صفحة الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني

من هالمال حمل اجمال
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  استسهال العملية الكتابية أصبح يشكل ظاهرة تعد من أخطر الظواهر المقلقة في عراق الابداع والمبدعين، مما سيؤدي الى ولادة تدوينات (لاتهش ولا تنش) بل تحاول قدر الامكان تسريب تهميشات نفسية مريرة تهمِّش لنا الواقع، وتحرّفه لغايات مؤثثة لانحراف مقصود. وإلا فالحقائق لا تحتاج اطلاقا الى هذا الكم الهائل من السباب والشتائم البذيئة، والالفاظ الهزيلة التافهة التي لاتليق بمن يسمّي نفسه كاتبا. فالحقائق تأتي دائما ناصعة التكوين دون تكلف مفروض. والكتابة عملية خطيرة تحمل بين طيّاتها الكثير من الانعكاسات النفسية، والتي توحي الى دلالات تأويلية تمنحنا سمات الكاتب نفسه. والمتابع لكتابات السيد (خالد الخالدي) سيجد الكثير من تلك الانعكاسات الدلالية الواضحة؛ فهو لم يجد امامه مدخلا لتدويناته العتيدة سوى (هز الشوارب) أمام مصطلحات شاء لها ان تأخذ الكم التأثيري كالشرف، والوجدان، والغيرة...
وتظهر عملية (هز الشوارب) بما لها من سلفية رفاقية هزيلة لا تصل الى مبتغاها إلا قسرا. فهو يطالب من يتهمهم بالخيانة ان تهتز شواربهم امام الاحتلال، ويطالب من يتهمهم بالفساد الأخلاقي ان تهتز شواربهم امام شرف العراقيات المباح حسب تعبيره!! وهذه تعد مثلبة من مثالب الكتابة، وعاهة من عاهات التفكير، كمن يطلب ماء من سراب... كما تكمن ضعة الكتابة عند السيد الخالدي حفظه الله ورعاه في ذلك الكم الشعاراتي الذي ضيّع علينا الموضوع من اجل ان يعد للقضية شكلا سرديا بعيدا عن الواقع يسطره حسب رؤيته هو... بينما القضية التي اثاروا الدنيا حولها، تتضح في مسار ما طرح عند العديد من الكتاب. وما عرضه الواقع الحقيقي للقضية التي تتلخص في شكوى مسؤول اعلامي يعمل في ذات المؤسسة التي كفلت العرض المسرحي باعتبار هذا العمل تجاوزا على قدسية مدينة كربلاء. ويبدو ان الحديث عن قدسية المدينة قد ازعج البعض من الكتّاب، ووصف العرض بانه ليس اخلاقيا مبتذلا حاملا في يمينه صورا لايقبلها الذوق السليم، ناشرا شكواه بين الناس، مما خلق اثرا سلبيا، وقلقا متزايدا... حتى بات الامر يتطلب نصيحة تُسدى لاولئك المسؤولين، علما ان اغلبهم كان قد اعترض على الكثير من الحواريات المرتجلة والتافهة في العرض المسرحي...
هذا عرض للقضية دون تحريف او شائبة توضع لغرض معين كوننا غير معنيين بالدفاع عن احد فمن أين جاء السيد الخالدي بتلك الفتاة التي بعمر الورود والفراشات، وهي ترتدي الملابس الملونة وترقص فرحا بعرس شقيقها (هذا فلم هندي ؟) فهل يعرف السيد الخالدي تلك الفتاة المسكينة؟ هل يعرف اخاها العريس لنبارك له هذه الملحمة؟ ولا ادري الى متى يبقى البعض في هذه العقلية المريضة التي تعامل بها اعلام (اخو هدلة) دهرا طويلا؟ ما ضر لو ذكر الحقيقة كما هي وينتقد الحالة السلبية دون هذه الشتائم وغبرة السباب... وهذه ورب الكعبة هي الرؤية البعثية التي أحكمت اعلام العهود المكبلة والتي لاتمتلك سوى الدجل والنفاق والضياع الذي ضيّع لنا العراق... ولا اريد ان اخوض في غمار مشكلة هدأت عاصفتها لكني اسعى لغاية ان نعرف أين يكمن الخلل الحقيقي الذي تناساه معظم من كتبوا في القضية؟ وهو يكمن في عجز المسؤولين عن رعاية مسرح كربلائي متزن يحمل هوية كربلاء وهي المدينة المعروفة بعراقة مسرحها، وليكن مسرحا تجاريا وليقدم ما شاء له من مواضيع كوميدية ساخرة تنتقد من تنقد... لكن بحدود اللياقة. ويستطيع الرقيب الفني السيطرة على جميع انحرافاتها كي لايخدش حياء عراقية. بالمناسبة كانت الكثير من حوارات الفنان (لؤي احمد) بلا حياء ولا تصلح للمسرح وفي أي مكان كان من العراق. ومن المؤكد ان تشكيل فرقة مسرحية تجارية سينهي الصراع المادي الذي كان السبب المباشر في انشقاقات المسؤولين الذين على ما يبدو تشاجروا على الثريد... واود ان أبين بعض النقاط التي اراها مهمة في هذا الموضوع:
