خلق أزمة لمعالجة أزمة
موسى غافل الشطري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
موسى غافل الشطري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وسط التصعيد المتفاقم ، بين الحكومة الاتحادية و إقيم كردستان، تجري المحاولات لترقيع العلاقات المهلهلة ، التي هي بالأساس ، تعاني من حالة الانهيار.
و يسعى الوسطاء ، و آخرهم النجيفي لحل هذه المعضلة . واقع الحال، و المعطيات التي لا يمكن التكتم عليها ، وهي لا يمكن للنجيفي و لا لغيره معالجة أمرها . فالموضوع و عقدته ، أكبر من ذلك بكثير . و هناك وضع مريض ينتاب العملية السياسية . أو بالأحرى العملية السياسية هي المريض. و ما يجري من محاولات لترميم تداعيات انهيار الوضع بكامله ، إنما هي محاولة بائسة . و الهدف منها الإبقاء على الوضع برمته على حاله . و هي غاية يراد منها . أن يجري توفير المناخ – حتى لو كان مريضاً – بغية الحفاظ على المصالح الضيقة للكتل السياسية و في ظروف آمنة .
في نفس الوقت تتكشف هذه الصراعات ، عن مدى تدني أي اهتمام بقضية الشعب ، الذي هو بأمس الحاجة للعمل الجاد بغية معالجة الفساد و الارهاب و الاهتمام بكل اهتماماته المؤجلة منذ زمن بعيد ، و إيجاد السلطة المقتدرة – و هذا عامل في غاية الأهمية - لتخطي الصعوبات التي تعترض سبل الخروج من هذه الأزمات .
فالصراع الدائر بين كل الكتل ، و بالأخص بين الحكومة الاتحادية و الاقليم ، لا ينبئ عن بصيص أمل لخروج العراق من تفاقم هذه الأزمات . و ستبقى الأمور سائرة نحو التردي ، دون أن تكون هناك نية جادة للخروج إلى النور من هذا النفق المظلم .
أي أن كل شيء سيبقى على حاله متوقفاً، و سيكون الشعب العراقي بنتيجة هذا التوقف ، هو الخاسر الأكبر. و سوف لن يحدث انفراج بالوضع ، سواء في صالح كردستان ، أو لعموم العراق .
و تبرز من جديد الضرورة الملحة ، لإدراك : أن السبيل الوحيد لحل كل الأزمات ، المتفاقمة بين يوم و آخر ، هو العودة للطريق الأسلم الذي يعتمد على تكاتف كل القوى العراقية الخيرة – و ليس سوى ذلك – سواء الكردية أو العربية و سائر الأقليات ، من أجل إيجاد الوضع السياسي الأمثل ، المقتدر على معالجة كل القضايا التي ما زالت ترواح في مكانها .
إن حقوق و مصالح الشعب الكردي التي ضحى الكثير من أجلها عبر سني النضال الدامي ، سوف لن تتحقق ما لم يتم الاعتماد على وحدة الشعب العراقي بكل مكوناته ، من أجل إزاحة كل المثبطات و عوامل العرقلة ، الساعية إلى الحيلولة دون سير العملية السياسية نحو الانفراج السياسي لصالح الشعب .
و من جديد تصبح قضية الشعب الكردي ، قضية مرتبطة بمصير الشعب العراقي ، المعافى و الحر الديمقراطي ، و القادر على تقرير مصيره السياسي و مصير الشعب الكردي .
و أعتقد .. ما لم يتحقق ذلك ، فإن القضية الكردية ، ستبقى تخوض في قلب الأزمات ووسط أجواء غير صالحة على مستقبله .
هذا هو الطريق الأمثل الذي هو أعلى و أرقى من محاولة الأفراد مهما كانت تسمياتهم . فالمشكلة ليس قضية أفراد يقررها النجيفي أو غيره . إنما يأخذها الشعب بيده ، في أجواء صحية ، تتطور فيها العملية الديمقراطية لصالح الجميع .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat