تراجع الحكومة عن الغاء التموينية فضيلة
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تراجعت الحكومة عن الغاء البطاقة التموينية والتي لم يكن لديها حلول اخرى ، على الرغم من إنها رهنتها باستبيان وخيار لمن يريد التعويض النقدي بدلها ، ولكن ذلك في النهاية للتغطية على القرار الخاطئ والذي لم تتهيأ مستلزماته .
لقد كان الضغط هائلا على الحكومة ورد الفعل قوياً لم يتح لها الدفاع او التبرير ، وجاءت التخوفات من ارتفاع الاسعار بجانب الجماهير الشعبية التي تعتمد في غذائها بدرجة اساسية على البطاقة التموينية وثبات الاسعار وكبح الاستغلال .
خلال اليومين اللذين تلا الغاء البطاقة التموينية ارتفع كيس الطحين زنة 50 كغم الى (37- 40)الف دينار بعد ان كان 15 الف دينار وسعر لتر الزيت الى 3000الاف دينار بعد ان كان 1500 دينار .
العودة السريعة اسلم للهدوء والاستقرار واحلال التوتر الذي بدى في اكثر من مكان وينذر بما لاتحمد عقباه .
الحكومة التي فوجئت بسعة رفض قرارها تضاربت تصريحات وزرائها ومحاولات تبرير ما اقدمت على فعله . حتى وزير التجارة الذي قيل بادئ الامر انه هو الذي اقترح الالغاء نفى ذلك وتنصل وقال انه دعا الى اصلاح البطاقة التموينية .
اذا كان ذلك صحيحا ما يزال بالامكان فعله وإشعار شعبنا وخصوصا فئاته المتدنية الدخل او المعدمة بان الحكومة تشعر بمعاناتهم وهي قائمة لخدمتهم سواء بتطوير الحصة التموينية وزيادة مفرداتها او حذف بعضا منها وتعويضه ببدل نقدي مجزي واثبات قدرة الحكومة على التحكم بالاسعار وتثبيتها .
الواقع ان بلدانا مجاورة أوضاعها مستقرة مثل الكويت تعمل بنظام البطاقة التموينية في معالجة للاوضاع المعيشية للمعوزين من شعبها . ولم تفكر في إلغائها ، وهي تمتلك اقتصادا قويا وولادة فرص عمل مستمرة فيها .
المهم على من يفكر في الغاء التموينية ان يوفر دخلا للمعوزين والمحرومين سواء بفرصة عمل او ضمان اجتماعي لا يترك عراقيا من دون الحد الادنى الذي يؤمن معيشته وحاجاته الاساسية .
على الحكومة ان تعي دروس قرارها الخاطئ وان لا تراهن مرة ثانية على صمت الشعب وسكوته ، فهو عندما يتعلق الامر بلقمة خبزه يتكلم بصوت عال ويفعل فعله المطلوب، وأن لا تكون شديدة في مواجهة المواطنين وضعيفة  امام الفاسدين .
إن جني ثمرة الاصلاح اذا كان جاداً لابد أن يبدأ بالقضاء على ظاهرة الفساد في وزارة التجارة لكي تكون البطاقة التموينية اكثر فائدة وتخفيفا من معاناة الفئات الفقيرة

الموضوع السابق العراق الجديد .... الى أين ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat