لقاء مع الإعلامي والكاتب ماجد ألكعبي : ما زلنا نرتوي من التراث العربي ونحن ظامئون
حاورته الاعلامية :ابتهال بليبل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ماجد الكعبي هو إعلامي وكاتب وصحفي وشاعر وأديب ,  وواحد من بين أهم منشطي الحركة الثقافية والإعلامية في المشهد العراقي، فالإعلام والثقافة والأدب بالنسبة له ليست نوعاً من الترف المعرفي أو هواية يمارسها ، فالثقافة بالنسبة له هي من صلب اهتماماته وأولوياته، وكما يقول قد تصلح الثقافة  ما تفسده السياسة  ، وتؤسس لحوار أكثر عمقاً ورحابة .

 وماجد الكعبي يراهن على ذلك في تحقيق ملامح  طموحة للمستقبل، ولذلك كانت له إسهامات عديدة ومؤسسات فاعلة في ميادين الصحافة والثقافة والإبداع ,  تعزيز لهذا الدور وترسيخه مثل تأسيسه للديوان الثقافي , وهو مدير جائزة الإبداع الأدبي الجائزة المستقلة والمحايدة تمنح كل سنة للمبدعين من المفكرين والأدباء والمثقفين والشباب عن مساهماتهم في مجالات القصة القصيرة , والشعر,  والنص المسرحي . 

 مانشيتات من بين سطور اللقاء 

* إبراز ارث وطاقات الشخصيات التي تحت الركام 

* ما زلنا نرتوي من التراث العربي ونحن ظامئون 

* العلاقات الاجتماعية متفككة ومرتكزة على الأنانية والمصلحية والذاتية .

 حبيبتي من بغداد , قلادتها الكرخ ,  خلخالها سومري , حنائها جنوبي,  هوني عليك يا حبيبتي لا تضربي ,  فضرب العود يؤلمني , أوتاري ممزقة ,  وجوف العود منكود ,  والكلمات احتضار غريب, عانيقيني واركلي الأرض بالقدم , دعيني اسمع رنة الخلخال ,  إن كان الجمال مدرك , فأين يكمن الوصف ,  أوراقنا مكسورة المعنى ,  ولا احد يسمع صمتنا , الذي يحاكي صمت القبور ,  وان للصمت تواشيح , وان للصراخ عربة من جنون , وفي شذرات أعماقي صهيل يقول :  توسدي ذراعي , ياشتائية العينين , فقد أحببتك قبل أن يخلق الكون , وعشقتك قبل أن يعرف العشق , فهل ألوذ  بصمت القبور, ساترك العالم وحيدا بلوعتي , ابكي على حظوظي , تميل حيث يميل الالم , ألمي مكتوب على خاصرة الزمن أي زمن ؟ أي وجع ؟ وعندما تهرب الكلمات من فمي أقول :   أبحر في زورقي مستانسا بوحدتي ,  أمزق كفن الظلام ,  وامزق شرنقة لاخرج منها درة الايام , فانا رجل متوج بالمغامرة والإصرار,  فمن يغتال الألم في نفسي , من يستعيد هويتي ,من يريد غائلة الزمن عني , أستجير فهل من مجير, استغيث فهل من مغيث , ماذا أصاب الدنيا , فقد أطفأت شموع, وغابت الشموس , الحياة عندي موت ,  والموت عندي حياة لا تموت .

 ببحر من الجمال والتألق ,  من على واحة تورق في ظلالها الأقلام المميزة  .

