صفحة الكاتب : منى محمد زيارة

بعد سريان منعه في اوربا ... دولنا العربية تمنع الحجاب
منى محمد زيارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قرأت قبل عدة ايام خبر مفاده ان ( طائفة الحريديم) اليهودية اصدرت فتوى دخلت حيز التنفيذ في مناطق معينة في اسرائيل ، الفتوى تضمنت وضع صورة كاملة لما يجب ان ترتديه المرأة اليهودية ،فلباسها لابد ان يغطيها من رأسها حتى اسفل قدميها وهو يشبه  الى حد كبير ( النقاب ) لدينا ، وهذه الطائفة اجبرت المحال التجارية على منع بيع الملابس الضيقة غير المحتشمة وبدأت هذه المحال بالفعل تطبيقه دون نقاش او جدال  هذا الامر لم يثر حفيظة الدول الاوربية مثلما اثارها انتشار الحجاب والنقاب بين اوساطها ،واخذت تقر القوانين وتــُشرّعها وتــُسرع في تطبيقها ، بحجة ان الحجاب يعيق حرية المرأة ويمنعها من التمتع بأنسانيتها ، في الوقت الذي لم يحرك مشرّعي هذه الدول ساكناً للفتوى الاجبارية التي افتى بها مقتو طائفة (الحريديم ) .
هذا المدخل يجر ني للحديث ايضاَ  عما يجري في دولنا العربية والتي تأثرت الى حد بعيد بالاضطهاد الذي تتعرض له المرأة المسلمة في الغرب ، فقد منعت كل من تونس ومصر الفتيات من ارتداء الحجاب والنقاب بعضها منعه في المؤسسات الحكومية والبعض الاخر في الجامعات والمطاعم ، قد نعطي للدول الاوربية ذات الديانة المسيحية او اليهودية بعض الحق ( وان كنا لانتفق معها في قمع الحريات الدينية )  فهذه الدول لها خوف مبرر من وصول وتأثير المد الاسلامي لمفاصل ومر افق حياة مواطنيها ، ولكن ماهو التبرير الذي دفع دولنا العربية المسلمة لتقليدها ،هل هو العولمة ،ام استرضاء اوربا ، ام الخوف من وصول نسبة المحجبات لاعلى مستوياتها خصوصاً مع تزايد الفضائيات الدينية ، ام تصوروا ان القضاء على النقاب والحجاب سيجعل دولهم في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وبهذا يقضون على الفقر المدقع الذي يعاني منه سكانهم ، بمنظورنا نحن نعتقد ان التطور ليس له علاقة بما يرتديه الانسان بل بطريقة تفكيره وحبه لوطنه واحترام 
الحكام لحرية العقيدة والرأي.فشتان مابين الامرين عندما يفتي يهودي بلباس معين على افراد طائفته يتم ذلك دون اعتراض او استنكار من دول عالمية ،لكن عندما يوجب ديننا الاسلامي لبس الحجاب حفاظاً على المرأة ورفع قيمتها المعنوية والمادية في المجتمع ، نرى من يحسبون على الاسلام يتسارعون للحيلولة دون تطبيقه رغم ان هذا ليس شيئأً جديدا لانه وجد مع نزول الدين الاسلامي ، ولم يكن موضوع منعه يطرأ على احد ،لكنه اتسع مع اتساع الرغبة الانسانية للدخول فيه ،لانه دين مبني على قيم ومبادئ وشرائع تقدس الروح الانسانية وتعطي للانسان الحق في التعبير والرأي بعيد عن التسلط والاستبداد ،اضافة الى المكانة الكبيرة التي اعطاها للمرأة ،الام ،الاخت ،الزوجة ،بأعتبارها جزء مكمل للحياة واساس 
ديمومة المجتمع .
كل الذي ذكرناه يجعلنا نشــُدّ على الحملة التي اطلقتها النائبة مها الدوري لمساندة المرأة المسملة في الغرب ،لانها استشعرت الخطر المُحدق الذي يحيط بالمسلمين  رجالاً ونساء معاً ،فهذه الحملة جاءت لتوقظ حكامنا العرب من سباتهم ،لتجعلهم يدركوا الخطر القادم الينا ، والذي بالفعل وصل ألينا ، فرغم الهجمات التي شنت ضد مها الدوري لكن هذا لم يمنعها من المواصلة والتحدي ،فحرية العقيدة والفكر لديها يجب ان تكون من اولويات الدول التي تريد لمجتمعها النهوض  ،عندما قابلتها وتناقشنا حول هذا الموضوع قالت لي ،كلما ازدادت الهجمات ضدي فهذا يعني ان حملتي بدأت تؤثر في المجتمع ، علينا كمثقفين لنا تأثير كبير على اي مجتمع نكون فيه ان نقف معها وندعمها  لمواجهة قضية لايستهان بها ،البعض قد يقول لقد تركتم مايمر به بلدنا من مشاكل ومعوقات على كافة الاصعدة  وتدعون  انتم  الى مساندة المرأة السلمة في الغرب ، اقول لهم ان حل مشاكلنا هذه كلها بالحفاظ على ديننا ومعتقدنا ، فديننا يتضمن الحلول الكاملة لكل المشاكل التي تعيق تطورنا وتقدمنا .
لدينا في الوطن العربي والاسلامي الكثير من المنظمات الحكومية والمدنية التي لم تحرك ساكناً لما تواجهه نسائنا في الغرب  ،فالحريّ بها ان توحد جهودها ولتتخذ من حملة الدوري اساس لبداية عملها الذي قد تكون قد تناست الاساس الذي بنيت عليه هذه المنظمات كأساس لشرعيتها  فهذه المنظمات والاتحادات والجمعيات لو فتحت ابواب للحوار مع الدول الاوربية التي بدأت بالفعل تطبيق حظر الحجاب والنقاب لاستطاعت حتى لو استغرق الامر مدة طويلة ان تحفظ للاسلام مكانته هناك ،عندئذ سوف تتراجع دولنا العربية التي طبقت المنع عن قرارتها تلقائياً ، لكن هذا لايتم بين ليلة وضحاها بل يحتاج الى قوة  في الطرح وقدرة على الاقناع ،اضافة الى تسخير وسائل الاعلام من صحف وفضائيات من خلال اعداد برامج توعوية تصل الى عقول كافة شرائح المجتمع للوصول الى الهدف المنشود .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منى محمد زيارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/28



كتابة تعليق لموضوع : بعد سريان منعه في اوربا ... دولنا العربية تمنع الحجاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net