صفحة الكاتب : اياد طالب التميمي

الحجاج الثقفي ورجلٌ من اهل العراق؟
اياد طالب التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

       بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    إن التاريخ الإسلامي يحدثنا عن الطغاة والظلمة وما قاموا به من إجرام وقتل بحق الناس ومن بين أولائك الذين سودوا صفحات التاريخ هو الحجاج الثقفي الذي تفنن بقتل شيعة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ ولنقرا هذه القصة التي حصلت بينه وبين احد الشيعة آنذاك

    قال الشعبي: كنت بواسط وكان يوم أضحى فحضرت صلاة العيد مع الحجاج فخطب خطبة بليغة،فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا،
    قال: يا شعبي هذا يوم أضحى وقد أردت أن اضحي فيه برجل من أهل العراق، وأحببت أن تستمع قوله، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به،
    فقلت: أيها الامير أو ترى أن تستن بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتضحي بما أمر أن يضحى به وتفعل مثل فعله وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره ؟ فقال: يا شعبي إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه،لكذبه على الله وعلى رسوله وإدخال الشبهة في الاسلام، قلت: أفيرى الامير أن يعفيني من ذلك ؟ قال: لابد منه، ثم أمر بنطع فبسط، وبالسياف فاحضر، وقال: احضر والشيخ،فأتوا به فإذا هو يحيى بن يعمر فاغتممت غما شديدا، وقلت في نفسي: وأي شئ بقوله يحيى مما يوجب قتله.
    فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم العراق ؟
    قال يحيى: أنا فقيه من فقهاء العراق،
    قال: فمن أي فقهك ؟ زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله !
    قال ما أنا زاعم ذلك، بل قائله بحق، قال: وبأي حق قلته ؟
    قال: بكتاب الله عزوجل، فنظر إلي الحجاج وقال: اسمع ما يقول، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه، أتعرف أنت في كتاب الله عزوجل أن الحسن والحسين من ذرية محمد رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾ ؟ فجعلت افكر في ذلك،فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك، وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى: لعلك تريد قول الله تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) وأن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن و الحسين ؟
    قال الشعبي:
    فكأنما اهدي إلى قلبي سرورا وقلت في نفسي: قد خلص يحيى، وكان الحجاج حافظا للقرآن، فقال له يحيى: والله إنها لحجة في ذلك بليغة، ولكن ليس منها أحتج لما قلت، فاصفر وجه الحجاج وأطرق مليا ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال له:
    إن أنت جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة ألف درهم وإن لم تأت بها فأنا في حل من دمك، قال: نعم.
    قال الشعبي: فغمني قوله، وقلت: أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه ؟ فإن جاءه بعد هذا بشئ لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل به حجته لئلا يقال أنه قد علم ما قد جهله هو، فقال يحيى للحجاج: قول الله تعالى: (ومن ذريته داود وسليمان) من عنى بذلك ؟
    قال الحجاج: إبراهيم (عليه السلام)، قال: فداود وسليمان من ذريته ؟ قال: نعم، قال يحيى:ومن نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته ؟
    فقرأ الحجاج (وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين) قال يحيى: ومن ؟ قال: (وزكريا ويحيى وعيسى) قال يحيى: ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم (عليه السلام) ولا أب له ؟ قال: من امه مريم (عليها السلام)، قال يحيى: فمن أقرب: مريم من إبراهيم (عليه السلام) أم فاطمة من محمد (صلى الله عليه وآله) ؟ وعيسى من إبراهيم، والحسن والحسين (عليهما السلام) من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ؟ قال الشعبي: فكأنما ألقمه حجرا،
    فقال: أطلقوه قبحه الله، وادفعوا إليه عشرة ألف درهم لا بارك الله له فيها. ثم أقبل علي فقال: قد كان رأيك صوابا ولكنا أبيناه، ودعا بجزور فنحره وقام فدعا بالطعام فأكل وأكلنا معه، وما تكلم بكلمة حتى انصرفنا ولم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما.1)
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
    1-بحار الأنوار / ج 10 / ص 147 148 149


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد طالب التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/11



كتابة تعليق لموضوع : الحجاج الثقفي ورجلٌ من اهل العراق؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net