 نلتقي اليوم بمن تغزل بوطن العشق ( بغداد ) فخلخالها السومري ,  قد مزق أقلامه وأوراقه ، لنفتح نافذة تطل على أفق الإبداع الخلاب ، للذي حشد نصوصهُ وكتاباته باعترافات , كانت كفيلة بأن تبوح لنا بما يعتليه ، فتارة نجده طين يتدثر تحت طهر الأنهار ,  فهو من ارض نابتة  في جسد الأزمان ,  وتارة يلح على حبيبة بالسؤال , عن الأرواح فلا شيء يحرك  دواخله , سوى ومضة الفجر  الهادئة ، دائم الدفع لفاتورة العشق والحب أنه الإعلامي والكاتب ماجد ألكعبي ..فقد شغل الشاعر ألكعبي عدة مناصب أهمها  : مدير البيت الثقافي   لمحافظة  ذي قار وزارة الثقافة  , ومدير إعلام محافظة ذي قار ,  والمشرف على فرعي ذي قار والبصرة  للصحفيين العراقيين  , "المقر العام بغداد " أمين سر مركز الإعلام الحر ,   ورئيس  وأحد مؤسسي الديوان الثقافي قلعة سكر ، ومؤسس تجمع الفقراء في العراق ,  ومدير جائزة الإبداع الأدبي في ذي قار ,  ورئيس ومؤسس المؤتمر الحسيني الدائم " تقليد سنوي " ومدير دار الأطفال في محافظة ذي قار , ومدير المركز الثقافي في مدينة قلعة سكر , وعضو عامل نقابة الصحفيين العراقيين المقر العام وعنوانه الصحفي , رئيس تحرير , والمستشار الرسمي لنقابة الصحفيين العراقيين  بغداد ,  عضو اتحاد الصحفيين العرب  مصر, وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين  بروكسل .

 

•       متى بدأت رحلتك مع الصحافة ؟

بين أحضان الإرهاب والترهيب والدكتاتورية  وشراء الضمائر والذمم وفي وطن الخنادق والبنادق    والتدمير بدأت رحلتي الخائفة المتوجسة في عام 1976 بعد أن أوصدت كل أبواب النشر في وجهي لان الصحافة كانت ورقة بيد السلطان المتجبر وهذا الظرف العصيب حتم واوجب علي الرحيل من وطني لأنجو بجسدي وأفكاري المحظورة كي أتنفس في الغربة نسائم الحرية والتعبير الذي ابتغيه  وان عشقي لا يوصف لمهنة الصحافة والكتابة والإعلام ولكن القهر والاستبداد والاضطهاد حرمني من هذه المتعة . 

•       كيف تقيم تجربتك ؟

إن تجربتي في العراق ابان الحكم الهمجي ألصدامي المقبور تكاد تكون معدومة , ولكن أغصان تجربتي تبرعمت في الغربة واستمررت في العطاء الفكري والأدبي  والصحفي والثقافي وذلك لأنها تجربة ممزوجة بالآلام والآمال والغربة والاغتراب وافترشت بساط العوز والحرمان والتشرد ولكن قلمي لم يتوقف عن رفد الصحف العربية خاصة صحف المعارضة لنظام صدام الدكتاتوري  بما هو وطني ونافع ومفيد فسلاحي الذي بيدي ولن أتقاعس عن حمله هو قلمي الذي كان وما يزال يضخ عطاءات لن يتسرب لها الكلل أو الملل وها أنا متواصل مع معظم الصحف والمجلات والفضائيات بما يرضي طموحي .

•       هل لك تجربة معينة مع السياسة في الصحافة ؟

 إنني منغمس بالسياسة قلبا وقالبا وعبرت بصدق وأمانة عن معاناة شعبي وصدق أفكاري , وهذا قد تجسد بصورة واقعية في غربتي المفروضة والتي ناهزت "  ربع قرن "  ولو تسألي من كل من عرفني وعاشرني سيقول لك ان ماجد ذايب حتى النخاع في السياسة 

 •       هل تشعر بازدواجية بين شخصيتك كأديب وكصحفي ؟

لن اشعر بأي تناقض وإنما هما وجهان لعملة واحدة وأحدهما مكملا للآخر .

 •       إذا كانت المرآة اليوم قد دخلت صحافة الرجل، برأيك أي دور يمكن أن يلعبه الرجل بصحافة المرآة ؟

يبين بصدق وجلاء مظلومية المرأة ومصادرة حريتها وأرائها وخنق تطلعاتها في الغالب الأغلب . وان يؤكد بان المراة  الصحفية ، تؤرخ لمراحل متعددة من الكتابة ، فهن كتبن منذ مطلع الخمسينيات وحتى طلوع الألفية الثالثة ، بإبداع تميزن به على اقرأنهن في البلاد الأخرى . وما مشاركتهن في المشهد الاعلامي  إلا دليل وعي وإدراك لحقيقة التأثير المباشر على واقع الصحافة العراقية في كل الأزمنة. ويجب ان نستذكرهن في كل المنجز الذي صنع من قبلهن  أن يذكر ضمن تاريخ الصحافة العراقية باعتبار إنهن عانين وقهرن وتألمن كما هو حال كل العراقيين الآخرين ..  

