صفحة الكاتب : احمد مصطفى يعقوب

من أسباب ضعف الشيعة في الكويت
احمد مصطفى يعقوب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يسجن شاب شيعي لعشرات السنين بينما يسجن الآخر لشهور قليلة , يشيب الشيعي وهو في وظيفته التي يحفظ أسرارها كما يحفظ وجهه في المرآة بينما يأتي حديث التخرج ليعين مديرا على هذا الشيعي الذي كان في يوم من الأيام أستاذا لهذا المدير الجديد , يتم قبول مئات الطلبة في الكليات العسكرية بينما الشيعة لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة , يحق لغير الشيعي الدخول في المراكز الأمنية الحساسة بينما لا تجد ضابطا شيعيا واحدا فيها هذا ان وجدت عريفا أو رقيبا , في كل منطقة ما يقارب عشرة مساجد وفي المقابل في كل عشر مناطق مسجد شيعي واحد , يتم يوميا شتم الشيعة وتخوينهم واتهامهم بالعمالة لإيران ولا يحق للشيعي أن يرد عليهم بنفس اللهجة ويتهمهم بالعمالة لدولة أخرى ويتم توزيع نشرات تمس عقيدة الشيعة وتوزع مع الصحف بينما المطابع الشيعية والكتب الشيعية مراقبة وكأنها مصنع للخمور والعياذ بالله بينما تنام عيون الإعلام عن المطابع والمكتبات التي تشتم الشيعة وتطعن في عقيدتهم , يتم سب الشيعة يوميا في مواقع التواصل الإجتماعي والصحف والقنوات التي فتحها بعض نواب مجلس الأمة حتى صار الموضوع روتينا عاديا , كل هذا بسبب ضعف الشيعة في الكويت والذي يعود الى أسباب منها : 1- سكوت الشيعة عن حقوقهم ومن هذه الحقوق طعن بعض الكتاب في تاريخ شيعة الكويت ومحاولة طمس هذا التاريخ حتى ان إحداهن قامت بتأليف كتاب حول نزوح العوائل الى الكويت ولم تذكر عائلة شيعية واحدة !!! فأهملت عائلة معرفي وبهبهاني والقطان وبهمن وغيرها من العوائل دون حسيب أو رقيب ولو كان الكاتب شيعيا لقامت الدنيا ولم تقعد ولأتهم باتهامات معلبة جاهزة : مجوسي , صفوي , ايراني والخ من التهم وهذا المثال نقطة من بحر والأمثلة كثيرة  فمقالات بعض الكتاب تطعن ليل نهار في الشيعة بلا حسيب أو رقيب وكأن المواطن الشيعي مواطن مزدوج الجنسية أو من الدرجة الثانية 2- عدم اهتمام الشيعة بكتابة التاريخ أو حتى تعليم أبنائهم دور الشيعة في بناء الكويت وفي المعارك , فكم شابا شيعيا يعرف الميرزا علي الإحقاقي ومعركة الجهراء ودور الشيعة في هذه المعركة ؟  3- الإعتماد الكلي على الحكومة وانتظار ما يصدر من الحكومة دون تحرك وهذا خطأ كبير في المقاييس السياسية فالتحرك الشعبي يحقق ضغطا على الحكومات مما يجعلها ترضخ لمطالب الشعوب وتجمع الله يحفظج يا كويت خير دليل على ذلك فلولا هذا التحرك لما سارعت الحكومة بالقبض على من تجرأ على الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف , ثم ما الذي حققه الشيعة من الوقوف الأعمى مع حكومة الشيخ ناصر المحمد ؟ هل انصفهم في الوظائف والكليات العسكرية وحرية الكتابة والطباعة والنشر أسوة بغيرهم ؟ كما أن القوى الأخرى تمارس ضغوطات كثيرة على الحكومة وتهدد بالنزول الى الشارع فتسارع الحكومة الى الجلوس مع القوى السياسية على طاولة واحدة لتطالب هذه القوى المشاركة بعدد من الحقائب الوزارية وتساوم الحكومة على بعض الأمور مثل تثمين بعض المناطق أو الحصول على مراكز لأبنائهم , فلماذا لا يستخدم الشيعة نفس الأدوات التي تستخدمها هذه القوى للحصول على حقوقهم التي كفلها لهم الدستور على أقل تقدير ؟ 