صفحة الكاتب : صباح ابراهيم

ماذا تريد القاعدة من العراقيين
صباح ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل سقوط نظام الدكتاتور المقبور في العراق ، لم نكن نعرف الكثير عن منظمة القاعدة الارهابية ، سمعنا بعض افعالهاالاجرامية، مثل تفجيرات السفارة الامريكية في تنزانيا وتفجيرات الخبر في السعودية وتفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك ، والتي كان لها الصدى الكبير في العالم ، والتي شجعت بوش كي يبدأ بشن حربه ضد القاعدة وعصابات طالبان وقواعدهما في افغانستان . والعمل على ملاحقة فلولها وخلاياها اليقظة والنائمة . وتجفيف منابع تمويلها المالي من التبرعات (الجمعيات الخيرية السعودية ) التي تغذي القاعدة بالاموال تحت اسم الدين ومساعدة الفقراء والمجاهدين ضد الكفار.

شنت امريكا وحلفائها حربا شاملة ضد القاعدة في افغانستان، ومركز قيادتها الرئيس ، واستطاعت ان تقتل المئات من اعضائها وقياداتها واسر الرؤوس الكبيرة منهم . لكن رأس الافعى وانيابها بقى سالما لم تطاله السكين الامريكية ، ولم تستطع قطعه بعد .

وما ان بدأ الغزو الامريكي وحلفائه الى ارض العراق، حتى بادر صدام حسين بطلب حضور المتطوعين العرب الى العراق لمشاركة العراقيين لمقاتلة الامريكان والانكليز تحت اسم الجهاد في سبيل الله ، وليس في سبيل بقاء ستالين العراق على عرشه ومن ثم توريثه الى ابناءه .

هنا حانت الفرصة الذهبية الى زعيم الاجرام والتخلف الاسلامي في العالم اسامة بن لادن كي ينتقم مِن مَن يعتبرهم الكفرة والصليبين الامريكان و الانكليز كي يرد اعتباره ، ويثبت وجوده وينشر الجهاد الاسلامي في سبيل الله بمحاربة الكفرة على ارض العراق ، حيث وجود الجيوش الاجنبية ، والطرائد سهلة الاصطياد بكل سهولة ، فاصدر الفتاوى مع شريكه في الاجرام والقتل الارهابي المصري ايمن الظواهري كي يحرضوا اصحاب العقول المغسولة بصابون الدين والسلفيات والتكفير كي ينتقلوا الى ارض الرافدين للجهاد في سبيل الله ، والانتقام من الكفرة .
وتدخلت مخابرات الدول الاسلامية والعربية المجاورة التي تكن الحقد التاريخي للعراق وللعراقيين لمد يد المساعدة اللوجستية بالسلاح والمعلومات والايواء والنقل لهؤلاء القتلة المحترفين والهمج المتخلفين اللذين لايجيدون غير قطع الرؤوس بالسكين والسيف لاسراهم تحت شعار (لا الله الا الله محمد رسول الله ) .

