صفحة الكاتب : علي حسين الدهلكي

لغة الحوار؟
علي حسين الدهلكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يبدو إن لغة الحوار أصبحت لغة غير مرغوب فيها , بل أنها بدت للبعض أشبه ما تكون بلغة غير مألوفة للبشر , فلا هم يستطيعون التكلم بها , ولا المقابل يتمكن من فهمها .
 ولذلك فضل البعض الاستغناء عنها , وإستخدام لغة إستعراض العضلات والفهلوة بديلاً  عنها .
 أن ما يجرنا إلى هذه المقدمة هو ما وصل إليه الحال بخصوص مشكلة عمليات دجلة والموقف الكردي منها.
 وكيف بدأت السجالات العقيمة , فهناك طرف يتهم الآخرين بأنهم وضعوا هذه القوات لمصالحهم الفئوية والحزبية , والآخر يتهم من اتهمه بأنه يريد تحقيق مكاسب سياسية  , والشعب يتهم الجميع بما يحصل ، ولكن لا مبالي لما يتهم .
 أيها السادة عليكم أن تعلموا إن لغة الحوار هي أجمل اللغات التي وضعها الله لعباده وخلقه , فالبلابل تتحاور ,  والسنابل تتحاور , وجميع المخلوقات تتحاور , فلماذا نحن لا نقبل الحوار؟. 
 ولماذا يبقى منهجنا الثابت أما معي أو ضدي , ولا نقبل بمنطقة وسطى ؟, وهذه هي الكارثة بعينها .
 إن الأمم المتقدمة والتي تملك ترسانة من احدث وأقوى الأسلحة وبمختلف صنوفها لا تلجأ إلى استخدام هذه الأسلحة إلا بعد أن تيأس من لغة الحوار.
 ولذلك نجد دولاً متخاصمة تتحاور فيما بينها لسنوات طوال لأنها تفضل الحوار على السلاح كونها تؤمن بان سنة من الحوار خير من إطلاق قذيفة في دقيقة .
 لأنك لو فشلت في الحوار فانك لا تخسر شيئاً , ولكن لو فشلت في القتال فأكيد انك ستخسر كل شيء وأولها كرامتك وكرامة شعبك ووطنك .
 وعليه تعد لغة الحوار هي اللغة التي يفهمها الجميع بدون خسارة .
 أما الأخوة السياسيون عندنا فاغلبهم لا يحبذون هذه اللغة لأنها تشعرهم بضعف موقفهم من القضايا التي يريدون التعامل معها , وهكذا يعمدون إلى سلوك طرقاً آخري مثل التصريحات المتشنجة او التهديدات الفارغة .
 وهذا ما نشاهده ايضا في البرلمان  عندما تضعف لغة الحوار او تتلاشى فيعمد البعض الى الخروج من القاعة حتى لا يكتمل النصاب , أو لا يحضرون الجلسات أصلا .
 فاليوم كما في الأمس  , لا يوجد بديلاً  عن لغة الحوار في حل الإشكالات التي تعترض مسيرتنا  السياسية.
 ولكن يبدو أن البعض يفضل سلوك الطريق الشائك كبديل للطريق الواضح والمعبد  المسمى طريق الحوار .
 كما نجد البعض يعمل وفق قاعدة (خالف تعُرف ) ،لأن هذا البعض لا يستطيع مواجهة الآخرين بمنطق الحوار الحضاري .
 أن الشعب بات لا يحتمل مهاترات بعض ممن حسبوا على العملية السياسية في غفلة من الزمن , وأصبح الشعب يمل من تصرفاتهم , ولا نعرف لماذا لا يتعضون .
 ألم يكن صدام طاغية ومتهور ومصاب بداء العظمة , وانه القائد العبقري الهمام الغيور إلى آخره من المصطلحات , فأين رسي به الحال بعدها ؟ ،
 الم يخرج من الحفرة ليعود إليها حيث لا رجعة .
 ولهذا على الجميع أن يتعظ من المصير الذي آل إليه الطاغية , فالشعب يصبر ويتحمل ولكن ليس إلى ما لا نهاية , وعندما يريد أن ينتفض لا يقف بوجهه أي سد مهما كان نوعه .
 وعلى هذا البعض أن يعود إلى لغة الحوار , ويتخذ من هذه اللغة الأسلوب الأمثل للتعامل مع واقع العملية السياسية بكل ما تحمله من إرهاصات .
 فلغة الحوار هي الباقية وما عداها يزول ويترك أثراً سيئاً في النفوس والعقول والضمائر .
 ويوم تكون لغة الحوار هي المنهج في التعامل سيكون ذلك هو اليوم الذي نبدأ به كتابة تاريخ أمة وشعب صبر وناضل من أجل نيل حريته وبناء دولته , وإرساء الأسس الديمقراطية فيه .
 ويوم ذاك ستكون الانطلاقة نحو بناء الحياة الجديدة بسرعة لا تستطيع اعتي الحصون من الوقوف بوجهها لأنها انطلاقة شعب أراد الحياة فاجتاز المستحيل . 
ولهذا فان قيادة عمليات دجلة وجدت لحماية العراق بأجمعه ولا تستهدف اي مكون او اقليم فلماذا يتحفظ البعض او ترتجف اوصاله منها؟
ورغم هذا فالحوار الذي يجري الان بين المختصين العسكريين من حكومة المركز والاقليم لهو اجدر وانفع الف مرة للشعب والعملية السياسية ، ويجب على الجميع التوقف عن اطلاق التصريحات الاستفزازية او الاستخفاف بهذه القوة العسكرية .
لان كرامة البلد يصنعها ابنائها من القوات المسلحة اولا ثم تأتي بعدها بقية الصنوف ومن يحاول ان يستخف بهذه القوات او تلك عليه ان يعلم أنه اما واهماً أو جاهلاً متغطرساً .
كما يجب على الاقليم أن يعلم إنه فرع من شجرة أسمها العراق شاء أم أبى ، ومسؤولية حمايته تقع أولا وأخيرا على عاتق حكومة المركز .
 أما الركض باتجاه الأوهام التي بنيت على أساس إمتلاك قوة عسكرية صغيرة أو مدفع هنا أو دبابة هناك فهذه أوهام تمثل الانتحار بعينه .
إن مشكلة عمليات دجلة لم تكن أبدا مشكلة ولكن هناك من حاول أن يجعل منها مشكلة ، ورغم ذلك فإن لغة الحوار تبقى هي اللغة التي تتلاشى أمامها جميع المشاكل وأولها  ما يسمى بمشكلة دجلة . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الدهلكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/27



كتابة تعليق لموضوع : لغة الحوار؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net