•       ما علاقة الأدب بالعصر والتقدم والتراث والأخلاق ؟

الأدب هو الصورة الحية والناطقة عن كل ما يختلج في الصدور من أفكار ورؤى وأخلاق وتراث وكل فنون السياسة والاجتماع والجمال والمرأة والتاريخ ومن خلال التلاقح والتزاوج بين مفردات الواقع واشكالياته الكثيرة والكبيرة تبرز الصورة المنشودة .

•       ما الذي توحيه إليك كلمة سقراط " أيها الإنسان أعرف نفسك ؟ هل عرفت نفسك ؟ وكيف تقدم نفسك إلى صديق ؟

توحي لي كلمة سقراط  إن يكون الإنسان ملتزما بأمانة وشرف بالصدق الناطق والحقيقية الموضوعية والالتزام بكلمة الحق وحق الكلمة , ومن منا لا يعرف نفسه , وأقدم نفسي إلى صديقي بما هو أنا وليس بخداع ورتوش  ولا أكون له مرآة خادعة تخفي ورم وجه أو سمار بشرته .

 •       هل أنت بالذات راضي عما كتبت ، وما هو الشيء الذي كتبته تتمنى أن تعيد صياغته مرة أخرى ؟ 

 راض كل الرضا فهذه هي قناعاتي ومصداقيتي فيما قلت وأقول والذي كتبته لا أتمنى صياغته مرة أخرى لأني أعطيته بقناعتي التامة ولن أكن متأرجحا ومترنحا بما قلت وأقول وإنما ثقتي بقلمي ونفسي لا تحدها حدود  .

 •       ما رأيك في الشعر العربي المعاصر ؟

 الحقيقة إن الشعر هو وليد الشعور ولطالما إن شعور الناس مختلف أمام أي حدث أو حديث فان الشعر لا يشذ عن هذه القاعدة وقناعاتي الضمنية بان الشعر الجاهلي والشعر شعرائنا الكبار والراحلين من شعارنا الرواد قد أعطوا تراثا شعريا ما تزال قوته وسبكه ومتانته تبهر النفوس أما الشعر المعاصر فلا يخلو من تعثرات وسطحية وركاكة باستثناء باقة من شعر الشعراء المتميزين وان هذه الاضمامة من التعبير أو الجواب  لا تفي الموضوع حقه بل يحتاج إلى دراسة مطولة كي تفي بالغرض المنشود والمطلوب .

•       من منَ الأدباء العرب القدامى تعتبره ( شخصية قلقة ) بالمعنى العصري ؟ وكيف تنظر إلى التراث العربي ؟ 

إن الأدباء القدامى سبيكة ذهبية متماسكة ولن أجد فيهم ما يثير عندي وجهات النظر التي تثلم من شخصياتهم وهذا رأي وللآخرين حرية الرأي , انظري للتراث العربي بأنه تراث شامخ ومزدهر على مر الدهور والعصور والأيام وما زلنا نرتوي منه ونحن ظامئون إليه في كل الحالات والأحوال , علما بأنه لا يخلو من بعض الشطحات التي لا تقاس أمام الكم الهائل من العطاءات الثرة التي ما زالت الأجيال تشرب منه وتسكر .

