صفحة الكاتب : هشام حيدر

الحل (كالعادة) بيد المرجعية...فلماذا يتحاشاها ..(البعض)..!
هشام حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد يتذكر البعض فترة تشكيل مجلس الحكم وقانون ادارة الدولة وكتابة الدستور وتشكيل الحكومتين السابقتين .... بتفاصيلها الدقيقة ومنها الازمات المرافقة لكل تلك المراحل لاسيما ازمة تشكيل الحكومة في المرتين السابقتين والتي لم تختلف في جوهرها عن الازمة الحالية...حزب الدعوة متمسك بمرشح ويرى ترشيحه امرا لازما باختلاف التبريرات في كل مرة!
تشكل مع بدء العملية السياسية ماعرف في حينه بالبيت الشيعي حيث لم تعرف التكتلات انذاك !
كان اعضاء البيت الشيعي يناقشون الاخرين فيما يستجد ويطرح حتى اذا استعصى امر ما او استجد ماهو غريب ومريب لجأ اعضاء البيت الشيعي الى باب المرجع الاعلى الامام السيستاني دام ظله الوارف لطرح الامر عليه والاسترشاد برايه !
بل لقد كانوا يستشيرونه في امور شتى قبل طرحها ومناقشتها حتى رغم اعتراض هذا وسخرية ذاك واتهام اخرين للساسة الشيعة بالرجعية والتخلف والسعي لاقامة نظام ولاية الفقيه والارتباط بايران والى اخر سلسلة التهم الرخيصة!
لاحقا اثبتت المرجعية حكمتها وحنكتها ونجحت في قيادة دفة السفينة بالقدر الذي اتيح لها وحالت دون الانحدار الى اتون حرب اهلية اعد لها باحكام لانظير له حتى صارت المرجعية لاحقا ملاذا لكل الساسة مسلمين وغير مسلمين شيعة وسنة عربا واكرادا .....عراقيين وغير عراقيين كبعثة الامم المتحدة او ساسة من دول مختلفة يعرفون دور المرجعية وحجمها وحكمتها ومن ابرز تلك الزيارات كانت زيارة سعد الحريري ومبعوث ملك البحرين والسفير الفرنسي !
بعد ان اطمئن البعض الى انهم (عبروا)الضفة وتمكنوا من فتح رصيد شعبي ومالي على حد سواء باستغلال صلاحيات السلطة ظهر تمردهم على المرجعية لتتحول العلاقة معها الى زيارة بروتوكولية لالقاء السلام وذر الرماد في عيون البعض الذين لايصدقون (الدعايات المغرضة) التي تريد( النيل من النجاحات والانجازات المتحققة......)!
يفترض ان الائتلاف الوطني هو من كان يقود العملية السياسية ويرأس الحكومة للدورتين السابقتين ويفترض ان الائتلاف الوطني كان قد نشأ في بيت المرجعية وحظي بدعمها ورعايتها ..... لاكما ادعي انا بل كما يقول ....(دولة رئيس الوزراء) في حينه !
http://www.alsabaah.com/paper.php?so...rpage&sid=1669

ويفترض ان الائتلاف يرجع الى (بيته) في كل صغيرة وكبيرة ....او في الكبيرة على الاقل ولعلنا نذكر كيف هرع (قياديوا حزب الدعوة) الى المرجعية ولاول مرة لحماية مرشح الحزب المستعصي في حينه ....الدكتور ابراهيم الجعفري!
ولعلنا نقدر قيمة الائتلاف الوطني ودوره في حماية العملية السياسية وكتابة الدستور حتى وصفه (دولة رئيس الوزراء) بانه ....سفينة نجاة !
http://www.youtube.com/watch?v=wzfB6p2YeaY

