صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

مخاطر جدية تستدعي العلاج السياسي
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان اطالة عمر الازمة السياسية التي تعاني من امراض ومن التشتت والتفتت واحتمال اذا ظلت بهذا المستوى من التخندق ,ان تدخل في دائرة الخطر والعواقب الوخيمة تهدد
مستقبل العملية السياسية الهشة وبالتالي تنعكس سلبا على الاوضاع الحياتية بما فيها زيادة العنف الدموي الذي ترتكبه عصابات الارهاب والجريمة , التي تلحق افدح الاضرار
في البنية التحتية العراقية , وكذلك استمرار عمليات النهب والسلب والسحت الحرام بشكل منظم , وتكاثر الغيوم الملبدة بالسموم الصفراء ودفع التناحر والتأزم السياسي الى
خطوات الى الامام وعندها من الصعب جدا السيطرة عليها , وتزيد الوضع اكثر تعقيدا , وفي ظل انقطاع الصلة مع غالبية افراد الشعب التي وصلت الى انعدام الثقة . لذا يتطلب
التفكير الجدي والمدروس بشكل عقلاني من اطراف العملية السياسية وعليها تقرر بالتوجه دون تأخير نحو تبريد المناطق الساخنة وتفهم عمق الازمة وتبعياتها ونتائجها وحساب البعد
والخارجي وتأثيراته عليها . لذا لابد من العمل الذي يؤدي الى الدخول في بوابات المعالجة قبل ان تحترق العملية السياسية وتكون مسؤولية الجميع دون استثناء , وهذا يتطلب
من اطراف النزاع تغيير اسلوب نهجها السياسي , وعدم اللعب بالوقت الضائع , لان مجالات المناورة وتبديد او تطويل الوقت قد انتهى ولم يبق سوى استغلال مساعي وجهود
الرئيس واستثمار مبادرته السياسية , التي تصب في تقريب وجهات النظر والعمل على نزع فتيل الازمة بايجاد ارضية مناسبة في تهدئة المناخ السياسي الذي يسهم في تقريب
الاطراف السياسية صوب المؤتمر العام او الاجتماع العام تحت رعاية رئيس الجمهورية باعتباره راعي الدستور , واستثمار كل فرصة ايجابية او كل موقف يصب لصالح
الهدف العام . وتعزيز مناخ الحوار بهدف دفع الامور الملائمة خطوات الى الامام نحو تعميق الحوار الشامل بالمكاشفة الصريحة والصادقة التي تهدف تحقيق طموحات الشعب
بعيدا عن المصالح الضيقة والمنافع الذاتية , وهذه مهمة ومسؤولية الجميع دون استثناء , ان من حق كل طرف سياسي ان يطرح ما يراه مناسبا ويعزز وشائج الحوار البناء , لكن
من الضروري والمفيد جدا  , قبل التوجه لدخول خيمة الرئيس ان تنزع اوتخلع كل الاطراف ثوب الطائفية والحزبية الضيقة وارتدى ثوب الوطنية او الهوية العراقية , والتعامل
الجدي مع معطيات الظرف الراهن والاخطار المحيطة بالبلد , والعمل بنية صافية وصادقة يدفعها عوامل الحرص والمسؤولية على مقدرات البلاد , وبالعزيمة والارادة الوطنية
في العزم على حلحلة الازمة والدخول في مرحلة الانفراج المطلوب , بالتواضع والمرونة السياسية في تقديم التنازلات المتبادلة وخفض سقف المطالبات والشروط , والاستعداد
لمناقشة برنامج سياسي واصلاحي يقود الى اصلاح العملية السياسية من الاخطاء والعيوب والنواقص , وتدعيم خطط البناء والاعمار , ورسم افاق المستقبل بتعميق المسيرة
السياسية والاخذ بها نحو المسار الديموقراطي الذي ينزع فتيل الازمة ويطفئ نيرانها  ويقودها الى بر الامان , لان عدم الاستقرار بكل جوانبه جلب المصاعب والعراقيل
وساهم في التمزق السياسي واستفحال كل الامور الى الاسوأ .. ان في الامكان وفي مقدور الارادة السياسية ان تنتصر وتسحب البساط من اقدام اعداء الشعب الذين يتطلعون
الى يوم الخراب الكبير حتى يبدأ دورهم الجهنمي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/10



كتابة تعليق لموضوع : مخاطر جدية تستدعي العلاج السياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net