•       أزمة ماجد الكاتب ؟

إن ماجد الكاتب ينوء تحت أزمات وليس أزمة واحدة ,  وكل أزمة تحتاج إلى جسر من الصبر وزورق للإنقاذ ,  فعلى صعيد الصحافة أعاني من أزمة النشر إذ في حوزتي مجموعة من الكتب الجاهزة ولكن لم أجد بوابة مفتوحة لكي انشر كتبي أو أشعاري  أو مقالاتي التي لا تخضع لمقص الرقيب ,  كما أعاني من أزمات متعددة تتعلق بامتلاك دار يضمن مستقبل أطفالي ,  ولا وظيفة تضمن معيشة عائلتي ,  بل حتى لا امتلك أي وسيلة نقل خاصة تنقذني من أزمة النقل والتواصل مع مقرات الجرائد والفضائيات ,  علما بان جيبي يعوي به  الاستفلاس ,  إضافة إلى ما أعاني ويعاني الكثيرون مثلي من العلاقات الاجتماعية المتفككة والمرتكزة على الأنانية والمصلحية والذاتية فالذي يمتلك الدينار والدولار محاط بشبكة من العلاقات والذي لا يمتلك ذلك ويمتلك التعفف والشهامة والشمم فانه يظل في دائرة الإهمال والنسيان مهما امتلك من خلق رفيع وثقافة مفتوحة وعطاء فكري ,  فيا ضيعة المرأة حين أصبحت معروضة في سوق عمياني . وإذا تريدون فتح حقيبة قروحي وجروحي فبالأمس عدت إلى عائلتي المتعبة فوجدت كهرباء المنزل مطفئة عندنا ولما تساءلت عن ذلك قيل لي لم تسدد أجور الكهرباء لشهور خلت وبخطى متعثرة وبعيون خجولة استدنت مبلغا من صديق  فأعدت الكهرباء بعد دفع المبلغ المترتب علي فعن أي أزمة أتكلم و واحدة لواحدة تجر فالسكوت أولى حين لا يفيد الكلام مع النيام .. علما إني اعتبر نفسي من أغنى الأغنياء معنويا وان اعتزازي بنفسي وقلمي يمنعاني من حمل المباخر في مواكب المسئولين وأوجبت على نفسي أن تأكل رغيف الخبز مغموسا بعرق جبيني ..  !!

•       أزمة ماجد الرجل ؟

إن أزمتي كرجل هي افضع الأزمات وأمرها فمتى يكون الرجل رجلا وهو معبأ بالهموم والغيوم ومحاط بالمسؤوليات الجسام والملمات العظام ولكنه خالي الوفاض ليس هنالك متكأ يتكأ عليه ولا يمتلك ما يسعفه أمام حاجات الأيام فبأس الظرف القاسي الذي يحول رجولة الرجل إلى رماد ,  ولكن أن مع اليوم غدا ,  وان الهمم تحطم القمم ,  وإرادة الإنسان الخلاقة المبدعة تصنع منه ماردا متمردا يحفر بأظافره قدرا جديدا ,  والمستقبل آت فكل ولادة طبيعية تسبقها دموع الأم الصابرة وقت المخاض تعقبها أجمل وأبهى وأصفى وأنقى واسمى ابتسامة ألا وهي ابتسامة الوليد .

•       من غير أن تفكر ما رأيك في الحركة الثقافية في العراق بعد عام 2003 ؟

 لن يتولد منها ما يستوقفني ويثير انتباهي وإعجابي . ناهيك عن إهمال وتهميش واضح للأدباء والمثقفين في المحافظات العراقية . واعتقد بان هذا الإهمال المقصود آتيا من عدم معرفة الوزارة بالأسماء الثقافية والأدبية الموجودة في المحافظات والتي لها الفضل ومازال في إدامة المشهد الثقافي العراقي منذ زمن بعيد . ويبدو ان وجود هوة بين المثقف والقائمين على الحركة الثقافية " أقصد وزارة الثقافة " وكي نردم الهوة يجب الاعتراف بوجود مثقفين وأدباء ومفكرين لهم فضل كبير في مسيرة الإبداع العراقي هم على قيد العراق من الوريد إلى الوريد ، محبون لبلدهم ولكرامته  ويتطلعون للمشاركة في أي فعالية وطنية ترفع من شأن الثقافة العراقية ..

•       لنعد إلى البداية هل تذكر أول شيء كتبته ؟ ما هي ظروفه ؟ وكيف تقيمه الآن ؟

الذي كتبته انتهى في ظرفه وحالته ولا أحب استعادت ما كتبت .

