صفحة الكاتب : ايمي الاشقر

خلف النافذة المغلقة قصة قصيرة
ايمي الاشقر
 طعنت نفسها بالسكين رغبة فى الانتحار بعد ان ضاقت عليها الجدران الاربع التى تحيا بينهم , بعد ان وصل بها اليأس و الاحباط الى الذروة و مات الامل امام عينيها اكثر من مرة , و اصبحت تحيا مع جثة الامل الهامدة فى غرفة مغلقة ضيقة النافذة  الوحيدة الموجودة بها مغلقة لا تقوى على فتحها لانها لا تعرف كيف تحصل عليه؟ !! و كلما ظنت ان هناك نسمة هواء اتية ربما تفتح لها تلك النافذة لتتنفس و تبث بها الروح من جديد ذهبت نسمة الهواء فى اتجاة اخر مع الرياح التى دائما تحمل لها سوء الحظ , و شعرت و كأن القدر لا يخبىء لها الا كل ما هو سىء على مدار حياتها , شعرت و كأن القدر الصق بها كل ماهو لا يليق بها و لا يناسبها , كل ماهو يقلل من كرامتها و يهدر كبريائها و يميت الامل بداخلها , فكم من مرة تمنت و سعت وراء تحقيق تلك الامنية بكل طاقتها و عادت خاوية اليدين و كأنها لا تستحق ان يكلل تعبها بالنجاح , كم من مرة بذلت كل طاقتها و تحملت متاعب و مشقة من اجل من تحب و يتركها و يرحل مع غيرها رغم انها صادقة و غيرها لا تعرف للصدق سبيل , لقد ابتلاها القدر بخيبة امل لاتوصف فى كل شىء فى حياتها , لذلك رات انها لا بد ان تنهى حياتها افضل من ان تظل سائرة على طريق لا ترى الا خيبة امل ولا شىء سواها فى كل خطوة تخطوها , فلقد ابتلاها القدر بوالدها الذى كانت فلسفتة فى الحياة ان الانسان ياكل و يشرب فقط و طالما انه يوفر لابنائة الطعام فهذا كافى جدا و اكثر مما يستحقوا !! و كانهم ليسوا مثل البشر ليس من حقهم التنزة و قضاء اوقات تخفف عنهم اعباء الحياة !! , لا يحب ان ينفق نقود على اى شىء سوى الطعام فقط فلذلك لم تستطع ان تتعلم على المستوى التى كانت تتمناة , و لم تعيش طفولتها مثل الاطفال , لم تعيش شبابها فى مرحلة الزهور و التى هى اجمل مراحل العمر بسبب والدها صاحب التركيبة العقلية العجيبة , التى لا تؤمن باى شىء من حقوق الانسان و كان الانسان ماهو الا حيوان ياكل  و يشرب  فقط , و لكن الحيوانات فى المزارع يحرصوا على اخراجهم خارج اماكن النوم من منطلق التغير و الافضل لصحتهم !! , و كذلك كانت الام ضعيفة مغلوبة على امرها تسير على نفس دربة مغمضة العينين  , عاشت تتمنى و تنتظر فارس الاحلام الذى ياتى و تعيش معه  الحياة كما ترغب و كما ينبغى ان تكون , و لكنها اصيبت بخيبة الامل مع كل شخص دخل حياتها  , فهى تتمنى رجل يكون لها اب , اخ , حبيب و صديق , كل شىء حرمها القدر منه و لكن كل من دخل حياتها اوهمها فى البداية انه الرجل الفريد من نوعه اكتشفت فى النهاية انه يريدها خادمة بالنهار و خارية بالليل فقط 
فى البدية يكون وميض امل و ينتهى بخيبة الامل , لقد تجاوزت الاربعين من عمرها و مازالت تحيا بين جدران الغرفة المغلقة تنظر من خلف النافذة المغلقة التى لا تنفذ على اى شىء سوى اشباح ماضى مازال يرافقها و حاضر يلتف حول عنقها يكاد يزهق روحها ولا تستطيع التخلص منة , فماذا عليها ان تفعل ؟؟ 
 فتحت عينيها وجدت نفسها فى المستشفى و الاطباء من حولها و تمكنوا من انقاذ حياتها .... فنظرت اليهم باستياء و سخرية قائلة ... حتى نافذة الانتحار اغلقتوها فى وجهى ؟!! , كنت اظنها نافذة اقفز منها للهروب الى عالم اخر .
 
لو كان اليأس انسان لن اقتلة و لكن كنت اعذبة حرقا و اقطع من جسدة اربا اربا و اكتم انفاسة حتى يختنق ثم ارفع يدى عنه لاشعره بالامل فى توقف العذاب ثم اعود و استأنف العذاب من جديد لن اتركة يموت بل ساظل اعذبة بالخنق و الحرق و القطع حتى يعرف معنى التصاق العذاب بالانسان و الالتفاف حول عنقة حتى يكاد تزهق روحة كيف يكون  و بماذا يشعر الانسان و ساظل اعذبة اعذبة حتى اشفى غليلى و انتقم منة لكل من حطم حياتهم ياسا و اغلق فى وجههم كل النوافذ حتى ماتوا و هم احياء و اعلمة ان اصعب شىء فى الوجود هو ..ان يموت الانسان بداخل نفسة و هو مازال حى يتنفس امام الناس , و بعد ان القنة الدرس جيدا سوف اقتلة شنقا حرقا . 
 
إيمى الاشقر
 
مدونتى : لا استطيع النسيان  
http://emyalashkar.maktoobblog.com
 
 
 
 
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمي الاشقر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/24



كتابة تعليق لموضوع : خلف النافذة المغلقة قصة قصيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net