صفحة الكاتب : محمد زكي

ومازالت الأرض بور
محمد زكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 قرية المصراوية التي بها حوالي 9 الاف مواطن تعيش بصورة رئيسية علي الزراعه حيث يقع في زمام القرية مساحة كبيره  من الارض الزراعية  الخصبه .ويعيش أهل القرية علي ماتنتجه الارض من محاصيل ويتولي ادارة وزراعة الارض شخص يقوم أهل القرية باختياره . وقد تناوب علي المسئولية الكثيرين بعضهم  كان مصراوي والبعض كان من خارج القريه لان القريه تمتلك موقع وطقس ممتاز فهي مطمع دائم للاخرين بل ان من يتولي زراعة اراضيها تكون له مكانه مرموقه لدي القري الاخري ..خاضت القريه تجربة مريرة مع اخر ابنائها ممن تولوا الامر حيث ان الدوره الزراعيه  4 سنوات وعلي القريه البحث بعدها عن مسئول اخر يتولي الزراعه ولكن هذا الرجل ظل 30 سنة متمسكا بالمنصب بل كان يتحايل للبقاء اكبر فتره وقد مهد الطريق لاحد ابنائه ان يتسلم المهمه من بعده والرجل كبر في السن وتخطي الثمانين ولم يعد يقوي علي زراعة تلك المساحه الشاسعه من الارض التي تحتاج الي شاب فتي علاوة علي انه قد استولي علي معظم الموارد ولم يكفيه ذلك فقد مكن اسرته من زراعة افضل واجود القطع الزراعيه في القريه ولم يعد اهل القريه يحصلون الا علي الفتات حتي عم الفقر انحائها رغم مواردها الغنيه ..لذلك ثار بعض الشباب بالقريه وانضم اليهم كل الاهالي وتم اقتلاع الرجل بكل من معه وبكل ادواته ..ولم يكن بالقرية من يستطيع الزراعه لان المخلوع لم يعلم احد  والقرية كلها لايبرز فيها من يتقن الزراعة ..لذلك اعلنت القريه انها بحاجه لاحد ابنائها ليقوم بزراعة اراضيها فتقدم الطامحين واختار الاهالي وتمت التصفيه بين رجلين احدهما كان يعمل مع المسئول السابق ولديه الخبره والدرايه والاخر من اسرة منكفئه علي نفسها ومغلقة دائما ابوابها وكان البعض يتحاشاهم ايام المسئول السابق لانهم كانوا علي خلاف معه ..كاد المرشح الذي عمل مع المسئول السابق ان يفوز ولكن اسرة  االمنافس رغم انهم حوالي 200 فرد فقط ومع اصدقائهم يمكن ان يصل العدد الي 500 الا انهم استطاعوا المنافسه باحد رجالهم غير المعروفين تماما في القريه وحصلوا علي تأييد 1300 من أهل القرية وهو ماأهله لتولي ادارة ارض البلد الزراعيه ..وهنا تفائل الناس خيرا لانه رجل دمث الاخلاق وتخوف البعض من انه لايمتلك معرفة بأسس الزراعة الحديثة ولكنهم قالوا ان الرجل كانت لديه حديقة صغيرة أمام منزلة وكان يتقن زراعتها ..وهنا وجد الاهالي ان اسرة المسئول المنتخب بدأت في اعداد الكثير من المحلات التجارية بالقريه رغبة منهم في الاستئثار بتصريف المحاصيل ..وارسلوا رجالهم للاستيلاء علي الجمعية الزراعية رغم ان هناك ادارة منتخبة ولكنهم قالوا انها ادارة عينها المسئول السابق ..وقاموا بتغيير شيخ الخفر وأعوانه واستبدالهم باخرين ليسوا من اسرتهم ولكنهم موالين لهم ..وفي مدرسة القريه اقعدوا المدير واستبدلوه برجل منهم وهو ماترتب عليه ان رواد الفصول من التلاميذ اصبحوا ابناء الاسرة ..ومسجد القرية يحاولون ان يكون الخطيب دائما من اسرتهم ..ومقهي القرية الذي يلجأ اليه الاهالي للنقاش والاسترخاء اجبروا صاحبه وكل العاملين به علي تسليمه لهم ومن ثم يتم اختيار من يجلس ومن يتحدث بل والسيطرة علي نوعية مايقال ..أما المسئول الذي تفعل اسرته كل هذا فهو الرجل الهادئ الورع وقد تسلم كل قطع الاراضي الزراعية بالقرية وهي ارض خصبه ولكنها تحتاج الي عمل جاد وشاق فبدأ بالحصول مضطرا علي سلفه كبيره وضعت القرية كثاني اكبر قريه مديونيه في الدوله ثم اذا به لايجلس كثيرا في القريه بل يسافر الي القري القريبه والبعيده للتمهيد لتجاره وصفقات ..اهالي القرية لم يجدوا تغييرا جوهريا فقد ثاروا علي رجل اراد توريث ابنه اما الان فالمقصود توريث العشرات ويقول اهل القرية هل مجرد دورة زراعية 4 سنوات تحتاج كل هذا الاستبعاد لاهالي القرية من كل اماكنهم واحلال موالين للمسئول الجديد اذا هم لايريدون ترك المهمه بعد اربع سنوات ..اذا هم استنساخ للرجل السابق بل بعمق اكثر ..لم يعد هؤلاء المعترضين يجلسون علي مقهي القرية فان هناك صبية يجلسون طوال النهار بلا عمل ولكنهم يسيئون الي من ينتقدهم او يتحدث بما لايعجبهم ولايوقرون كبيرا ولايعرفهم احدا من ابناء القرية وهنا تتجمع الان بعض الاسر ويحدث بينهم تحالف من اجل الوقوف سدا منيعا امام مايحدث بالقرية ..جئتكم الان من المصراوية حيث القريه ترقد علي نار وكثير من الاهالي يشعرون بالغيظ ويحاولون الاتفاق ولم الشمل .. اما الاسرة التي تولي احد رجالها زراعة ارض القرية والتحكم في مقدراتها ومصدر الدخل الوحيد لاهاليها فهم يسابقون الزمن في السيطرة علي كل شيئ ويعتقدون ان تلك افضل وسيلة للنجاح ..ولكن المفاجأه بعد مرور كل هذا الوقت ..مازالت الارض بور.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد زكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/26



كتابة تعليق لموضوع : ومازالت الأرض بور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net