صفحة الكاتب : غفار عفراوي

محافظاتنا تتشح (بالألوان الزاهية) في محرم!
غفار عفراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من الثوابت التي سار عليها أتباع مدرسة أهل البيت وخصوصا في شهر محرم الحرام هي إحياء الشعائر الحسينية بصورة لافتة للنظر، كانتشار المواكب الحسينية، وإقامة مجالس التعزية، وبذل الطعا
م في سبيل أبي عبد الله الحسين قربة إلى الله تعالى، ونشر السواد في مختلف المناطق بحيث يرى الزائر الغريب للمحافظات العراقية وخصوصا ذات الأغلبية الشيعية أن اللون الأسود الحزين يغطي كافة الدوائر والمحلات التجارية والدور السكنية وغيرها فضلا عن الحزن الشديد والانكسار الذي يبدو واضحاً على محبي الإمام الحسين عليه السلام بذكرى الفاجعة الأليمة التي جرت عليه وعلى أهل بيته ونساءه وعياله عليهم السلام أجمعين. وبات معروفاً أن هذه الشعائر تتنوع وتتعدد أشكالها من بلد إلى بلدٍ آخر حسب طبيعة البلد وتقاليده وأعرافه.
في العراق، وبعد التغيير الذي حصل بعد عام 2003، انفتح البلد على العالم الخارجي وبدأ يستورد كل شيء من هناك لدرجة انه استورد حتى ثقافة البلدان الأخرى بدون وعي وبدون تفكير لعدم وجود مؤسسات تحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
ومن المستوردات في السنوات الأخيرة استوردنا الشعائر الحسينية من دولة لا تعرف الحسين ولا علي بل أنها لا تعترف بالإسلام! وتعتبر إحدى الدول المعادية له وهي (جمهورية الصين الشعبية) التي غزت الشارع العراقي بكل ما يحتاجه من أقمشة وملابس وصور وأعلام ورايات وميداليات تخص الشعائر الحسينية!
تجارنا (هداهم الله) ذهبوا إلى الصين فماذا فعلوا؟ استوردوا لنا كل ما لا يخص الفاجعة ولا يمت بصلة إلى الحزن والألم؛ إذ انتشرت الألوان البراقة الزاهية ( حمراء، وخضراء، وصفراء، وزرقاء) على أسطح المنازل والدوائر والمحال التجارية كأبهى ما يكون الاحتفال بمولد أو مناسبة مفرحة وللأسف الشديد!
فاتشحت محافظاتنا بالأحمر والأصفر والأزرق والأخضر عكس ما يشاع من أنها اتشحت بالسواد فلا سواد موجود ولا من هم يحزنون!
ومن جانب آخر فان الوجوه التي كانت حزينة في مثل هذه الأيام العشرة تجدها اليوم تمرح وتضحك قبل وأثناء وبعد المجلس الحسيني لانشغالهم بفوز المنتخب الكروي، أو هدف سجله احد اللاعب الفلاني، أو مواضيع أخرى لا تمت للمناسبة المفجعة التي اهتزت لها السموات والأرض وبكت لهولها الملائكة والحيوانات والطيور وجميع الكائنات.
فان جاء ذلك (الغريب) إلى العراق اليوم سيسأل عن المناسبة السعيدة التي يحتفل بها الشيعة في مثل هذه الأيام، نظراً لعدم وجود ما يشير إلى الحزن والألم الماضيين؛ بل ووجود ما يسر الناظر ويطيب الخاطر. بل وحتى اللطميات والأناشيد الحسينية صارت شبيهة بالأغاني وما يسمى بالمواليد من ناحية الموسيقى والمؤثرات الصوتية والألحان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أدعوا أصحاب العقول النيّرة من مثقفين وكتاب وخطباء المجالس الحسينية وحوزات دينية ومؤسسات شيعية أن يركزوا اهتمامهم على تلك السلبيات التي بدأت تنتشر كالنار في الهشيم وأخشى أن تكون وراءها أيدٍ خفية تحاول النيل من الشعائر الحقيقية بعد فشلها في إسكات وإيقاف الحب الحسيني بوسائل أخرى.
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) [الحج:32]
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غفار عفراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/23



كتابة تعليق لموضوع : محافظاتنا تتشح (بالألوان الزاهية) في محرم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net