•       هل لتجاربك الشخصية انعكاس على كتاباتك ؟ والى أي حد ؟ 

كل كتاباتي من شعر ومقالات وبحوث ودراسات هي متولدة من تجاربي ومعاناتي  وقناعاتي .

•       في أي منطقة زمنية أنت الآن ؟ 

في الزمن الذي فيه أنا .

•       ماذا علمتك الكتابة ؟ 

علمتني الكتابة أن أكون قارئا محترفا لكل ما تفرزه المطابع .

•       ما الذي يبقى من الكلمات في زمن اللهيب والمعارك الغامضة المصير ؟

تبقى أصدائها .

•       هل تستطيع أن تصوغ كلمات وحشية ودموية ؟

استطيع أن أحول الكلمات إلى مسامير والى مخالب وأنياب وسكاكين نعم وأصوغ كلمات وحشية ودموية لمستحقيها فالذي يقول ما لا ينبغي يسمع مالا يشتهي .

•       ما الذي بقى لنحس أننا يجب أن نقف ونمسك بما تبقى لنا من حياة ؟

بقي الأمل المنشود والإرادة الحق .

•       الآن ، هل يعادل المجد الذي يفوز به الكاتب الناجح المعاناة المريرة التي يعانيها ، أثناء الكتابة ؟

المجد ينسي المرارة .

•       هل أنت راضي عن كل ما كتبت، وما هي المشاعر التي تنتابك عندما تقع بين يديك أول نسخة من كتاب أنجزته ؟

لو لم أكن راضيا عما كتبت ما كتبت , يولد عندي اندفاعا للمزيد من العطاء بدون أن اركب صهوة الغرور والتبجح .

•       تقف القصة أو الرواية عند حافة الحلم ، هل أنت حالم ، والى أي زمن تتجه ؟

نعم إنني حالم واتجه إلى الزمن الآتي .

•       كل كتابة في العصر تبدأ بتعرية الواقع للوصول إلى ما ندعوه مجازاً التجاوز المقيم في اللغة ، هل أن تجربتك تتعدى اللغة إلى ما بعدها ؟؟؟

نعم تتعدى إلى الخلق والإبداع والإتيان بكل ما هو جديد ومحلق إلى أجواء العطاء المبدع .

•       نحن الآن نحاول الدلالة على مكمن الخطأ الحاصل في التجمد الثقافي ، ماذا ستفعل الآن لكسر هذا التجميد ؟؟ 

إن كسر التجميد يتطلب إبراز الشخصيات التي تحت الركام والتي تملك أرثا وطاقات خلابة ولكنها مغيبة بسبب إقطاعيات الصحف والمنتديات والاتحاد والمؤسسات الأخرى , تشجيع  الناشرين بدفع مكافئات وهدايا ومشجعات لهم تدفعهم إلى المزيد من الرفد والعطاء واطلب من كل المنظمات المجتمع المدني أن تكتشف لنا الطاقات المخبأ في مدنهم وإبرازهم في دائرة الضوء , وعلى وزارة الثقافة العراقية أن تصدر صحيفة للناشئين لتصنع منهم روادا وقادة ثقافيين في المستقبل .

•       ثمة من يقول عندما يقرأ نصوصك بأن ماجد ألكعبي يسعى لكي يحول القارئ إلى إعصار، يا ترى حتى لا نموت أو حتى نثور ، ما قولك في ذلك ؟ 

هذه مهمة افتخر بها واستمر على مزاولتها نصا وفصا لأنني أريد أن اصنع جيلا متمردا وثائرا متسلحا بالصراحة والكلمة الهادفة  والبذل والعطاء والإخلاص والوفاء  , أريد آن اصنع نموذجا سلاحه القلم نعم القلم وحسب فالكاتب والصحفي والأديب  يجب أن يتبرعم على متن الواقع ويغوص في مسامات الواقعية لأنه إذا لم يتبرعم مع إرادة الأمة يظل كالنقد الملغى لا قيمة له .

