صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

اربعينية الكاطع بين حضور اهل الثقافة وغياب حكومتها
لطيف عبد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في صبيحة اليوم الرابع من شهر اب الحالي اقام الاتحاد العام للأدباء الشعبيين في العراق وبالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق حفلا تأبينيا لمناسبة اربعينية الشاعر الراحل كاظم اسماعيل كاطع ،ولم يكن لهيب حرارة هذا اليوم الرمضاني معيقا لحضور احبة  الشاعر الكاطع  وزملائه ومعجبيه ،فضلا عن عائلة  الفقيد والزملاء الشعراء اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء الشعبيين و بعض المثقفين والكتاب والاعلاميين والمتابعين لحركة الشعر الشعبي الى قاعة الجواهري  بمقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في ساحة الاندلس .بدأت الاحتفالية بطلب عريفها الشاعر عداي السلطاني من جمهور الحاضرين الوقوف لقراءة سورة الفاتحة على روح فقيد الثقافة العراقية وشهداءها ،ثم اذن الى الاستاذ الشاعر جبار فرحان العكيلي رئيس الاتحاد العام للأدباء الشعبيين لإلقاء كلمته التي بقدر ما حملت في ثناياها اروع عبارات الاعتزاز بتجربة الكاطع الشعرية اضافة الى ما ضمنته من مشاعر الثناء والعرفان  لزميله الراحل ،بوصفه قامة  ثقافية وشعرية يصعب تكرارها ،فأنها جاءت منسجمة مع تطلعات البيت الثقافي العراقي ،ولاسيما  الشعراء الشعبيين بضرورة اعتماد الاتحاد خطاب متوازن بمقدوره تذكير وزارة الثقافة بأهمية الشعر الشعبي ،بوصفه من الوان الابداع الادبي العراقي المتميزة ،بغية الضغط عليها لإلغاء قرارها الخاص بإبعاد الشعر الشعبي من فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 م .بعدها ارتقى المنصة الاديب علي حسين الفواز ليرتجل كلمة رائعة مثل بها مشاركة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ،حيث ابن زميله الراحل بعبارات دقيقة تعبر عن مكانة الكاطع الادبية والشعرية ،من جملتها : ( الكاطع شاعر مبدع لا ينسى ومتفرد لا يتكرر ) ،داعيا في نهاية كلمته الطويلة الى ضرورة البدء بمشروع دراسة تجربة الراحل كاظم إسماعيل كاطع الشعرية اعتزازا بقيمتها الادبية والانسانية .ثم ما لبث ان اعلن عريف الاحتفالية الشاعر السلطاني مشاركة زملاء الراحل في استذكاره بحديث القوافي ،فكانت البداية ابيات ابوذية للشاعر الكبير عريان السيد خلف تابينا واحتراما لمن عاصره ايام المحنة الوطنية اعقبها بكلمة مقتضبة تميزت بقمة الجمال حين اوجز ابو خلدون مزاملته لأخيه الراحل بعبارة : ( تحملته وتحملني بما تخلل مسيرة حياتنا من حالات زعل ومداعبة ) .اعقبه الشاعر كريم راضي العماري بقصيدة جميلة استذكر فيها جملة مواقف في حياة الراحل الكاطع ،ثم جاء دور زميله الشاعر ناظم السماوي بقصيدة ثمنت المنجز الابداعي الذي تركه لنا كاظم اسماعيل كاطع .ومن محافظة واسط قدم الشاعر قاسم عبد الله الواسطي ليشارك في تابين الراحل الكبير بقصيدة تقطر قوافيها دمعا ،وتوالت صولات الشعراء الشعبيين في اربعينية زميلهم ،فاعتلى المنصة الشاعر محمد المحاويلي لمشاركة احبة وزملاء الفقيد بقصيدة تحمل كثير من عطر شاعرية الشاعر الكاطع ،اعقبه احد معاصري الكاطع وابن مدينته المجاهدة الشاعر فالح حسون الراجي القادم للتو من الولايات المتحدة الامريكية ليحدثنا عن بعض ذكرياته التي عاشها مع زميله ابو وسام .وكم كان جميلا ان يبدا الشاعر بشير العبودي مشاركته بابوذية عن الراحل والموت قبل القاء قصيدته بهذه المناسبة الاليمة  ،ليترك بعدها المنصة الى الشاعر باقر جعفر العلاق الذي يبدو انه كان على علاقة وثيقة بالشاعر الراحل مثلما اشار الى ذلك الشاعر محمد المحاويلي في ثنايا قصيدته التي اشرنا اليها فيما تقدم ،فكان العلاق وفيا لزميله بما خطته انامله .بعدها نودي على الشاعر صادق العكيلي ليشارك اخوته الشعراء الشعبيين بقصيدة عبرت عن احترامه لمكانة الشاعر الفقيد .ومسك الختام كان قصيدة للشاعر فاضل عسكر من محافظة ديالى الذي اوضح للجمهور من ثنايا قصيدته انه كان قريبا من الفقيد في ايامه الاخيرة  .ولعل من المناسب الاشارة هنا الى حضور الاستاذ فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الحفل التأبيني الى نهاية اخر فعالياته ..وبعد انتهاء الاحتفالية استطلعت اراء بعض الاخوة الذين حضروها ،فكان محدثي الاول الاستاذ الناقد فاضل ثامر الذي اكد اهمية المنجز الابداعي للشاعر كاظم اسماعيل كاطع الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ الشعر الشعبي العراقي وفي تاريخ الثقافة العراقية .وحول غياب ممثل وزارة الثقافة عن هذه الاحتفالية التابينية توجهت بالسؤال الى الاستاذ الشاعر رياض الركابي الامين الثقافي لاتحاد الشعراء الشعبيين العرب نائب رئيس الاتحاد العام للأدباء الشعبيين في العراق ،فأجابني بحسرة لا تخفي المه وجهنا الدعوة الى المسؤولين في وزارة الثقافة قبل فترة مناسبة من موعد الاحتفالية ،غير ان احدا لم يحضر للأسف . اما المطرب وحيد علي الذي حضر الاحتفالية مبكرا ،فقد ذكر لي ان الثقافة العراقية فقدت برحيل الشاعر كاظم اسماعيل كاطع جبلا اشما لا يمكن تعويضه بسهولة . الاستاذ زهير العكيلي رئيس المنتدى الثقافي في مدينة الحسينية التي قضى فيها الشاعر الراحل اخر ايامه حدثني عن التجربة الانسانية للشاعر الكاطع التي عكسها بقصائده التي الهمت مشاعر الفقراء والمعوزين والطامحين الى غد جديد في وطن يتنامى جمال فسيفسائه .اخر المتحدثين كان وسام نجل الراحل  الذي حملني شكر وامتنان عائلة الفقيد الى السادة رئيس واعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء الشعبيين في العراق والى السادة رئيس واعضاء الاتحاد للأدباء والكتاب في العراق على هذه المبادرة الجميلة التي تعبر عن وفاءهم ونبل مشاعرهم وكرم اخلاقهم ،اضافة الى شكر وامتنان عائلته لجميع الشعراء والكتاب والمثقفين الذين شاركوا بفعاليات في هذه الاحتفالية او تجشموا عناء الحضور في هذه الظروف الصعبة .
 
