صفحة الكاتب : نعيم ياسين

إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  لقد جاءت الاحتجاجات والفعاليات التي عمت البلدان الاسلامية لتعبر عن الغضب والادانة والاستنكار ضد الاساءات التي اطلقتها مجموعات متطرفة في الولايات المتحدة بحق نبينا الاكرم (ص) عبر فيلم (براءة المسلمين) لكي لاتمر هذه الاساءات والامة خاملة ميتة الضمير مشلولة الفعل , ان انطلاق التظاهرات الشعبية في عواصم ومدن البلاد الاسلامية تعبر ايضا عن الضمير الجماهيري الحي العامر بحب الاسلام ونبيه العظيم وتمثل جزءا من رد الامة وليس الحكام على تلك الاساءات التي دأب الغرب وبدفع من الايادي الخفية لليهود والصليبية ومن والاهم من الحكام والاشخاص المتظاهرين بالاسلام على اثارتها بين آن واخر , لكن ما يجب ان يفهم ونحذر منه ان الاحتجاجات لاينبغي ان تتحول الى عمليات قتل للرعايا الاميركيين والغربيين في البلاد الاسلامية اوتطال اعضاء البعثات الديبلوماسية لعدة اسباب اهمها ان اجهزة الاعلام والدعاية الغربية سوف تتخذ منها وسيلة لتحويل نظر الراي العام عن اسباب المشكلة وردود فعل للشعوب الاسلامية على اساءات الغرب الموجهة ضد الاسلام ومقدسات المسلمين , كما ان البعثات الديبلوماسية محكومة بمعاهدات دولية تنظم عملها وامنها في الدول المضيفة وهي معاهدات تسري على البعثات الديلوماسية العربية والاسلامية في الدول الغربية التي تتربص بها مجموعات من المتطرفين الامريكيين والاوربيين . 
     ان اهم الدروس التي يمكن اخذها من الحدث , وهي دروس تفيد مجتمعاتنا في مواجهة اخطر التحديات اليوم وهو خطر الانقسامات الطائفية والعنف والحرب الاعلامية التي تتبادلها هذه الطوائف , فالتظاهرات التي انطلقت في كل بلاد المسلمين او اغلبها ومن الجميع بغض النظر عن مذاهبهم وطوائفهم يجب ان تكون مناسبة لاجتثاث ومحاربة الفكر التكفيري وفتاوى التكفير التي شحنت الامة وعبأتها بعضها ضد البعض الاخر , فعلى الجميع مواجهة الخطر المحدق بالجميع , ولكن وبكل اسف وحزن تنقل لنا الاخبار وفي وقت يتوحد فيه المسلمون دفاعا عن نبيهم الاكرم محمد (ص) ضد اليهود والصليبيين الذي اعتادوا الاساءة الى مقامه الشريف , في هذا الوقت تاتي الاخبار لتحمل الينا وقوع هجمات السلفية الدموية والوهابية ضد مرقد السيدة زينب (ع) في دمشق , ان هذه المجاميع الظلامية بعقيدتها الوهابية والدموية اثبتت بعملها هذا انها جزء من الشبكة العالمية المعادية للاسلام والامة الاسلامية , ففي الوقت الذي تكون فيه امتنا بامس الحاجة للوحدة دفاعا عن قضاياها المقدسة ترتكب زمر الوهابية ما يزرع الفرقة والتشتت والتناحر بين جناحي الامة السنة والشيعة , وفي الوقت الذي يصدر فيه العلماء المخلصون بيانات الاستنكار والادانة ضد اساءات الصليبية واليهودية بحق الاسلام ومقدساته يصدر الناصبي المعتوه دمشقية بيانا يطلب فيه من مجاميع التكفيريين الهجوم على الاضرحة الشريفة لائمة اهل البيت (ع) في سوريا وسائر بلاد الشام . 
     ان جريمة الاساءة لنبينا الاكرم (ص) وعلى الرغم ممن يقف خلفها مباشرة من اليهود الصهاينة ومتطرفي المسيحية بصورتها الصليبية الا ان الظلاميين والمتعصبين من المسلمين ساهموا بعلم او  دون علم في عكس صورة سيئة عن رموز الاسلام , محمد (ص) والقران الكريم , فالتراث الاسلامي خصوصا موسوعات الحديث والتفاسير مشحونة بما يحط من قدر النبي الاكرم وهي احاديث مكذوبة وموضوعة وذات نفس اسرائيلي توراتي , والى جانب ذلك تخرج الفتاوى من وعاظ ومتطفلين لتبرر العنف وتحط من قدر الاخر غير المسلم , كما نقل عن فتاوى ابن تيمية : " الكفار لايملكون اموالهم ملكا شرعيا ولا يحق لهم التصرف فيما في ايديهم " " انفس غير المؤمنين واولادهم واموالهم مباحة للمسلمين " " غير المؤمن تجب عداوته وان احسن اليك واعانك " " وجوب اهانة غير المسلم واهانة مقدساته " وهذه الفتاوى وغيرها التي هي اعلان حرب على الاخرين تسند عبر احاديث موضوعة او غير مدروسة على الوجه الصحيح الى النبي (ص) والقران , وكم ستزداد محنتنا لو عرفنا ان غير المؤمن هم كل من لايتبع مذهب ابن تيميه ولايعمل بفتاواه من المسلمين , وهل يحق لنا ان ندعوا الاخر الى احترام ديننا ورموزنا ونحن نعلن عليه هذه الحرب الصريحة باسم الدين ؟ .   
     لقد تعرض النبي الاكرم (ص) ومنذ انطلاق الدعوة الاسلامية الى شتى الاساءات والافتراءات من طغاة قريش المشركين ومن الزنادقة ومن المستشرقين ومن المسلمين , فهي هجمة بدات باتهام نبي الله الاعظم بالساحر والمجنون ومرت باتهامه باللاعدالة وانتهاك حقوق الانسان , ومازالت قائمة باتهامه بالمؤسس لخط التطرف والعنف المنتشر اليوم بسبب ممارسات السلفية الدموية وفتاوى المؤسسة الوهابية . ان الوقفة الجماهيرية اليوم دفاعا عن النبي الاعظم (ص) يجب ان تؤسس لعالم اسلامي جديد خال من التكفير واستباحة دماء المسلمين واهانة رموزهم ومقدساتهم , فكما ان للسني شخوصا ورموزا مذهبية تحظى باحترامه فعلى الشيعي احترامها وعدم المساس بها , وكذلك يجب على السني احترام شخوص ورموز الشيعي وعدم المساس بها , لاننا بغير هذه الخطوة نعطي - وان لم نشعر- كل المبررات التي تحمل الغرب واليهود والصليبية الجديدة على النيل من رموزنا الاسلامية المقدسة . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/16



كتابة تعليق لموضوع : إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net