•       أين وصلت ؟ وماذا تنتظر الآن ؟ 

إنني لم أصل بعد إلى ما أريد وانتظر الآتي القريب 

•       هل بدأت بدفع فاتورة حساب الشهرة ؟ 

إنني لست بطالب شهرة إنما طالب حقيقية ولا يضيرني غضب الدنيا باجمعها إذا كان صدق أقوالي يرضي ضميري وضمير الأمة . وهل يمكن أن يشعر المثقف أو الصحفي أو الإعلامي أو الكاتب آو الفنان  في برزخه بعقدة في لسانه وهو يحاول الإجابة على سؤال منكر ونكير الذي يتضمن فقرة تستفسر عن قلمه فيم أفناه ؟؟

•       بماذا يحلم ماجد ألكعبي بعد هذا المشوار المتعب من الزمن ... الحب ... الجنون ... المطر ؟؟؟

احلم بالحب وحب كل شيء جميل ومفيد , وكذلك احلم بامرأة شتائية العينين تتوسد ذراعي واحلم بشعر بلون الليل المنساب على  أحلامي  ليشق الظلمة باحثا عن وجه ابيض يضحك مثل عصفور يتوارى خلف خجله ولكن كيف ومتى يحلم من ولدته الظلمة , ومن المستحيل يحلم من لا يعرف النوم  .

•        هل اغتالتك الصداقة يوماً ؟ 

ومن منا سالم من اغتيال الصداقة التي أضحت اليوم لسان ينطق ولا يطبق وأصبح الصديق الصادق الصدوق عملة نادرة قل أن تتواجد , لو رضع الإنسان حليب الوفاء لنامت الصداقة قريرة العين 

•       في قرار كل إنسان أشياء لا يستطيع أن يقولها أو يعبر عنها إنما يسترجعها بينه وبين نفسه في لحظات الإنفراد في النفس أو ما يسمى بالوحدة ... ما هي الأشياء التي تراجعها مع نفسك ؟ 

أولا وبكل تأكيد .. أما الأشياء التي أراجعها فهي كثيرة لم تحصى إنني أراجع مع نفسي كل كلمة قلتها وكل خطوة خطوتها وكل عمل عملته وكل صديق صادقته وكل امرأة أحببتها وعشقتها وكل  عدو كشفته وكل مقال كتبته والقائمة قد تطول .......... يا سيدتي ابتهال 

•       لماذا تكتب ؟

اكتب لكي افرغ شحنات لاهبة في صدري وفكري وفي صدري صرخة لم ينطقها فمي وسينطقها حينما يحين وقتها ,  ويجب علينا أن نكتب من اجل  أن نضخ أمواج النفع العام والحصاد المثمر المستديم في مبعد عن المصالح الضعيفة الضيقة والأنانيات المقيتة فماجد ألكعبي وجميع الكتاب من كلا الجنسين  مسئولون عن شرف الكلمة .. والتي بها نسير في دروب الحرية الحقيقية التي تنم عن ضمائر حية مشبعة بالنوايا الوطنية  المخلصة والصدق الناطق .

  وإن اليد الواحدة لا تصفق                وإحدى اليدين تغسل الأخرى 

•   العالم الذي نعيشه هو عالم جنس أم مثاليات أم ماديات ؟

عالم ماديات ومتعطش للجنس ولا يخلو من ومضات مثالية فالإنسان وعاء تختلط به أشكال وشكليات 

•       كيف نوفق بين نظرية الذين يكتبون ما يتعارض مع سلوكهم وما يقال أن الكتابة تكون أكثر إبداعاً أذا كان يعبر عن الواقع وكان أكثر التصاقا بنفسية وإحساس الكاتب ؟

الإناء ينضح بما فيه وكل يغني على ليلاه .

