صفحة الكاتب : حسين الخشيمي

ولو كانت مصرية.!!
حسين الخشيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عند سماع خبر إلغاء البطاقة التموينية بما تحتويه من مواد فاخرة.!! خُيل لي للوهلة الاولى ان هذا الاسبوع لن يمر على العراقيين مرور الكرام, نعم, يمتاز العراقي بالصبر, ولكنه لا يصبر على من يغصب قوت عياله, او من يحاول ان يحاربه في رزقه, فخلت انني ربما اصحى يوم غدٍ –اي بعد سماع الخبر- على اصوات صراخ الرفض والامتعاض, وربما تُقتحم وزارة التجارة ومخازنها, فالأمر ليس بالهين على العراقيين.!!
ربما كان هناك مقارنة خاطئة مني بين الشعب العراقي والمصري, حيث ان القياس اخذ بي الى أن الشعب العراقي يشبه كثيراً ابناء الشعب المصري, لان في مصر كل شيء لا يهدء, الكل يبحث عن سبل استرجاع الحق والمحافظة على ما تبقى منه, والجميع يريد ان يضع بصمته في مستقبل مصر الجديدة, الشعب, ورجال الدين, والاعلاميين, وحتى الراقصات والراقصين.!! اذن, ماذا سيحدث لو كانت البطاقة التموينية مصرية؟ عندها لثار الشعب المصري ثورة تطير فيها رؤوس المسؤولين على اقل التقادير.!!
انه قياس باطل, ولا يمكننا ان نقارن بين الشعبين, فنحن وللأسف الشديد اصبحنا وبفضل حكام العراق على مدى العصور شعب ميت, ولا نهتم.. لا نكترث, ولا يحق لنا ايضاً ان نلقي اللوم على الحكام, فكيف ما نكون يولى علينا, ونحن المسؤولون بالدرجة الاولى, ومن حقي وحق الجميع ان نطأطأ الرؤوس خجلاً امام اولادنا وعوائلنا, لأننا عاجزون عن تحمل المسؤولية والوقف بوجه من يغتصب حقوقنا ولو بكلمة واحدة.
قرار الغاء البطاقة التموينية لن يضيف شيئاً للمواطن العراقي, ولكنه يضيف اشياءاً كثيرة لتجار الازمات الذين تفرد بهم العراق, فهم المستفيدين دائما في كل الظروف, البطاقة التموينية بالنسبة للعراقي هوية.!! وربما اكثر من ذلك, هي مجرد ورقة لا اكثر, ولكنها تعني للعراقي ورقة امل مؤجل, فعندما يتزوج احدهم يسارع الى استخراج ورقة الامل هذه, لكي يثبت انه مواطن عراقي ولديه عائلة.
ربما يكون هذا القرار تمهيداً لإلغاء امور اخرى, مثل هوية الاحوال المدنية, وحصة النفط التي يتسلمها كل عراقي اول كل شهر.!! او ربما لتوفير الاموال التي تصرف ببذخ على المواطن من خلال هذه الورقة, ليسد بذلك الفائض احتياجات الاحزاب والحملات الانتخابية, وبعثات الحج, وسفرات العلاج والاستجمام.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الخشيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/11



كتابة تعليق لموضوع : ولو كانت مصرية.!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net