ان الشيء الملفت للانتباه هو حضور الثقافة في احتفالية تابين الراحل الكاطع ممثلة بالشعراء والادباء والكتاب والفنانين والاعلاميين والصحفيين وعدد كبير من القنوات الفضائية وبعض العاملين في تحرير المواقع الالكترونية على الشبكة الدولية اضافة الى المتابعين لفعاليات الشعر الشعبي وبخاصة جمهور واحبة الكاطع  في غياب لممثل عن وزارة الثقافة .ومن اجل عدم الاطالة اضع امامكم احبتي الافاضل شذرات من مسيرة الشاعر الراحل كاظم اسماعيل كاطع لكي نتعرف سوية على القيمة الانسانية والابداعية لمسيرته :( عضو نقابة الصحفيين العراقيين ،عضو نقابة الفنانين العراقيين ، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب  العراق ، عضو جمعية المؤلفين والموسيقيين باربيسن ،اضافة الى  ترأسه جمعية الشعراء الشعبيين لعدد من الدورات . حائز على شهادة البكالوريوس في الادب الانجليزي من الجامعة المستنصرية عام 1974 ،ثم شهادة الماجستير بالأدب الانجليزي من الهند ، حضر كثير من المهرجانات المحلية والعربية والدولية ،فضلا عن حصوله على كثير من الاوسمة والشهادات التقديرية والتكريم ) .لا اود التعليق في هذا المقال والامر متروك للجمهور التواق لموقف من حكومة ثقافتنا التي خذلت الوسط الثقافي بغيابها عن الاحتفالية 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/03



كتابة تعليق لموضوع : اربعينية الكاطع بين حضور اهل الثقافة وغياب حكومتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net