صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

النظام المنسجم والنظام المتعارض
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يمكن تعريف النظام بمجموعة من العناصر المترابطة والمتفاعلة مع بعض من اجل تحقيق هدف معين . ويجب إن تكون هذه العناصر منسجمة فلو حصل تضارب في الأهداف بين العناصر لاضطرب النظام.. فألاهم في أي نظام إن يسعى الكل لتحقيق هدف النظام العام حتى لو لم يتم تعظيم ألاهداف الخاصة للعناصر المكونة للنظام .

هذه فكرة عامة عن النظام فلو طبقنا هذا الامر على حكومتنا والحكومة والتي هي نوع من النظام , وعناصر النظام هم المشتركين فيها ..و هدف الحكومة هي تحقيق الأمان وتوفير الخدمات وأعمار البلاد.... هذا الهدف العام .

ولكي تتحقق هذه الأهداف يجب إن تنسجم الإرادات بين المشتركين في الحكومة ... لكن المشكلة سببها تصارعهم ومحاولة تحقيق مكاسب على حساب النظام الكلي .. ومكونات النظام  الاساسية هي (العراقية – الكردستاني- التيار الصدري – التحالف الوطني ) وحصل لنا نظام واسع بسبب تعدد مكوناته ......... والحقيقة كلما صغر النظام كانت السيطرة عليه أفضل.

هذه هي مكونات النظام الحكومي الأساسية للازمة التي تعصف بالنظام .

فهذه العناصر لم تنسجم ..... وبحسب التسلسل التاريخي بعد قضية الهارب طارق الهاشمي ومجلس السياسات ومطالب علاوي به ,وضع العراقية اصبح عنصر معارض داخل النظام الحكومي !! ثم بعد قضية لجوء الهاشمي لكردستان وقضية شركات النفط التي تتفق مع إقليم كردستان من دون الرجوع للمركز أصبحت الكتلة الكردستانية معارضة داخل النظام !! ... بعدها تحول التيار من عنصر داعم للحكومة إلى عنصر معارض منسجم مع المعارضة لأسباب معلنة غير منطقية!! .........كل هذا تسبب بشلل النظام وتخلفه عن تحقيق أهدافه الرئيسية الثلاثة ..بل أصبح يشعر المواطن إن القادم مخيف والسبب صراع السياسي وضعف النظام نتيجة عدم انسجام .

واعتقد لكي يتم إصلاح النظام هناك ثلاث طرق ..

 

 الحل الأول: بما إن هذه العناصر المكونة للنظام الحكومي (التحالف – الوطني – الكردستاني – العراقية – التيار الصدري ) فعليها  تحقيق الانسجام والاتفاق مع بعضها البعض لتحقيق الأهداف العامة بعيدا عن لغة المصلحة الخاصة .....فتترك صراعاتها , ومطالبها الفئوية وتسعى لإنجاح مشروع الوطن بالتكاتف مع بعض ... واجده حل طوبائي لا يتحقق بسبب طبيعة بعض العناصر التي لا ترضى أبدا بهذا حل ..

والحل الثاني : تقليص عدد عناصر النظام فيتم إبعاد العناصر المضطربة والغير منسجمة أي  تشكيل  حكومة اغلبية . وهكذا يمكن للحكومة النجاح وحتى يمكن محاسبتها على أساس لا توجد عوائق لعملها ....

الحل الثالث : إعادة تشكيل النظام عبر انتخابات جديدة يتولد منها عناصر جديدة واعادة تشكيل .. وهذا الحل صعب تحقيقه ولا يمكن المراهنة عليه بنجاحه فقد يولد نظام حكومي أيضا متصارع العناصر ...

لذا أجد الحل الأفضل هو تشكيل حكومة أغلبية وتحول معارضة  النظام من داخل النظام إلى معارضين خارج نظام  الحكومة,  لكي تسير بإعمالها بشكل منطقي,

 لكن رؤيتي للقادم هو تمسك عناصر النظام بجزيئاتها من النظام بسبب ما تحققه من مكاسب على حساب نجاح النظام !! فألاهم عندها هو استمرار وجودها داخل النظام !! لذا فالصراع يسير إلى نهاية العمر الافتراضي للنظام .... لكن يجب إن نأخذ عبرة للمستقبل ولا نعود لهكذا نظام لا يمكن إن ينجح بما يمثله من عناصر متصارعة متعارضة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/18



كتابة تعليق لموضوع : النظام المنسجم والنظام المتعارض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net