لكن حين تبين ان الرياح لاتقود السفينة الى الوجهة التي يشتهيها الربان قرر ان يقفز من السفينة في وسط البحر المتلاطم صارخا (ساوي الى جبل يعصمني من الماء) كما قفز قائد الحزب الام من قبل مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم (المهندس السبيتي) حين وقف على امر واقع مفاده انه لن يتمكن من قيادة الحزب بديكتاتوريته وقبضته الحديدية من عمان والحزب ينزف حتى الموت داخل العراق كما قاد حسين سعيد من عمان اتحاد الكرة لاحقا الى شفا حفرة !
في حينه حاول السيد الحائري والشيخ الاصفي تصحيح مسار الحزب حين انتقل الى ايران بعد اعدام معظم قيادات وكوادر الحزب ومن ليس له علاقة بالحزب امام انظار القائد الحديدي صاحب القبضة الحديدية تجاه الحزب فقط (المهندس السبيتي) الذي وجد حين وصل ايران ان الامور لن تعود الى ماكانت عليه وان هناك من يريد وضع نظام داخلي للحزب واجراء انتخابات داخلية له فقرر ترك ايران والحزب والعودة لعمان حيث يعمل بمنصب مدير الطاقة الكهربائية هناك ! مبررا ذلك بانه (لايريد ان ياكل الا من كد يديه) ولانه (لايجيد اللغة الفارسية)!
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=124698

شط بنا القلم الى بدايات فتح فوهة المقابر الجماعية !

اعود فاقول انه ومع بدء مرحلة التحضير والاستعداد للانتخابات النيابية الاخيرة شرع ورثة الائتلاف الام والبيت الشيعي الى اعادة الحياة الى الائتلاف الوطني بصورة ابهى وازهى واكبر لكنه اصطدم باصحاب الجبل الذين باتوا يرون انهم ليسوا بحاجة الى ائتلاف لايحقق لهم امانيهم بعيدة المدى وعبثا ضاعت الجهود والمشاورات التي بدا لاحقا انها كانت تسعى لعرقلة ولادة الائتلاف ليس الا !
كان القائد الضرورة يعول على النخب المختلفة والسلطة وصلاحياتها ليصنع منها رصيدا يمهد لاقامة دولة الفرد والقائد الضرورة فظهرت للوجود تشكيلات عسكرية دونما غطاء قانوني بل لقد اخذت تظهر للوجود ملامح تشكيل مليشيات عشائرية تدعى .....مجالس الاسناد !
لانرى السيد الرئيس يفتتح المشاريع الانتاجية او الخدمية او المؤتمرات العلمية بقدر ماكان يحضر يوميا (مؤتمرا تاسيسيا)لهذه القبيلة او تلك وكان تلك القبيلة تظهر للوجود لاول مرة وحقيقة الامر هي تلبية شيوخ تلك القبيلة دعوة (السيد الرئيس)لعقد هذا المؤتمر على نفقته في فندق الرشيد مع توزيع المسدسات والمبالغ الطائلة على شيوخ القبيلة ووجهائها !
لم يتمرد ويترفع عن هذه المهازل الا نزر يسير كان في مقدمتهم امير ربيعة الذي رفض (دعوة سيادته)!
امام واحدة من تلك القبائل صرح (سيادته) بان المرجع الاعلى معجب بشخصه و(قيادته الحكيمة ) ويتمنى لقائه ويفرح به كما اعلن انه شكا للمرجع الاعلى من (البعض) الذين وصفهم لاحقا بانهم (يوزعون بطانيات) في وقت يوزع البعض الملايين والمسدسات ....اعلن (سيادته) ان المرجع الاعلى فتح له قلبه وشكا له منهم ايضا !
http://www.youtube.com/watch?v=JDbSuBMkadY

في خضم المناقشات التي وصلت حد التوسلات للتوحد واعادة بناء الائتلاف تجنب (سيادته) ان (يدخل السرور)الى قلب المرجع الاعلى بزيارة ولو (على الماشي) ان لم تكن لاستشارة سماحته حول ( لزكة الائتلاف وتوسلاتهم ) للانضمام اليهم !
لكنه قام بزيارة لاحقا كان توقيتها بعد انتهاء موعد تسجيل التحالفات الذي اعلنته المفوضية ......(مصادفة)!!
وقف هو وبعظمة لسانه واعلن (انه تبين ان رغبة المرجعية كانت في وحدة الائتلافين ولكن (للاسف) فقد فات الوقت) ...واردف قائلا (سيكون هذا بعد الانتخابات مباشرة)!!
لكنه وحزبه وبمجرد اعلان النتائج الجزئية وتلك المسرحية قرروا تشكيل حكومة اغلبية وطالبوا الاخرين ان يكونوا في المعارضة !
وبعد اتمام مابدؤوه قبل الانتخابات بمشورة طويل العمر بايدن .......يومها قلت (افتوني في رؤياي) فقالوا(اضغاث احلام)!!
http://burathanews.net/news_article_87303.html

