صفحة الكاتب : د . حامد العطية

جيمي سافل وعهر البي بي سي
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     شاهدت في أول أيام العيد تقريراً إخبارياً على قناة البي بي سي في امريكا عن الوضع السوري يمر التقرير سراعاً على الانفجار الارهابي في دمشق، يذكر بإيجاز اتهام الحكومة السورية للمعارضة بالمسؤولية عن الانفجار، ثم يتوقف ملياً عند الاتهام المضاد للجماعات المسلحة بأن المستهدف كان مسجداً تابع لهم، ولكن الحصة الأكبر من التقرير لمراسل المحطة من حلب، حيث يخبرنا بأن لدى الجيش الحر سجناء ومنهم أحد قادة المليشيات التابعة للجيش السوري، أو هكذا يدعون، ويعرض التقرير اعتراف السجين "الشبيحي" بأنه مكلف من الجهات الأمنية الحكومية باختطاف الفتيات المعارضات واغتصابهن، لا يقدم لنا مراسل المحطة البريطانية أي دليل على صحة أقوال هذا الرجل، بل لا يرينا حتى وجهه، ولا هويته الشخصية، وهو أمر مستغرب وغير معتاد، إذ لم يحرص الجيش الحر على اخفاء وجه وهوية هذا الرجل، فهل يخشى عليه من انتقام قوات النظام السوري أم من افتضاحه على العلن؟  لو كنا نعيش في عالم المثل لتوقعنا من المؤسسات الإعلامية ابتغاء الحقيقة بتجرد وموضوعية تامة، لذلك نستنكر ولا نتعجب من كذب الاعلام، ولكننا لا نقبل بأن يستخف بعقولنا فيصور لنا الادعاءات والأقاويل حقائق ثابتة، ومثل تقرير البي بي سي غير مقبول من طالب مبتديء في كلية الاعلام، لكن يبدو أن البي بي سي مستعدة لخرق كل القواعد الاعلامية الأخلاقية والمهنية في سبيل الوصول إلى تقويض الدولة السورية، فكيف انحدرت أشهر مؤسسة أخبار عالمية على مدى القرن العشرين إلى هذا الحضيض؟ الجواب عند جيمي سافل.

    لا يجيبنا جيمي سافل لأنه متوفي منذ عام، ورفاته في المقبرة، وإن كان قبره اليوم من دون شاهد، بعد أن قررت عائلته رفع الشاهد، احتراماً للرأي العام، فما الذي جعل عائلة جيمي سافل تتبرأ منه حتى بعد موته؟

    لعل البعض متحير من الاسم، هو جيمي فنسنت سافل ، وسافل Savile اسم أحد أجداده، اسم على مسمى، فهو سافل بمعنى الكلمة باللغة العربية، لذلك تبرأت منه عائلته، يحمل وسام الامبراطورية البريطانية الممنوح له من ملكة بريطانيا في 1971م، وهو أرفع وسام للمروءة في بريطانيا ولكن جيمي سافل ومنحط في نظر البريطانيين اليوم، ولا يقلل من سفالته حصوله على لقب السير في 1990م، وحتى صفة الفارس البابوي الممنوحة له من البابا في نفس العام لا تعد صك غفران للكبائر التي اقترفها جيمي سافل، كما لا تشفع لهذا المتهم بأفظع الجرائم شهادة الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة ليدز البريطانية. ونتساءل كم هنالك من السفلة في دول الغرب أغدقوا عليهم الألقاب الطنانة والشهادات الفخرية؟

    جيمي سافل من أشهر مقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيزنية في هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) لاكثر من أربعة عقود من السنين، وتحقق سكوتلانديارد حالياً في 400 حالة اعتداء جنسي ارتكبها جيمي سافل على 300 قاصر من الجنسين، البعض منهن لم يتجاوز عمرها الثامنة عند حدوث الاعتداء، وبينهم أيتام، وحتى الموتى لم يسلموا من اعتداءاته حسب ادعاء أحد المنتمين للوسط الفني، كما ألمح بعض ضحاياه إلى أن لجيمي سافل شركاء، شكلوا شبكة من المنحرفين أخلاقياً داخل البي بي سي المتهمة بمحاولة التغطية على الفضيحة ومنع انتشار أنباءها.

   عندما نعرف بأن جيمي سافل وشركاءه عملوا في البي بي سي لأربعين سنة أو أكثر، مارسوا خلالها اعتداءاتهم الفاحشة على القصر، وتسترت عليهم البي بي سي نستنتج أن البي بي سي فاسقة، لذلك فكل ما نسمعه من اذاعاتها وما نشاهده على شاشات محطاتها كذب وتلفيق حتى تثبت صحته امتثالاً للأمر الرباني المنهجي والأخلاقي: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] (الحجرات: 6).

8 تشرين الثاني 2012م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/09



كتابة تعليق لموضوع : جيمي سافل وعهر البي بي سي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net