صفحة الكاتب : شاكر السوداني

بائع الضحك الذي لايضحك
شاكر السوداني
 قصص قصيرة جداً للقاص ابراهيم سبتي صادره من دار ميزوبوتاميا 110 صفحة من الحجم الصغير تحتوي على 50 قصة قصيرة جدا اتناول البعض منها .
 
    القصص القصيرة جدا عمل ابداعي فني يعتمد دقة اللغه والتعبير الموجز واختيار اللفظة الدالة اضافة للتكثيف اللغوي ولا يقبل الاسهاب ولا الاستطراد ولا الترادف ولا الحوارات الطويله والصراع الدرامي الطويل ولا الجمل الاعتراضية ولا الجمل التفسيرية ويستهدف المضمون الذي يقبل التأويل ولا يستقر على دالة واحدة بمعنى يسمح بتعدد القراءات ووجهات النظر المختلفة .
 
1ــ قصة( بائع الضحك ) يتضح بأن القاص ابراهيم سبتي كتبها على عجالة ، قصة مبالغ بها كثيرا ( يهرولون اليه متمنين اقتناء واحد من اكياس الضحك .. في يوم ممطر ، كان غائب عن رصيفه لم يحضر يومها ...الراغبون برؤية بائع الضحك يقفون تحت مظلة الباص فيما المطر يهطل بغزارة ينتظرون مقدمه )ص22
 
 عبارة :ـــ لم يحضر يومها والمطر غزير والناس تهرول متمنين اقتناء واحداً من الاكياس ، واذا به يحضر هذه جمل اخبارية للشخصية البسيطة ، تعتبر مجرد نصوص ثرثرة بلا معنى ولا فكرة ولا رؤية ...قصة باهتة مبالغ فيها لا يوجد فيه معنى او اسلوب او فاعلية القراءة ،لابد ان ننتبه ان السهولة التي وجدها البعض في هذا اللون من القصص قد تقود الى تعميق ازمتنا الادبية وتصبح كتابة القصة القصيرة جدا مسرحا يصولُ على خشبته الفاشلون وهم  يصولون ويجولون على اهوائهم ، قصص بائع الضحك ، اشبه بالغذاء المعلب ،تخلو من حرارة التجربه وصدق المعاناة ، لذا تأتي القصص باهتة ، تطفو على سطح الوعي ، ولا تلامس الاعماق ، لتترك بصمتها المؤثرة ، لوحات وصور قلمية تعاكس تماما اشتراطات كتابة وفن القصة القصيرة جدا ، الذي يتطلب حبكة ومفارقة شديدة ، ولحظة تنوير باهرة ، تشدك الى التأمل ، وأستخلاص العبرة او الدرس .
 
2ــ القصة ( تيتو ) فيها عبارات زائدة ( المتكرش / البدين / كرشه المتهدل / كلمات استخفاف بشخصية المدرس صاحب الرسالة السامية .. شخص مسكين اسمه تيتو يضرب ويهان ويطرد لان اسمه تيتو وهو شخص لا يملك القرار على التسمية ، ذلك ان اباه اسماه تيتو لايوجد فيها عقده او حبكه .
 
3ــ قصة ( الرضيع )( سلمت لم يرد لم اسأله عن علي الوردي خوغا من ثمنه ، أقرأ عناوين الكتب المصفوفة على الرفوف من الجانب الايمن الى الايسر قرب الباب ....) ص26
 
 هذه الجمل طغت على وحدة الفكر والموضوع فالترهل اللغوي أخذ مأخذه فيها ، فلا داعي للاطاله طالما القصص القصيرة جدا تحب الاختزال والتكثيف .
 
4ــ قصة ( بدين ) تكررت كلمة بدين ست مرات .
 
قصة( اهل البلاد) تكررت كلمة الناس ست مرات5ـ
 
                       تكررت كلمة البلاد اربع مرات
 
                       تكررت كلمة النار اربع مرات
 
                       تكررت كلمة الرجل ست مرات
 
6ــ قصة( حجارة البلاد) يبدو ان القاص ابراهيم سبتي مولع بكلمة البلاد تكررت في هذه القصة اثنى عشرة مره ليفرغ ذاكرته من هذه الكلمة .
 
هذا الكم من التكرار في قصص قصيرة جدا يضعف القصة ويؤدي الى ركاكة الاسلوب ، أضافة الى اجاعة اللفظ لان القصة القصيرة جدا تعتمد السرد لا الاطالة والتأويل وهي تعتمد السرد كأساس يتماهى في لغة خاصة جدا اقرب الى تهويمات لغة الحلم الغرائبية وهذا ما لا تجده في هذه المجموعة .
 
7ــ قصة ( بقايا ) تكررت غبارة ( سننقذه ولو كلفنا ذلك الليل بطوله )ص40 مرتين وهذا التكرار سبت في ترهل اللغة .(يشربون الشاي احتفالا مبتهجين لانهم يقطعون اطراف شخص مريض العاجز عن المقاومة ) ص40صورة وصفيه اشمئزازيه  المفروض القصة القصيرة جدا يكون اسلوبها هادفا ولايمكن ان تصاغ هكذا ، وليس الغرض اكثار اكبر عدد من القصص والتباهي بها.
 
8ــ قصة ( الرمح) ( اجتمعوا داخل خيمة مرتكزة على رمح ، المجتمعون يصرخون ويضربون على المنضدة فتهتز الخيمة ) ص 45 سقوط الرمح وبالتالي تغطي الخيمة رؤوسهم ماهي الغرابه بالقصة كل الخيم ترتفع برمح .. قصة بعيدة عن الفكرة والموضوع .
 
9ــ قصة (خنجر مسموم )... اجاعة اللفظ فيها واضحا ، وتفتقر الى النهاية المحكمة  .
 
القصة القصيرة جدا اذن ليست صورة مرسومة على سطح مستوٍ ، انما هي نكتة ٌبارعة ، كثيرة الالتواءات التي تأخذك الى مسارب تتوغل بعيدا في حنايا النفس البشرية ، قصص ابراهيم كتبت خارج دائرة هذا الفن ويعتقد انه غائب عن النقد والمتابعة نتيجة العلاقات معتقدا بأنه يكتب داخل الدائرة ، فالتكثيف عملية ضرورية في جمال القصص القصيرة جدا وهذا لا يعني ان التكثيف وحده يضمن نجاح القصة بل هناك عناصر اخرى لا بد منها ليس من الضروري ان تكون كلها موجودة في النص ، كذلك الرمز اداة ووسيلة وليس غاية واذا ما وظف توظيفا فنيا يرفع قيمة النص ابداعيا ويثري به دلاليا.
 
القاص ابراهيم سبتي اتضح بأن مخزونه قد نفذ انصحه بالقراءة المكثفة لهذا اللون من القص قصصه زاخرة بتفاصيل وجزئيات وصفية كان بالامكان تجنبها والابتعاد عن التفاصيل غير الضرورية او توظيفها في القصة القصيرة او في  الرواية لكان ذلك افضل ..
 
 
 
شاكر السوداني / بكالوريوس لغة عربية
 
تولد  1960   بغــــداد
 
ناقــد واعلامي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/09



كتابة تعليق لموضوع : بائع الضحك الذي لايضحك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net