فقلت دونكم .... فوالله ما معاوية بادهى مني !
http://burathanews.net/news_article_90585.html

وفي خضم سعيهم المعتاد لجعل البلد يدخل في ازمة سياسية معتادة منهم في كل تشكيل حكومة وبنفس السيناريو الذي لعله ينتهي هذه المرة بنسف العملية السياسية برمتها .....عادوا للائتلاف بنفس القاعدة القديمة ....نلعب لو نخربط الملعب...او لو نحكم لو نفلش !
عدة اشهر مضت على الانتخابات الهزلية والحال من سيء الى اسوأ وليس هناك في الافق من بارقة امل لاسيما بعد تمسك العراقية (بحقها الدستوري) حسب تفسيرها للدستور والذي لاتعترف بغيره وان كان تفسير المحكمة الاتحادية التي شرع قانونها وشكلت زمن زعيمهم علاوي حيث اعلنت بالامس على لسان (البطيخ) انها ستنسحب من العلمية السياسية ان لم يعترف الاخرون (بحقها) وان جمهورها ...(سيلجأ للعنف)!
وهي عادة قديمة ورثناها من بنت الحرام.....مرام واولادها!
http://www.burathanews.com/news_article_87932.html

اثناء كل هذا كان الاخرون الذين (تبادل الشكوى مع المرجع الاعلى ) منهم (سيادة الرئيس)....يتناوبون على زيارة المرجع الاعلى لاطلاعه على المستجدات والتشاور معه ......لكن (سيادته) الى على نفسه ان (يدخل السرور) على قلب المرجع الاعلى بزيارة !
لعل مايجري الان هو اشد الازمات واعقدها على الاطلاق منذ نشأ العملية السياسية عقب الغزو وكان تدخل المرجعية مطلبا اعلنه العديد من الساسة المستقلين من خارج الائتلافين حتى .....لكن لاراي لمن لايطاع !
فالمرجعية لاتعلن رايا لاتقوى على فرضه .. ولاتشير على من لايستشيرها وتعرف سلفا ....رايه وموقفه منها الامر الذي اوضحناه منذ 2006!
http://drhusham.jeeran.com/archive/2006/5/47759.html

في حين يعلم الجميع ان مفتاح الحل لكل الازمات المستعصية بيد المرجعية وهذا مااثبتته الازمات السابقة ومنها ازمتي تشكيل الحكومة السابقيتن كما اوضحنا !
بل ان الادهى ان المرجعية عرضت هذه المرة المساعدة بالنصح والتوجيه بدلا من الوضع السابق الذي كان فيه الاخرون هم من ياتي طالبا النصح !
لكن عرضها قوبل بالتجاهل من قبل (دولة الرئيس) كما تجاهل من قبل مطالب عدة للمرجعية عبر خطب الجمعة ...!
وهذا ماعرفته المرجعية عن علاقتها بالحكومة وصرحت به لبعض زوارها منذ فترة اذ لخصت تلك العلاقة بالقول (بالامس كنا نوجههم واليوم نشير عليهم وغدا ........)!
لايمكن ان تعود عقارب الساعة الى الوراء ......ولانقبل ان يضع البعض ايا كانوا قواعد للحكم وفقا لاهوائهم ومصالحهم !
والى ان نتمكن من ايجاد مفوضية انتخابات نزيهة وبعيدة عن التدخلات بحيث يمكن ان نجري انتخابات حقيقية ....والى ان تعي الاغلبية اهمية دورها وتتمكن من التشخيص بعيدا عن المغريات الرخيصة سنظل ندور في ازمات لايتمكن من ايجاد المخرج منها الا المرجعية العليا!
وفي الوقت ذاته يجب علينا ان نشخص اولئك الذين باتوا يتجنبون المرجعية في مثل هذا الظرف وهم يدعون (الود المتبادل) مع المرجعية !
ام ان السبب هو معرفة هؤلاء بنتيجة الزيارة التي قد تكون مشابهة لما حدث في 2006 ...؟؟؟
نعم هي ازمات قاسية .....لكن يجب ان لانخرج منها صفر اليدين ...على الاقل لناخذ منها الدروس والعبر ...والتشخيص الدقيق !

هشام حيدر
الناصرية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/31



كتابة تعليق لموضوع : الحل (كالعادة) بيد المرجعية...فلماذا يتحاشاها ..(البعض)..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net