صفحة الكاتب : معمر حبار

سياسة القنوت
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال للإمام الشاب وهو يحدّثه عن فضائل دعاء القنوت، أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال يقنت حتى مات، وأن الأمة بمذاهبها الأربعة، مازالت تقنت منذ تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يخالفها في ذلك أحد.
رد الإمام الشاب باستحياء، لكن قيل لي أن دعاء القنوت لايكون إلا بأمر من ولي الأمر! .
راح يؤكد له أن الفقه يعلو ويعلو ليجد حلا لأدق الأمور وأجلها، ومازال في علياءه وصفاءه، حتى إذا مادخلت عليه السياسة أفسدت صاحبه، والأمة التي تتبناه.
وللتدليل على ذلك، يكفي القول أنه أثناء الغزو الأمريكي البريطاني للعراق، سعى المسلمون بفطرتهم السليمة، ليدعوا لإخوانهم العراقيين عبر دعاء القنوت، عسى أن يُرفع عنهم ذل الاحتلال ومقت الأمريكان، الذين أباحوا حضارة عمرها عمر الكون، فإذا بهم يتلقون صدمة أشد من صدمة الاحتلال، حينما قيل لأبناء الحجاز أن الاحتلال لايعتبر نازلة تستوجب القنوت !، وأنه لايمكن دعاء القنوت دون رخصة من ولي الأمر !.
والحقيقة التي لاتقال، أن الاحتلال الأمريكي للعراق جاء عبر فتوى تجيز الاستعانة بالكفار، وبطلب من ولي الأمر، ولايمكن للطرفين ممن أفتى واستعان بالأمريكان، أن يقنت ويرخص في دعاء القنوت، ضد من فتحت لهم الأرض والسماء.
 أليست غزة الآن تدمر تدميرا، أليس قنبلة الأخوة وتدمير المباني وقصف الجامعات والمقرات على رؤوس الأشهاد، نازلة تستحق من المتفرجين أمثالنا دعاء قنوت، لعله يشفع لما فرطنا في إخوتنا، وإذ لم يكن العدوان الصهيوني يوميا بالعرض والأرض نازلة، فمن هي النازلة إذن !.
المعروف في فقهنا النّاصع، أن العدو إذا دخل أرضا، لايستأذن الولد والديه، ولا تستأذن الزوج زوجها، لما في الدفاع عن المحارم والأرواح والممتلكات، قداسة مقدمة على طاعة الوالدين والزوج.
في هذه اللحظة التي تُكتب فيها هذه الأسطر بمرارة، يهاتف أوباما زميله النَّتِنْ يَاهُو، ويشجعه على الاستمرار في قنبلة وقصف الرّكع الرّضع في غزة، ويطمئنه أن من حق الصهاينة الدفاع عن النفس، وتتساءل مراسلة عن مصير صاروخ واحد حطّ بالأرض المغتصبة، فكيف بالمرء ينتظر ترخيصا من أجل أن يدعو دعاء القنوت، على عدو اقتحم فراشه، واستولى على متاعه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/17



كتابة تعليق لموضوع : سياسة القنوت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net