صفحة الكاتب : نور الحربي

شكرا على هذه المبادرة الكريمة!!
نور الحربي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الحديث عن المبادرات المنتجة في طول الوطن وعرضه ولمختلف شرائحه بلا تمييز باتت سمة ملازمة لتيار شهيد المحراب وقيادته, مبادرات اقل ما يقال عنها انها تنطلق من رؤية مسؤولة وتشخيص لمصلحة ومستقبل ابناء الوطن.
نعم مبادرات تستحق منا النظر اليها باحترام والوقوف عندها طويلا ليس لاننا نحب الحكيم ونتعصب لمنهجه ونتحيز لطروحاته منطلقين من جنبة عاطفية بل الامر اعمق من ذلك, فالبحث والتقصي والجهود التي تبذل والمصلحة التي تشخص بدقة والصدق في الطرح وقابلية هذه المبادرات على التطبيق عبر اشبه ما يسمى بدراسة جدوى ليست اقتصادية بحتة بل ان لها منطلقات انسانية وانعكاسات اجتماعية كما ان لها حصيلة وطنية بالنهاية وستثمر ان طبقت بلا شك.
كما انها تعني من ضمن ما تعني وتحمل من قيم ان العقليات الجبارة والروحية القائمة على الخدمة وتقديمها للمجتمع تمتلك المشروع وهي قادرة على تقديم الحل ليس تنظيرا وافكار مجردة بقدر ما هي مشاريع وبرامج عمل متكاملة لها ابعادها ومدلولاتها واليات تنفيذها .
ان اخر المبادرات الكريمة التي اطلقها السيد عمار الحكيم في مهرجان الطفولة السنوي الثاني الذي اقامته مؤسسة شهيد المحراب (قدس) في النجف الاشرف والتي تتكون من سبعة محاور،ستحدث نقلة في احتضان الطفل والاهتمام به واعداده للمستقبل وانتشال اعداد كبيرة من الاطفال المحرومين وممن لم تتح لهم فرص لازمة للعيش الكريم والنشأة الصحيحة في ان يتاح لهم هذا الحق في بلد غني بالنفط ويمتلك من الثروة الكثير عبر انشاء مجلس اعلى للطفولة في العراق يتكون من هيئة مستقلة تشرف وتدير صندوق رعاية وتنمية الطفولة في العراق، ولعل المحور الثاني هو تتمة للاول والية عمل لمن يقول كيف نديم هذا الصندوق ومن اين ناتي بالاموال اللازمة له حيث يرى السيد الحكيم ان استقطاع 1.5% من الموازنة السنوية وايداعها في هذا الصندوق هو الحل لاننا نريد ان يكون لاطفالنا مستقبل وشأن بالرغم من ان هذه النسبة ضئيلة بالنسبة لما يخصص في البلدان الاخرى ولنا في عدد من دول المنطقة والعالم المثل وما تبذله في سبيل اجيالها اكثر واضخم ولعلنا نتمكن مستقبلا من ان نزيد هذه النسبة ان راينا انها لا تلبي الطموح في المراحل اللاحقة لكن المهم ان نبدأ, اما عن ابواب صرف هذه العائدات و انفاق اموال هذا الصندوق فالمفترض ان تصرف لتطوير البنى التحتية لرياض الاطفال ومشاريع تسهم في بناء وتنمية دور ثقافة الاطفال والبرامج المعتمدة التي سبقتنا فيها الدول المتطورة في مجالات رعاية الطفولة وتستقطع الاموال والمبالغ طبعا من صندوق التنمية حتى لا تثقل الوزارات المعنية كوزارة التربية وللنهوض بكل هذه المسؤوليات فلابد من تاسيس وعي جماعي عبر تأسيس منتدى منظمات المجتمع العراقي وانشاء المرصد الاعلامي للطفل العراقي.
كما لم تغفل مبادرة السيد الحكيم حماية ورعاية الاطفال الفاقدين للمعيل او المأوى واطلاق مشروع قروض للاطفال الذين لاتمتلك عوائلهم المال الكافي وبذلك تنقذ العوائل والاطفال ويمكن عندها زجهم في المدارس ليأخذوا فرصتهم اسوة باقرانهم كما نوهت هذه المبادرة الى ضرورة وجود برامج لدمج الاطفال من ذوي الاعاقة في محيطهم ومجتمعهم فضلا عن انشاء مركز او مجموعة مراكز علاجية لمرضى السرطان والتوحد والاعاقة المستديمة من الاطفال.
انها مبادرة ممتلئة بكل معاني الانسانية والنبل وهي مشروع وطني يستحق الاشادة ولو امعنا النظر في محتواها لوجدنا فيها جوانب اخرى تحاول الارتفاع بالمجتمع ككل وتنهض بطريقة تفكيره فليست الحياة عسكرة وقتال وعمليات حياتية تقليدية فهناك جوانب من قبيل انتشال الطفولة وابعادها عن استغلال المستغلين ولعلنا جميعا عشنا مأساة تجنيد الاطفال المتسربين من المدارس من قبل تنظيم القاعدة الارهابي وشاهدنا ماسي اطفال مناطق الطمر الصحي واطفال اكياس البلاستك الذين يجوبون الاسواق وغيرها من مأسي تحيط باجيالنا , فلو اتيحت مثل هذه الفرص عبر برامج تربي الطفل وتضعه في مكانه الصحيح ليفكر بحرية ويتعلم كيف يحب وطنه ويعيش في وسط محيطه وبيئته بعيدا عن عقد الفقر وتبعاته وحتما ستكون مثل هذه المبادرات بلسما لجراحات اليتامى والارامل ممن لايجدن بدا من الاستعانة بهولاء الاطفال الابرياء الذين يضيع كثير منهم وسط زحمة الحياة وانعدام المعين .
اننا اذ نحيي السيد الحكيم على طروحاته ونشكره من اعماق قلوبنا على مبادراته نتمنى ان تنصت القلوب قبل العقول وتسارع الحكومة وبمعيتها البرلمان لاحتضان فلاذات الاكباد وتحميهم قبل التفكير بأي امر اخر من شأنه ان يعطل او يلغي هذا الطرح الكريم واجزم كما يجزم كل عاقل لبيب ان الشروع بالعمل وتبني هذه المبادرة الكريمة سيحدث نقلة في واقع الطفولة المحرومة في العراق انها مبادرة لتستمر وتزدهر الحياة وما احوجنا لمثل هذه المبادرات التي تفكر بادامة هذه الحياة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور الحربي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/30



كتابة تعليق لموضوع : شكرا على هذه المبادرة الكريمة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net