صفحة الكاتب : د . حامد العطية

لهذه الأسباب لا تأبه أمريكا لغضب العرب والمسلمين
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      نأت حكومة أمريكا بنفسها عن الفلم السينمائي المسيء لرسول المسلمين، وتذرعت بحرية الرأي، ولاتكترث أمريكا أصلاً لسب الرسول، بل لا تزعجها افتراءات شركات الافلام ودور النشر والإعلام الصهيونية على المسيح بن مريم، إذ اتهموه بالشذوذ الجنسي ومصاحبة العاهرات وغير ذلك من التهم الشنيعة، وهو في اعتقادهم ليس مجرد نبي بل ابن الله، تعالى الله عما يصفون.

    أمريكا تتظاهر بالاستياء من غضب بعض المسلمين، الذين تظاهروا أمام سفاراتها وقتلوا بعض دبلوماسيها، لأن حكومة أمريكا ومنذ اكثر من نصف قرن تقترف من الإساءات بحق الإسلام والمسلمين ما هو أشد إيلاماً وضرراً في نظرها من سب الرسول الأعظم، من دون أن يثير ذلك ردود فعل مناسبة من العرب والمسلمين.

   امريكا ربما حائرة في فهم سلوك بعض العرب الغيورين على نبيهم لكنهم لا يقيمون وزناً لمسؤوليتها عن تأسيس الكيان الصهيوني الغاصب ومشاركتها في كل جرائمه، السابقة والحاضرة والمستقبلية.

    لعل حكام أمريكا وصناع القرار فيها مندهشون من المسلمين، الذين تداعوا لنصرة نبيهم، واستهدفوا بغضبهم بعثاتها الدبلوماسية، وهم لم يحركوا ساكناً ولو للاحتجاج السلمي على تهويد حلفائها الصهاينة للقدس الشريف وتدنيسهم حرمة المسجد الأقصى، ومنعهم المسلمين من التعبد فيه.

   لو هب المسلمون أو الكثير منهم للتعبير عن سخطهم على خضوع بعض حكوماتهم لمشيئة أمريكا، وتحالفها الاستراتيجي والامني معها والسماح لها بإنشاء قواعد عسكرية على أراضيهم وتقديم التسهيلات لقواتها، وعبروا عن ذلك بالوسائل السلمية الممكنة فقط، ولفترة زمنية مناسبة لتوقعت وتفهمت أمريكا احتجاجات المسلمين على سب نبيهم الكريم.

   أمريكا تفرض الحصار والمقاطعة الاقتصادية على دول اسلامية وعربية، ويعاونها في ذلك العرب والمسلمون، لكن العرب والمسلمين لا يجرؤون على المساس بمصالحها في المنطقة أو مقاطعة شركاتها وبضائعها، ومادامت سياساتها ومصالحها مصانة من قبل العرب والمسلمين لا تكترث أمريكا لسخط متظاهرين.

   هي ليست أول مرة يعبر فيها الأمريكان عن ازدرائهم للإسلام ورموزه، ومن قبل أحرقوا القرآن الكريم مرات وانتهكوا حرمة المساجد وقتلوا المصلين العزل، ودافعوا عن المسيئين للرسول في أمريكا وغيرها، وفي كل مرة لم تتلبد اجواء العلاقات الحميمة بين امريكا ومعظم المسلمين بالغيوم بل لم تعكرها سحابة صيف، لذا لا تعير امريكا أهمية لسخط بعض المسلمين لأنها تعرف جيداً بأنهم غداً سينسون أو ينشغلون بتدبير لقمة العيش وبالتوجس خيفة من بعضهم البعض وبالحقد الطائفي والعرقي والفئوي والمناطقي بينهم.

15 أيلول 2012م    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/16



كتابة تعليق لموضوع : لهذه الأسباب لا تأبه أمريكا لغضب العرب والمسلمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net