صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

الاغلبية السياسية حل قاس ومؤلم
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الدعوة التي اطلقها السيد الحكيم من على منبر الملتقى الثقافي ، جاءت مفاجئة ، وتعدت التوقعات جميعها ، أذ جاءت بعيدة عن الاهداف التي يسعى اليها المجلس الاعلى وقيادته ،في ضرورة اشراك جميع المكونات في الحكومة العراقية ، جاءت هذه الدعوة بعد خيبة الامل التي اصيب بها المجلس الاعلى وغيره من الكتل السياسية والتي كانت معولة على  حكومة الشراكة الوطنية ، وقد اكد السيد الحكيم في حديثه "حكومة الاغلبية السياسية حل قاس ومؤلم وبعيد عن الطموح الوطني كما يرى البعض وتيار شهيد المحراب معهم لكن لابد من البحث عن حل والبحث عن حل افضل بكثير من البقاء دون حل، مؤكدا ان الوضع الحالي يعني عملية سياسية معطلة ومشلولة مع نسبة شفاء ضئيلة منذ ثلاث سنوات، مشددا على ان الكلام مع الشعب وعبارات التهدئة والمجاملات ما عادت تكفي في ظل وصول الامور الى مستويات خطيرة، متمنيا ان تكلل جهود فخامة رئيس الجمهورية بالنجاح للخروج من الازمة السياسية ويمكن ان يكون هذا الحل من الخيارات التي تطرح للمداولة في الاجتماع الوطني بين القيادات السياسية ".

التجارب التي عاشها الشعب العراقي  خلال الاربع الحكومات المتعاقبة  لم تكن بالتجارب الايجابية  للشعب العراقي لان البعض وضع مصالحه ومصالح حزبه على حساب مصالح هذا الشعب المسحوق ، حتى وصل بنا الحال الى أن تكون المحاصصة على مستوى الموظف في وزارات الدولة فكيف يمكننا ان ننهض بواقع البلد السياسية والاقتصادي والاجماعي   لنواكب العالم بالصورة الصحيحة.

المحاصصة التي تعتمد عليها الشراكة عمياء ولا تمكننا من الحلول لانها تأخذ بأقل الخبرات وبعدم الثقة بالآخر خصوصا اذا كان الخصم الذي ينافسك يريد الإطاحة بك وبكل التجربة الديمقراطية وهذا ما جعل العراق لقمة سائغة لتدخلات الدول الاقليمية والدولية ، ولعل الكثير من البكائين الذين ذهبوا الى تلك الدول لينقلوا الصورة الخاطئة ويغالطون انفسهم من اجل ان يصلوا الى مرامي نفوسهم المتهرئة والفارغة التي لا تبحث عن واقع لخدمة البلد اكثر من بحثها عن حطام الدنيا التي يريد ان يعيشها موهوما انه باق ابد الآبدين متلذذا بنعيم الحياة في مقابل جوع الكثير من العراقيين وحاجتهم وعوزهم المادي والمعنوي.كل تلك التراكمات تعشعشت في نفوس التشريعيين في البلاد بل حتى في نفوس المثقفين والأكاديميين ليكون العراق مثالا يحتذى به بنظام المحاصصة وفقا للطائفة والدين والقومية وأبعد من ذلك وفقا للمذهب الذي يتمكن من تقسيم الدين الى فرق وأفواج لا ترتضيها حتى وحدة الاسلام الحقيقي.

ما يطرحه السيد الحكيم اليوم في التوجه الى حكومة الأغلبية السياسية والابتعاد عن حكومة الشراكة التي تسمح للقوى الكبرى من تشكيل الحكومة وتمثل الحل الناجع للخروج من تلك الازمات المتتالية والتي بسببها راح الكثير من الضحايا الابرياء في العراق ، واعتقد ان هذا الحل لن يرضي الكثير من الاطراف التي تعيش على صناعة الازمات وتتوجه دائما الى تعقيد المشاكل والا لا يكون لها مكان في الواقع السياسي العراقي طالما  أن حكومة الشراكة تمنحه الفسحة من التحرك كي يفرض شروطه وشروط غيره من أدوات السياسية الخارجية وأغراض الدول الخبيثة التي تريد تغيير واقع العراق الجديد الى ما يخدم مصالحهم في المنطقة برمتها.

لذا من الصواب أن يتم التوجه بهذا الجانب من اجل خدمة الشعب وكي نخرج من تلك الصراعات الهوجاء الى حكومة تتمكن في الخروج من القيود التي تفرضها شراكة الاخوان الذين يريدون مصالح احزابهم وذاتهم الشخصية، فكل المهرجين ضد حكومة الأغلبية هم ليسوا اكثر من طبالين يبحثون عن عرس يرقصون فيه ويمنون النفس بالحصول على وليمة ذلك العرس ، ولا بد ان تكون امنيات الشعب العراقي بهذا الاتجاه كي يجد حكومة حقيقية  تقع عليها المسؤوليات  ويمكن ان يحاسبها المواطن اذا اخطأت في الخدمات وغيرها حتى ننسى ان ذلك عربي وهذا كردي وذاك مسلم والآخر غير مسلم وشخص سني والثاني شيعي ، انها معادلة عمياء لا تجلب لنا سوى البلاء والتأخر لقرون من الزمن عن باقي الركب الدولي العالمي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/16



كتابة تعليق لموضوع : الاغلبية السياسية حل قاس ومؤلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net