صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

طائفة الخصيان
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هم صنف من الرجال يقع عليهم ظلم عظيم حيث تقتل رجولتهم قهراً ليكونوا خدماً في القصور الملكية ومخادع الزعامات الكبرى يخالطون (حريم السلطان) فلا يخشى منهم على نسائه ، وربما كان مرد ذلك ،إن كبار القادة والمسؤولين كانوا يبتعدون عن نسوانهم فكن يلجأن الى العبيد من الذكور ، وهو أمر شاع لوقت قريب في بلدان عديدة من العالم ، وفي الإمبراطوريات والممالك الكبرى التي سادت الأرض وحكمت أهلها عبيداً وأحراراً.
 
وإشتهرت مناطق ومدن وقرى بعينها في بعض الأقطار بصناعة (الإخصاء) ولا داع لذكر أسمائها لئلا نتهم بالتشهير ، ومثلما العبيد كانت الحمير تخصى هيا الأخرى في تلك الأماكن لتتفرغ لحمل الأثقال والكد في أوقات الليل والنهار دون التفكير بالإناث ،ومعروف  عن الحمار إنه يشم رائحة الأتان من مسافة بعيدة فيأخذ بالنهيق وينتصب عضوه الذكري ولا يعود قادراً على الصبر فيترك العمل ويعاند صاحبه ويحدث مشاكل لها أول وليس لها آخر.
 
وفي العراق لدينا حزب للحمير صاحبه كشكولي الطباع والثياب يقطن في نواحي من كردستان يدعو لضمان حقوق الحمير ويكذب في ذلك فقد أبيد الآلاف منها دون رحمة عدا عن التي تعمل في نقل الأثقال من مكان لمكان ، وتلك التي يكثر تواجدها في مصانع الطابوق المفخور ولا يدافع عنها ، فطعامها حقير ولا تحصل على أوقات راحة مناسبة ولا تشرب ما يكفي من الماء.
 
وفي العراق يشتهر المثل المعروف (يقرع فيها الخصي) ،ويقولها العراقيون باللهجة الدارجة ، (يكرع بيها الخصي). ومعنى القرع هو نكاح ذكر الحيوان لأنثاه ، لكن المثل يضرب كناية عن الفعل غير المثمر في الصناعات والتجارات والزراعات والحفظ والإمتحان وفي البناء وحتى في السياسة ، وإذا كان الخصي كالثور مثلاً يقرع فكيف ستلقح منه وهو لا يمتنع بالكذورة والإخصاب ؟ ففي السياسة الراهنة وفي بلاد العرب بالذات وبعد سقوط الأنظمة الإستبدادية تولى الأمر حكام كالثيران المخصية ، وإذا قارنت بين رئيس سابق ولاحق لوجدت أن السابق كان أكثر جدية وحضوراً وتأثيراً بينما اللاحق يعيش في فوضى عارمة وقد تاهت عليه الأفكار فما عاد يدري كيف يفعل وماذا يفعل ؟ وهو غير قادر على ضمان الولاء من شرطي بسيط.
لا أدري ما هو المنجز من مهام أوكلت لقادة ووزراء ونواب وزعماء أحزاب في هذه البلاد التي شهدت التغيير يمكن أن يقتنع بها الجمهور ويؤمن أنها قد تم إنجازها بالفعل . وإذا كان من طوائف دينية خربت في صراعاتها الدنيا فليس من عجب أن نؤسس لطائفة ينتمي لها السياسيون والقادة الكبار نسميها (طائفة الخصيان) ويكون القتل فيها لا على الهوية بل بحسب المنتمي فإذا كان خصياً ترك لحال سبيله وإذا ظهر أنه غير ذلك تم ذبحه على الطريقة الجهادية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/03



كتابة تعليق لموضوع : طائفة الخصيان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : كاتب صريح ، في 2012/11/03 .

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام "ما اكثر العبر وأقل الاعتبار"
نتمنى لو أن السياسيين في بلدنا يعتبرون ويتعظون من الأمثال
والحكم فهي ما كانت اعتباطا.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net