4- انحسار دور رجال الدين الشيعة واقتصارهم على الأمور الدينية الفقهية وعدم خوضهم في القضايا المهمة المطروحة على الساحة وعدم تصديهم لما يمس عقائد الشيعة الا ببيانات مكتوب عليها أسماء بعض المعممين وتنشر في صحيفة واحدة أو أكثر فقط لا غير بينما نجد أن لرجال الدين في القوى الأخرى دورا ملحوظا في توجيه الشارع بينما تجد رجل الدين الشيعي اما غير مهتم بالأمور السياسية أو يخدم تيارا معينا يدور في فلكه ولا يتعداه اذا ما مست مصالحه 5- عدم محاسبة النواب الشيعة على أدائهم على الرغم من تخاذلهم في كثير من القضايا التي تعرض لها الشيعة في الكويت , فالنائب الشيعي صار عند البعض مقدسا معصوما لا يحق لنا محاسبته ولا حتى مجرد التفكير في تغييره بينما نجد القوى الاخرى تحاسب نوابها وتعاتبهم بل وتجعلهم يحلفون على القرآن كما حصل مع أحدهم , ومن الطريف أن الشيعي قد يشتكي فيقول ان النائب الفلاني لم يساندني في مشكلتي ثم يسارع في الإنتخابات القادمة بالتصويت لنفس النائب !!! 6- عدم التنسيق فيما بين الأعضاء الشيعة بخلاف القوى الأخرى التي تعمل بتكتلات ومجموعات ذات أولويات ومصالح لها أهمية عندهم وهذا ما جعل الأداء ضعيفا 7- غلبة المصالح الشخصية عند الأعضاء والوزراء فالوزير القبلي عند استلام وزارته يقوم بتعيين أفراد قبيلته في الوزارة بشكل ملحوظ والأرقام تشهد بذلك حتى صار هذا الأمر أمرا طبيعيا جدا في الكويت لكن الوزير الشيعي لا يعين شيعيا واحدا حتى وان كان مستحقا لهذا التعيين بل قد يظلم بعض الشيعة في ترقياتهم ليبعد عنه شبهة أنه طائفي أو عنصري وكذلك النائب الشيعي الذي يستغل الطائفة للوصول الى منصبه حتى اذا وصل ادعى الوطنية والنزاهة وأنه لا يقوم بأي واسطة وان كان صاحبها مستحقا أو مظلوما حتى أن المواطن الشيعي صار يستنجد بالنواب من أبناء القبائل حفاظا على ماء وجهه من صد النائب الشيعي !!! ولعلمه أن النائب القبلي (يدش بخشم ) الوزير أو المسؤول بينما النائب الشيعي لا يتدخل في الأمور التي تعكر (البرستيج) الخاص بسماحته , وهذا الأمر جعل شباب الشيعة يخافون من الدفاع عن أنفسهم لأن المواطن القبلي يعلم علما يقينيا أن (ظهره مسنود) وأن النائب القبلي مستعد للتضحية من أجل تخليصه من أي ورطة أو مشكلة بينما المواطن الشيعي يعلم علما يقينيا أن النائب الشيعي أول من يتخلى عنه هذا إذا ما طعن في ظهره وصار فرعونا بعد أن كان محتاجه ليكون عونا وهذا جعل شخصية كثير من أبناء الطائفة مهزوزة وصار بعضهم يفكر في الهجرة أو الحصول على الجنسية الأمريكية أو البريطانية أو الكندية ليحتمي بها عند تعرضه للخطر في المستقبل أو يفكر كما يفكر الوافد في تحصيل لقمة عيشه فقط لا غير 8- عدم وضع حلول لهذه المشكلات التي يعاني منها الشيعة سواء في ديوانياتهم أو مجالسهم فالشيعي أشطر وأمهر مواطن في وصف سوء الأوضاع وكأنه فنان يتفنن في رسم لوحته لكنه لا يضع حلا ولا يتحرك بل دائما ما ينتظر معجزة الهية أو تحركا حكوميا أو تحركا نيابيا . والأسباب كثيرة جدا والحلول كثيرة الا أن ها هنا قد انكسر القلم وجف المداد حفظ الله الكويت وشعبها من كل سوء ومكروه بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , ونسألكم الدعاء
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
مواطن كويتي شيعي
الكويت في 30 أغسطس 2012
@bomariam111 تويتر
مدونة تنوير الكويت
http://tanwerq8.blogspot.com/
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد مصطفى يعقوب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/30



كتابة تعليق لموضوع : من أسباب ضعف الشيعة في الكويت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net