطبيقا مستقلا وحياديا بعيدا تماما عن كل المؤثرات السياسية وغير السياسية .
والقضاء العراقي اليوم يمر بامتحان صعب يستوجب فيه أن يقول كلمته الفصل بعيدا عن كل الضغوطات السياسية التي تمارس عليه من قبل الكتل السياسية المتنفذة والتي تسعى لتنفيذ أجندتها ومصالحا بعيدا عن القانون , وللأسف الشديد إن أبناء الشعب العراقي الذين يتطلعون لقضاء عراقي مستقل قد أصابتهم الخيبة عندما تقاعست المحكمة الاتحادية العليا والتي ينظر إليها باعتبارها الحارس والصمام الأمين على تطبيق القوانين , في تحقيق العدل والإنصاف في قضية المقاعد التعويضية السبعة والتي منحت لمرشحين لم يحصلوا إلا على بضعة عشرات من الأصوات كما حصل مع الشيخ همام حمودي من المجلس السياسي الإسلامي الأعلى , في الوقت الذي حجبت فيه هذه المقاعد عن مرشحين تجاوزت أصواتهم الخمسة عشر ألف صوت مثل حميد مجيد موسى ومثال الآلوسي وغيرهم  دون أي حق وخلافا لمنطق العدل والإنصاف .
واليوم يعاد نفس هذا السيناريو من خلال مقاعد النواب الذين تمّ استيزارهم في الحكومة , حيث تمّ إعطاء هذه المقاعد لآخرين لا يستحقونها ومن محافظات أخرى غير المحافظات التي ينتمي إليها النواب المستوزرون خلافا للدستور العراقي الذي حدد التمثيل في البرلمان على أساس المحافظات وتحديدا نائب واحد لكل مئة ألف من السكان .
والحقيقة إن هذه القضية الآن هي أمام المحكمة الاتحادية العليا , وهذه المحكمة مطالبة أن لا تخذل أبناء الشعب العراقي مرة أخرى وتعيد نفس السيناريو الذي حدث مع قضية المقاعد التعويضية , وأنني إذ أتوجه إلى أعضاء المحكمة الاتحادية العليا الموقرة وبشخص رئيسها السيد مدحت المحمود , أن يقولوا ما يرضي الله وضمائرهم وأن لا تأخذهم في الحق لومة لائم , فأنظار العراقيين والعالم أجمع يتابعون باهتمام بالغ ما سيقوله القضاء العراقي .
فهل سيثبت هذا القضاء إنه قضاء مستقلا ومحايدا وبعيدا عن التجاذبات والصراعات السياسية , أم أنه سيفشل أمام هذا الامتحان الصعب كما فشل في المرة السابقة ؟
أملنا جميعا أن لا يتكرر الخطأ مرة أخرى , وأن يكون القضاء العراقي هو السبيل لبناء دولة القانون والمؤسسات .
أياد السماوي  
aiad.alsamawi@gmail.com 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/10



كتابة تعليق لموضوع : هل سيقول القضاء العراقي كلمته الفصل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net