 أولا: يتهم السيد الخالدي منبر الجمعة بأنه سكت عن الكثير من القضايا الفاعلة التي كان لابد له ان يتدخل ويهز شواربه بها حسب تعبير الرفيق الخالدي، فقد عرض منبر خطب الجمعة الكثير من المسائل الانسانية والوطنية ومن عليائه صدح صوت عرّى السلوك الامريكي منذ الدخول الاول لقواته، وطالب الحفاظ على الهوية العراقية، ورفض قانون ادارة الدولة المؤقت، لما فيه من تغييب واضح للارادة العراقية الوطنية، وادان الحملات الاجرامية الساعية لاشعال نار الفتنة الطائفية، وطالب الشعب العراقي بالتحلي بالحكمة والصبر، وكشف الكثير من سلبيات التحزب دون الوطنية الشاملة وطالب الحكومة بمعالجة الكثير من المشاكل كقضية رفع اسعار المحروقات، وتفعيل القضاء، وعدم تأطير المؤتمرات بأطر طائفية. فليعلم الرفيق الخالدي ان منبر الجمعة من صحن الحسين عليه السلام كان من الاصوات الجادة والذي كشف في وقت مبكر من الجرح العراقي عدم جدية قوات الاحتلال في محاربة الارهاب، وسعيها الدائم لعرقلة عمل الأجهزة الأمنية العراقية. ومنه ايضا انطلقت الاصوات الحرة المطالبة بالنزاهة، وبتفعيل مواد البطاقة التموينية، والسعي الجاد للقضاء على الفقر والبطالة... واستنكر منبر الجمعة من الصحن الحسيني مقتل بعض الشخصيات العراقية؛ كالمطران (رحوا) واعتبرمقتله اعتداء على جميع العراقيين، وطالب برعاية حقوق العراقيين بجميع انتماءاتهم، كما شجب الاعتداء الاسرائيلي عند كل محاولة اعتداء آثمة...
 ثانيا: لابد ان يعرف الرفيق الخالدي ان قاعتي الادارة المحلية وقاعة البيت الثقافي قد شهدتا عروضا احتفائية واحتفالية كثيرة دون ان يمسها احد بكلمة، ولو شاء السيد الخالدي تعدادها فلا مانع لدي لكونها حافظت على اتزانها وعقلانيتها، وما طالبه المنبر ليس سوى احترام قدسية العراق.
 ثالثا: المسألة الثالثة التي لابد للسيد الخالدي ان يدركها علها تنفعه في بعض شتائمه القادمة؛ فهناك دوائر حسابية دقيقة المراقبة تدون جميع صرفيات الروضتين المقدستين في كربلاء، ومن الممكن الاطلاع عليها لمن يشاء... هذه دعوة وجهتها لعدة مرات امانتا العتبتين المقدستين، ومكاشفة الحسابات ليست سرية الى هذا الحد الذي يراه السيد الخالدي بسبب الاستعانة الدائمة بمديري المصارف الكربلائية، والخبراء المختصين من تلك المصارف للتدقيق الطوعي للحسابات، وهذا امر معروف في كربلاء لكن عند المنصفين الباحثين عن الحقيقة وليس عند اهل الشتائم...
 رابعا: المسألة الرابعة... اعتقد ان من العيب على كاتب ان يستخدم تلك المفردات الضحلة من الفاظ الضعة والتي لاتمثل إلا أسوأ فنون التدوين في عراق كثر كتابه غير المؤهلين... راجيا من موقع كتابات التحفظ على مثل تلك العبارات الماجنة وغير اللائقة للتداول الانساني...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد الرزاق هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/04



كتابة تعليق لموضوع : من هالمال حمل اجمال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net