صفحة الكاتب : سعديه العبود

انا اقرأ
سعديه العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرا ما يطرح سؤال :هل  يعوض الانترنيت عن الكتاب؟ 

نلاحظ ان الكثير من الشباب الآن  لا يتابع قراءة الكتاب مثلما كانت الأجيال السابقة ,فقد قيل سابقا :مصر تكتب ,ولبنان تطبع ,والعراق يقتني الكتاب ويقرأه.

من بلاد الرافدين بدأ الحرف الأول .كلنا يعرف الكتابة المسمارية وما تركت لنا من  ارث المعرفة ,وحتى عندما نزل القرآن الكريم ,كانت اول سوره منه ,اقرأ ,و ان اصحاب رسول الله تعلموا القراءة منذ وقت مبكر.فقد جاء رجل الى مكة قادما من المنطقة الغربية من العراق وكان متزوجا من اخت ابي سفيان ,وكان يعرف القراءة والكتابة ,فتجمع عنده الصحاب وتعلم عشرة منهم القراءة والكتابة ,وكان هذا يعرف السريانية فكانت كتابتهم بالسريانية . وحتى من عقود قريبة كان اغلب الشباب يقرأ.ان هذا العراق الذي يحتوي على ستة ملايين امي حاليا ,ما كان يحوي عُشر هذا الرقم قبل ثلاث عقود .

انا اقرأ---- انا عراقي شعار رفعه مجموعة من الشباب الواعي في رسالة يريد منها الأنتباه الى القراءة وترك الثقافات الجاهزة والأملاء عليهم  التي يقدمها النت ,بدون البحث عما يشعر انه بحاجة اليه ,ترك الشباب القراءة الخارجية وحتى قراءة الكتاب المدرسي المقرر يقف امامهم المعلم ليوضح مادة الدرس ,وهذا ما اثر حتى على الأملاء ,والمراقب للرسائل عن طريق الفيس بوك ,او البريد الالكتروني يدرك  ذلك حتى ان الكثير منهم فقد القابلية على التعبير او كتابته للحروف بشكل صحيح ,فهل ستكون بعدها حملة لاستخدام مفردات اللغة الصحية والفصيحة ؟

ذكريات الكتاب والمكتبة تحملني الى مكتبة المدرسة او مكتبة البيت العامرة بكل شئ .كانت بيوتنا وصالات الاستقبال تتزين بما تحويه من كتب نوعية وكمية, وكانت عادة تبادل الكتب والمطالعة طبيعية ,حتى كان لدينا مثل (مجنون من يعط كتاب  ومجنون من يرجعه ,حتى ان معلمة الدرس اول ما تسأل عنه عند اول لقاء بعد العطلة الصيفية ,ماذا قرأتم في العطلة الصيفية  ؟

مكتبة المدينة كانت تساهم في توفير الكتاب وجعله في متناول القارئ ,المجالس الحسينية  والبيوت الأدبيه لها دور في اذكاء المتلقي بالمعلومة سواء كانت ادبية او تاريخية او دينية .

عنما كنا في مرحلة المتوسطة في ستينيات القرن الماضي ,كانت مدرسة اللغة العربية في تلك المدينة ,تعد ان موضوع المعرفة وزيادة اطلاع الطالبات من مسؤوليتها ,ولكن كيف تقم بذلك وتخصيصات المدرسة تكاد تكون معدومة ,ما كان منها الا وجمعت من جميع الطالبات مبلغ درهم من كل طالبة ,لم يكن ثروة الا انه لا يمكن الاستهانة به .حملت المبلغ وذهبت به الى بغداد ,وعادت بمجموعة من الكتب ومجموعة من قاموس المنجد .بدأت بتعليمنا كيفية اعادة الكلمة الى الفعل الثالث كي نبحث بعدها عن معناها في القاموس ,اما الكتب فكان هناك درس للمطالعة الخارجية ( وهو حصة اسبوعية من دروس اللغة العربية )اضافة الى دروس الادب والنحو,حيث تلتزم كل طالبة اثناءالدرس بكتابه موجزة لما قرأته .اما درس الأدب فقد كان على الطالبات اعداد بحث عن شاعر او اديب من الموجودين في المقرر ,مما يجبرنا على التوسع في القراءة والحفظ الاطلاع والتعبير .وكان علينا ان نحتفظ بدفتر صغير للملاحظات نكتب فيه ما تمليه علينا من قواعد اثناء توقفنا في اعراب أي جملة ,وكانت تحفظ الفية ابن مالك تستعين بها للتوثيق ,في اسلوب يبعد الجمود في الدرس فمثلا اذا جاءت ما بعد اذا تكون زائدة (افيدكم يا اخوتي فائدة   ----كل ما بعد اذا زائدة )او (ان ساكنان التقيا  احذف ما سبق –وأن مان لينا فحذفه احق )واللين هو حرف العلة .

تحيتي الى معلمتي الست سعاد شرع الاسلام مدرسة اللغة العربية التي كانت تدعوني لاكن احدى طالبات الأدبي ولربما كان لي شأن اخر لو اخترت ذاك.

تحيتي الى الشباب الواعي الذي يدرك واجبه في تحمل المسؤولية الفكرية والثقافية بعد عقود من انحسارها حيث كانت المكتبات سببا في الاعدام والاحكام الصادرة بحق الشباب .

تحيتي الى كل من يعي اهمية الكتاب والكتاب الاول الذي يقرأ ويغير المفاهيم والمسار .

 

سعدية العبود

29-9-2012 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعديه العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/02



كتابة تعليق لموضوع : انا اقرأ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net