صفحة الكاتب : واثق الجابري

عاشوراء ثورة للأصلاحات والتغير وبناء مشروع الدولة
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عاشوراء مشعل ينير دروب الاحرار في كل زمان ومكان ثورة للأنسانية والحياة والمجد وبناء تلاحم الشعوب  فكر ومدارس ورأس مال في مفاهيم تتحرك على كل المستويات والفئات والقوميات والأديان  تحرك الملايين سنوياّ  فتحشد النفوس وتوحد شعوب نحو مباديء عظيمة بحشد جماهيري موحد القلوب من رسائل لبناء الانسان ومنهج لعمل قيام دولة مدنية عصرية  تحقق العدالة والمساواة والمواطنة , وإثبات تلك الهوية والانتماء للأمام الحسين (ع) تعني استثمار الدروس والتعامل بشجاعة تأتي بالأقدام للسلوك الصحيح وتحقيق مصالح الشعوب ,الثورة  الحسينية مثلت مفصلاّ مهما وجوهرياّ واساسياّ وذروة وصول المجتمع للتفكك وانتشار الفساد والفسوق وأباحة المحارم والحريات وتمحورت في  ثورة للأصلاح والتغيير وتوجيه المواقف للصواب  فتلك الثورة محررة للعقول  البشرية من دنس الشبهات والتشكيك والتأثر عليها بالمال والاغراء والسعي لمكاسب دنيوية على حساب الحياة الحرة والمكاسب الكبيرة للجميع على الاحادية , فحاول الكثير التشويش عليها وإصاق التهم بها  او تحميلها الشعارات التي تحمل في طياتها التباكي والتوسل والتذلل , نعم ان مصيبة الامام الحسين لم تأتي قبلها ولا بعدها مصيبة هزت ضمير الانسانية ورقت لها القلوب العظيمة  الاّ انها مثلت  الشجاعة في قمتها والأباء والتحدي والوقوف  بوجة اكبر حملة بربرية وحشية  فحاولت الافكار الضالة ان تنتزع منها افكار البناء والسعي  بها لأشاعة الفرقة او التعامل معها على انها قضية تخص فئة معينة إنما الحسين مثل البشرية  جمعاء والفرقة تمهد للاستنزاف  الداخلي وحرق الأخضر واليابس  لنصرة اعداء الامام الحسين ومنهج السماء  والحسين ليس منهج للبكاء والدموع انما شموخ وكبرياء وصرخة بوجه كل الظالمين , اليوم تلك القوى التي تملك زمام القرار كان يجمعها عزاء عاشوراء لتنادي بالمظلومية ومعارضة الحاكم الظالم وإما امتلاك القرار لابد به للخروج من قوقعة عقلية المعارضة واستثمار جوهر الثورة الانسانية لبناء دولة قادرة على احتواء كل المكونات تحقق الخدمة لمجتمعها دون الانشغال بالجزئيات والعراق الجريح بحاجة الى دواء مركب من كل تراكيبه وإن نقص احد التراكيب سوف يكون هنالك اختلال في التركيز وربما تأتي النتائج بقلة الفعالية او عكسية الاستخدام والمضار  ولا تزال اغلب القوى تخوض في تصريحات غير مسؤولة ولا مدروسة بعيدة عن ستراتيجية الدولة والابتعاد عن منهج ارتكاز القوى على الجماهير وتطلعاتها بل التوجه نحو بناء تحالفات او أشاعة مفاهيم تزيد من الطين بلة لتسحب البساط من تحت اقدام الأخر ولم تتخذ سوى المواقف المتشنجة المبنية على ردود افعال سلبية حيث تحول دور الوزراء والبرلمانين الى محليين سياسية ويضربون هذا بذاك متناسين دورهم التنفيذي او التشريعي وهذا خرق للدستور بممارسة صلاحيات ليست لهم والكل اصبح ناطق اعلامي متهافت على قنوات التلفاز , المشكلة اليوم بين الأقليم والمركز من جزئيات الدولة وعدم الفهم الواضح لأدارة الدولة او الاحتكام للمجتمع جعل من الأغلب يسلط الأضواء عليها اكثر من البحث في قضايا المواطن والتحالف معه بدل من تحالفات تقوم على اسقاط الأخر وتفكيكه واستخدام اساليب التهديد والوعيد والمناطقية والطائفية  وتناسي التاريخ والتضحيات والمقبر الجماعية وكأن كل طرف ينظر نفسه ابيض والأخر اسود دون وجود نقاط التقاء ومشتركات وتعزيز الوشائج والتلاقح  الفكري والحوار البناء بين مجتمع الأمة , فعاشوراء ليس مجرد طقوس نمارسها وشعائر نعتز ونفتخر بها ونسعى لديموتها إنما هي ثورة  للتغير ومحاربة للفساد ونيل الغايات السامية والثورة منار وقائدة لكل الافكار في كل زمان ومكان وكل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء  وفي كل زمان ومكان تحتاج الشعوب الى اصلاحات وترميم علاقات المجتمع وبناء دولة تحترم الانسان وتحقق سعادة الجميع بمختلف الانتماءات والقوميات وحشد للجماهير نحو برسالة سياسية  للأصلاحات والوحدة والمصالح العامة   ..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/21



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء ثورة للأصلاحات والتغير وبناء مشروع الدولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net