صفحة الكاتب : عباس كلش

قل لي ماذا فعلت اقول لك من انت !
عباس كلش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الان وبعد عقد من الزمن تبادر الحكومة العراقية بالتحرك وياله من تحرك أقرب شيء نصفه في هذا التحرك هو ان تمخض الجبل فولد فأراً. فليس من تحرك الحكومة العراقية غير حبر على ورق ومع هذا فان ردة الفعل الشعبية انقسمت بين مؤيد ومعارض فعقود الاسلحة لم تكن تروق لبعض اللاعبين الأساسيين في ميزان الدولة القائمة على التوافق الغير متحقق فان شرط التوافق على استحصال موافقة البرلمان العراقي أشبه بالمستحيل داخل هذه التجاذبات والتصريحات المتضاربة في بعض الاحيان الى حد صار فيه المواطن لا يثق كثيرا بتلك التصريحات واصبح من هدف المعادلة السياسية القائمة الى طرف مباشر في النزاع فطالما تلقى المواطن أوجع الضربات من يد الإرهاب الغادر فلم يكتف الساسة أمناء التشريع والتنفيذ فتحول بعضهم الى مقامر بالأصوات التي حصل عليها واصبح اخر غير مبال لمصالح الشعب الذي صعد على كتفه ليصل الى قبة برلمان او موقع سيادي حكومي. عقد من الزمن ولم تحل شفرة التجاذبات السياسية الى الحد الذي حمل الكثيرين من الذين وضعوا أملهم في ان يحصلوا على أدنى الحقوق حملهم الى التنازل عن أحلامهم المشروعة في حين حمل القسم الاكبر الى الياس من الساسة والمتصدين للعملية السياسية في العراق. قد يراود الكثير سؤال الحكومة لم لم تناقش صفقات الاسلحة قبل التصريح بإتمام العقود وهل أراد المالكي استخدام هذه الورقة لصالحه في مشروعه الذي ينادي به وهو تشكيل حكومة الأغلبية؟ ام كان هذا ترويجاً إعلامياً قبل الانتخابات القادمة ؟ فهل افلح المالكي في كسب ثقة الشارع العراقي حتى يفاجئه بقرار من العيار الثقيل بإلغاء الحصة التموينية التي لازمت العراقيين في أحلك الظروف وساندتهم الى الحد الذي صار الدفاع عنها شيء مقدس بالنسبة للكثيرين من الساسة ورجال الدين والمثقفين وحتى المواطنين انفسهم. هل تعافى العراق من الأزمات الداخلية والخارجية وحتى أزمات ثورات الربيع العربي المزعوم وآثارها وانعكاساتها على الشارع العراقي ام اصبح للمالكي أسلوبا خاصا وأراد من قرار الغاء الحصة التموينية وصفقات الاسلحة المشبوهة هو الهاء المتصيدين في المياه العكرة وشل حركة الإرهاب الذي صاحب الحكم على نائب الرئيس طارق الهاشمي بالإعدام وأراد المالكي بذلك إطفاء لهب النار التي أخذت السنتها بالتوسع لتشمل مناطق كانت تعتبر لفترة قريبة بانها آمنة. ان قرار صفقة الاسلحة الروسية لم تكتمل بعد ويمكن التراجع عنها او حتى ابطالها او تغير الاتفاق من جديد حسب ما صرح به وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي وان الاتفاقية  لم تتعدى الاتفاق الأولي على الورق بحسب قوله. اما عن قرار الحصة التموينية فشغل الشارع الى الحد الذي نجح ولأول مرة بتوحيد الصف ضد جهة ما وهي الحكومة فلقد نجح المالكي في الهاء كل من هو داخل الساحة ومن الممكن ان يتراجع مجلس الوزراء عن قراره بإلغاء الحصة التموينية ومن الجدير بالذكر ان القرار ليس أني التنفيذ فرسم بذلك للشارع العراقي خطا اخر وهو رفع ضغط الشارع في خطة قد تكون محسوبة ولا اجزم على ماهيتها للتمكن من الفلتان الأمني في المرحلة التي سبقت القرار.
وهنا فان المالكي عزم على ان يشغل الدول المحيطة بالعراق بعقد صفقة أسلحة لم تكشف لحد الان وعمل كذلك في أشغال الشارع الداخلي بقرار اهتم له كل مواطن عراقي وهو الغاء البطاقة التموينية.
في سيناريو آخر فان المالكي وقع في فخ الوثوق في دائرة مستشارين عسكريين واقتصاديين فاشلين لان البروتوكولات الدولية المتبعة في إبرام مثل صفقة الأسلحة الروسية ان تدرس وتغربل قبل ان يوقعها المسؤول وهنا نعني القائد العام للقوات المسلحة وهو المالكي. اما من جهة الغاء البطاقة التموينية ودفع البدل النقدي البائس ففيه عدم جدية واضحة لرفع الحيف عن الشعب العراقي فليس من موارد العراق لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا حتى اجتماعيا إتاحة او تقبل فكرة السوق المفتوح كما كان العراق في عهد النظام البائد قبل استخدام البطاقة التموينية كمشروع بديل عنه.
ان سياسة العراق الاقتصادية آخذة بالتعافي تدريجيا وكان الأجدر بالنسبة للحكومة العراقية ان تشرع استئناف العراق دخوله الى الساحة الاقتصادية العالمية وإبرام عقود كبيرة تسد حاجة السوق وتبني دعم التجار للحيلولة دون وقوع العقود الكبيرة لإدخال مفردات الحصة التموينية بيد فئة دخيلة على السوق، كذلك يمكن للحكومة ان تتبنى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة لكي يقابل تحويل العملة الصعبة الى خارج الدولة فإذا انتشرت ثقافة رفد الانتاج الوطني بدعم خاص قد يشجع هذا استقدام رؤس أموال عراقية خارجية وتوظيفها داخل البلد ولا يقف الحد عند الدعم بالأموال بل يتعدى ذلك بدعم الأصول وفتح إجازات الاستثمار الأجنبي وتخفض التعريفة الجمركية لدعم أنشطة الصناعة والتجارة. اما في مجال الزراعة فلابد من الوقوف جديا هذا الجانب الحيوي المهم الذي اما تم تنشيطه فان بالمكان ان تسترد الاراضي الزراعية عافيتها ويتم النهوض بالواقع الزراعي من جديد.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس كلش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/11