•       ماسر حزن ماجد الكعبي  ؟

عندما تتكدس الهموم , وتتلبد الغيوم , عندما تترادف الأوجاع الآتية من كل الأصقاع , وعندما تنثار السحب , وتتكاثف الحجب , عندما لا أجد غير شهقة اليأس , عندما لا اقبض سوى أضمامة ريح , عندما أتوسد وسادة القلق والأرق , عندما أنوء تحت تلال المنغصات والعذابات , ابعد هذا وذاك تسأليني ماسر حزن ماجد , إن حزني يتأتى من نومي على فوهة بركان ,  وتوسدي على ذراع الأحزان , إن حزني يهب ويكسر كل نوافذي , ويطوي كل ستائري , ويفلش كل أسواري , فيتركني ريشة في مهب الريح , إن ملحمة حزني أبجدية ,  بلا حروف , وحروف بلا فواصل , وفواصل منفصلة عن ذاتي وفجيعتي ,  التي تتوالد وتتناسل كتوالد الأرانب , وكتناسل الفئران , فعن أي مكان ابحث كي اهدأ واستكين , وأي دواء وأي عقاقير تقشع ولو قشة من أحزاني ,  المتكومة المتراكمة على كاهلي  , الذي أضحى حفنة رماد ,  تذروها الرياح فمتى ارتاح !!؟؟ , فيا من تقرا أساطير الحزن على جغرافية كياني , يا من تقرا ملاحم الآلام على كل ذرة من وجداني , أنا مسكون بالحزن , ومسيج بالآهات , ومحاط بالوعات , ويجثم على صدري جبل من الكبريت المشتعل , وفي صدري صرخة البؤساء , الذين أناخ عليهم القدر والدهر بكلكله الثقيل , بيد أن حزني ليس حزن البؤساء ,  المتمسكنين العائمين على سطح الغربة في ديار الغرباء , إن حزني عبقري ,  إن حزني مارد ثوري ,  إن حزني عاصفة من لهب , وتيار من إعصار , وطوفان هائج ,  إن حزني معول يفلش أهرامات اليأس والقنوط, فالحزن قد أعطاني سيفا وسنبلة , ولا أظل تائها وسادرا  في صحارى العدم والنسيان , فمنه ولدنا واليه نعود , فكيف لا يحزن كل منا ,  إن كانت له عقلية بلا حدود , فيا سيدتي أنا حزين لحزنك الغير مرئي , فحزنك لن يكن مظهريا , انما مكنونا , لايعي أسراره الا قلب الذي أتقن واستوعب أسرارك المدفونة تحت الضلوع , وان حزني قد حكم علي بالزعل المؤبد من كل شيء ,  وعن كل شيء  , لان الوجود كله في النهاية لا شيء  , إلا الحب والجمال الذي عبدنا الله من اجله .. وقال الكعبي :  

هناك في غبش الفضاء الراكد حول رقبتي .

يتساءل الغريب عن عناء آخر , عناء البيوت الافلة والرؤوس المدفونة في الرمال , انه سكون الأحياء في ظل معاقل الصراخ , نحن نمتحن انفسنا في رواج العطر وغيرنا تفوح منه رائحة الأوراق الملونة المبتلة بدموع العاجزين ..

إيه  أيا صبحنا القادم من سرائر الغبش الموصود بالرحمة ,

احمل معك تلاوة الإفطار ريثما نلملم أنفاسنا اللاهثة بهموم الويل اللافح ,

 إنكم تديرون عربات الليل كي تلعبون بعقول اللوم .. 

 ايا غبش الفضاء الراكد حول رقبتي .. 

  يضحك الغريب ببلاهته المعهودة .. 

 ويدير بصره نحو الرؤوس المحشوة بانين الحساب .. 

 انه يفقدهم متعة الليل فينامون بعقول ذاهبة نحو الخزائن ونحن ننام برؤوس خالية من كل شيء إلا الألم .. 

**** 

 يلوح لي عن قرب 

وألوذ بصمت القبور 

ويمسك بصرخة كادت 

تتطابق مع سري 

انه ليل العيون 

الملتوية حول مواقد الجمر 

في شتاء المساءات 

المتعرجة 

****    

في أوان الصبر نكون قد أدمنا لعبة الموت .. 

طابور من أجساد لوحتها شمس الخراب تتململ أمام بوابات التسكع .. 

فاستمر بنوبات السؤال .. هل السماء بعيدة إلى هذا الحد ؟ 

 

ابتهال بليبل

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حاورته الاعلامية :ابتهال بليبل

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/31



كتابة تعليق لموضوع : لقاء مع الإعلامي والكاتب ماجد ألكعبي : ما زلنا نرتوي من التراث العربي ونحن ظامئون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net