لقد بدأت القاعدة عملياتها في العراق على انها حرب ضد الغزاة الاجانب ، ونفذوا عدة عمليات قنص وتفجير وزرع الالغام في الطرق التي تسير فيها عجلات ومركبات الجيوش الغازية ، وتم قتل العديد منهم فعلا.
وبعد تشكيل الحكومة العراقية من الاحزاب الاسلامية الشيعية ، وانفرادهم شبه المطلق بالسلطة ، اشتعلت جمرة نار الطائفية والمذهبية الدفينة في الصدور منذ 1400 عام لتجد متنفسا لها لاحياء معركة الجمل ، وحرب صفين ومعركة الطف في كربلاء ، بين اتباع معاوية واتباع الحسين .
فتجمعت عصابات الاجرام من محترفي الذبح وقطع الرقاب البشرية الى الائتلاف بعد ان كانت مجاميع متشرذمة اطلق كل منهم على مجموعته اسم جيش . فجيش محمد ، وجيش دولة العراق الاسلامية ، الجيش الاسلامي العراقي ، جيش انصار السنة ، وتنظيم القاعدة في العراق ، قاعدة الجهاد في ارض الرافدين ، جيش الطائفة المنصورة ، حزب التحرير ، جماعة مناصرو أهل السنة ، فيلق عمر ، مجموعة الانصار التابعة لكتيبة براء بن مالك الانتحارية ، مجموعة ابو أيمن ، كتيبه زبير بن العوام ، كتيبة حسن البصري .
وفي تقرير للولايات المتحدة الأمريكية ذكرت فيه إن أكثر من 40 بالمائة من المسلحين الأجانب الذين دخلوا للقتال في العراق هم مواطنون سعوديون. مدفوعون بتحريض من القاعدة وبتحريض شيوخ المساجد وفتاواهم هم من شكلوا هذه المجاميع القتالية بالتعاون مع العراقين العاطلين عن العمل والبعثيين والحاقدين على الحكومة .
يقول الأدميرال سميث قائد في الجيش الامريكي إن 90 بالمئة من المسلحين الأجانب في العراق كانوا قد سافروا عبر سوريا . تفيد المعلومات الاستخبارية بوجود بشبكة كبيرة جدا تعمل داخل العراق صممتها القاعدة لاستقدام المسلحين الأجانب. وهي تنفذ تسعة من أصل كل عشرة تفجيرات انتحارية في العراق.
ان حرب القاعدة والعصابات الطائفية المنظوية تحت لوائها ، والمتعاونة معها ، قد حولت استراتيجيتها القتالية والتخريبية من حرب الامريكان الى حرب العراقيين . فقد تركت الامريكان والانكليز وشحذت اسلحتها لتقتل العراقيين في الشوارع وتفجر الابنية والمؤسسات الحكومية وتزرع الرعب بين صفوف الشعب ، ثم بدات حربها الطائفية والدينية القذرة ضد الحسينيات والكنائس وتهجير الشيعة والمسيحيين واليزيديين وتفجر منازل الشبك وتهدد الصابئة وتقتل من كل من تستطيع ان تصل اليه وتخطفه من ابناء هذه الطوائف .
كما ان لكل فعل رد فعل معاكس ، لذا تأسست الميلشيات الشيعية لمحاربة الجيوش والمنظمات الارهابية السنية ، فدعمت ايران بكل قوة ميلشيات جيش المهدي ، التي حوت كل المجرمين واصحاب السوابق الاجرامية وفدائيي صدام وخريجي السجون ومن محترفي القتل والتعذيب من ضباط امن ومخابرات صدام . والتي تستلم اوامرها من فيلق القدس الايراني وبمعية فيلق بدر الشيعي ذو الجذور الايرانية تأسيسا وتمويلا وتسليحا وتدريبا ، قامت هذه الميليشيات بالانتقام من جيوش السنة ، فبدأت حرب تفجير المساجد السنية واغتيال خطبائها وشيوخها ، وخاصة بعد تفجير مرقدي الامام الحسن العسكري في سامراء .
بدأت حرب طائفية شعواء ، ونفذ القتل على الهوية والاسم الذي يدل على الانتماء الطائفي . فلم يسلم عبد الحسين وعبد الزهرة من ايدي العصابات السنية ولم يسلم عمر ولا عثمان من ايدي الميلشيات الشيعية . كما لم يسلم يوحنا وعبد المسيح من ايدي الطرفين المتقاتلين ، فكان ضحية الارهاب بدون ذنب .
النتيجة ان القاعدة وحلفائها وبقية الميليشيات من كل الطوائف ، تقتل بعضها بعضا ، بعد ان تركت الجيوش الغازية الاجنبية ، لان الانتقام من بني جنسها هو الاولى لديها .
والضحية كان ان الشعب العراقي بكل طوائفهم واديانهم ومذاهبهم سنة وشيعة ، مسيحيين ويزيديين و شبك وصابئة . تفتك بهم السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، واللاصقة ، وكواتم الصوت الايرانية ، والاحزمة الناسفة وقنابر الهاون والقنابل اليدوية وزخات الرصاص .
هل هذا هو الجهاد في سبيل الله الذي جئتم من اجله ايها القتله ؟ جعلتم المواطن العراقي حملا للذبح والعراق مسلخا لجهادكم الاجرامي .

صباح ابراهيم

sabah099@yahoo.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/02



كتابة تعليق لموضوع : ماذا تريد القاعدة من العراقيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net