صفحة الكاتب : القاضي منير حداد

الثورات تاكل ابناءها ترفعوا عن الصغائر تدوم النِعَم
القاضي منير حداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى واشد ضلالا، وكبارة الجاهلين هم نفسهم المتنفذون في الاسلام، لان التاريخ محوري، كلما دار المحيط الهندسي من حول المركز، تخلخلت الركائز وعاد المجتمع للتوازن مجددا على طريقة الاواني المستطرقة.
تدك الثورات عروشا وتنصب عروشا وترفع وتخفض وتشيل وتحط وتزيل وتفرض وتمحو وتحل.. صح ام خطأ ليس مهما، بالنتيجة يقفز نهازو الفرص على التجربة ويزيحون الحقيقيين.
انها دعوة صادقة من مواطن مخلص لعراقيته، الفت فيها عناية السادة المسؤولين الى الترفع عن الدنايا والسحت الحرام والصغائر التي تحيق باصحبها مكر سوء مجرم اثيم.
المسؤول يا مسؤولون.. قبل واثناء وبعد المسؤولية.. موظف في دولة العراق، ربما نصرة كيانه السياسي او الطائفي، جعلته يتصور نفسه اكبر من الوظيفة والدولة، فتاه صلفا في دهاليز الغرور.. فوق الدستور وموجبات قوانينه.. يسرق ويفسد ويقتل.. من دون ان تطاله المحاسبة.
ثمة مسؤولون اختارتهم العناية الالهية لاداء دور تاريخي يخلد ذكرهم ويعمق اثرهم في المجتمع، لكنهم شاءوا ان يتواروا خلف الاخطاء.. سوءاً من دون حسنات.
اذ ان الله لا يريد لهم (الزينة) فالزينة براد لها (بخت) لا يلقاها الا ذو حظ عظيم، وهؤلاء لا حظ لهم ولا بخت ولا نصيب.
في حين بالمقابل ثمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم المجاهد الذي دافع عن التغيير ضد البعث والبعث مستحكم من الرقاب والخصى.. يقتل ويخصي من شاء ان يقتل او يخصي مطلقا في العراق.
طارده النظام السابق واعتقله ولعن (سنسفيل سنسفيله) وجاء التغيير فخدم العراق الجديد بحدقتي عينيه وجوهر لبابه، لكن ماذا؟
ماذا كان الجزاء وفاقا لخدماته السابقة واللاحقة؟ سيما الخسف خسرانا.. طرد ولم يسأل عنه النظام الجديد، هل وجد قوت عياله هذه الليلة والليلتين الماضية والتالية، مكشوف الجناح لاعداء العراق الناقمين لانهم لم يطالوا قتله...
مسؤول امني قدم للعراق الجديد خدمات جليلة، خلال مرحلة عصيبة شاه اثناءها عقل العراقيين طيشا، على مفترق الطرق، جازوه باعفائه من مناصبه وحرمانه من حقوقه والاستغناء عن خدماته، ومداهمة انتمائه للعراق؛ إذ اقيل من دون راتب ولا حماية، يعني ترك نهبا للجوع والمطالبين بدية صدام؛ شخصا متنفذا يريده ان ينسب ما حققه لسواه.
اما القاضي الذي اسس محكمة وثبت قواعدها لتكون كعبة الحق  وانصاف المظلومين، محققا انجازا اسهم في حسم عوالق كادت ان تطيح بالتجربة الوطنية الحديثة.
هذا القاضي حرم من لقمة العيش، لان احد المتنفذين جدا، شاء ان يستبعده ويستحوذ على منجزاته يزورها لنفسه.
القاضي جرد من منصبه وطرد من دون حماية تقيه شر الموالين للطاغية المقبور صدام حسين، بلا راتب تقاعدي ولا مميزات او مستحقات او عصا يهش بها على غنم سائبة فجرا!
كل هذا التنكيل بشخص ذاك القاضي تأتى من حاسدي لنجاحه.
اظن في الافراط بالفساد ما يدل على جهل بعض القادة الجدد باصول اللعبة، حتى في الجزء المعني بالفساد، اذ ان لكل شيء اصوله وقوانينه؛ اما وان (علج المخبل ترس حلكة) فانهم يسرقون بطريقة بلهاء مفضوحة، متدرعين بكيانات سياسية او دينية تجاهر بهم على انهم نقطة محظورة وسط اللغاب.
 ماذا ترك المفسدون لزبانية صدام المتحصنين بعفو من تبعات اية جريمة (سوف) يرتكبونها، العفو عنهم بواقع ما سيكون.. هل ثمة استهتار بحقوق الناس ومحاكم الـ... عراق الجديد، اكبر من هذا، فمتى تستفيقون يا ساسة من كابوس التباكي على العراق وانتم اصحاب القرار فيه، ان شئتم تصلحون ذواتكم انصلح وان سدرتم في غيكم بغى على نفسه.
وهل انا الا من غزية ان غوت
                                غويت وان ترشد غزية ارشد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


القاضي منير حداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/19



كتابة تعليق لموضوع : الثورات تاكل ابناءها ترفعوا عن الصغائر تدوم النِعَم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net