كتابة تعليق لموضوع : قل لي ماذا فعلت اقول لك من انت !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 10)


• (1) - كتب : سامي السماك ، في 2012/11/18 .

كلامك حقيقي أيها الكاتب وشكرا لأنك عنونت المقال بمقولة احد اشهر الفلاسفة ونعم انما نتعرف نحن كشعب عراقي بمن يقدم ويخدم العراق. ماذا سيفعل الساسة وماذا سوف يفعلون هو ما سنعرف هم عليه ويكون انعكاسا لشخوصهم.

• (2) - كتب : عباس كلش ، في 2012/11/13 .

شكراً جزيلاً الى كل الاخوة والاصدقاء الذين شاركو في التعليق على مقالي وما هذا الا انعكاسً لثقتكم بي وتقديركم. شكرا جزيلاً.

• (3) - كتب : د.ستار عمران ، في 2012/11/13 .

الاخ والصديق عباس المحترم. هذا المقال يذيب الجليد الذي يبدو انه اخذ بالتشكل بين حكومة العراق وبين الشعب وارى انه قد برر للمالكي الكثير من الهفوات الذي وقع فيها بقصد ام من غيره. المهم انك تستمر وشكراً لك لانك لم تنسى الصداقة بيننا. ارجو لك الموفقية والنجاح.

• (4) - كتب : معتز الرماحي ، في 2012/11/13 .

اسمعت اذ ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي!

• (5) - كتب : معتز الرماحي ، في 2012/11/13 .

اسمعت اذ ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي!

• (6) - كتب : عمار اليساري ، في 2012/11/12 .

اخي العزيز. لم اتفاجئ ان هكذا مقال جميل يخرج من أفكارك وبين اناملك. جميل ومن نجاح الى اخر. اتمنى ان تكتب عن نموذج الغرب في بناء الديمقراطية لكي يتعلم السياسيون العراقين منهم الدروس والعبر. شكرًا لك.

• (7) - كتب : حسين علي العبادي ، في 2012/11/12 .

المقال اعجبني وعاشت الانامل استاذ عباس.

• (8) - كتب : سعد محمد جاسم ، في 2012/11/11 .

أنا أرجح السيناريو الذي هو (( المالكي وقع في فخ الوثوق في دائرة مستشارين عسكريين واقتصاديين فاشلين)) الله يعينا عليهم كلهم فشل !

• (9) - كتب : ضياء الدين ابو حسن ، في 2012/11/11 .

شكرا الي كل الشرفاء الذين اوقفوا مع الشعب وبمشاركتهم ومقالاتهم اوقف المالكي وحكومة العراق الغاء التموينية. الحمد لله.

• (10) - كتب : الحمامي ، في 2012/11/11 .

الحق والحق يقال ان المالكي رجل شريف لكنه محاط بهؤلاء الذين لاذمة ولا دين ولو كان للمالكي نصف سلطة صدام لكان العراق فوق كل اعتبار ولما تجراء احد من صعاليك السياسة الاقزام في البرلمان العراقي ان يرفعوا اصواتهم بوجهه. المهم ان البطاقة التموينية عادت من غرفة الانعاش ولكن الى الان الوضع صعب ويمكن ان يفقدها الشعب في اي يوم.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net