صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

حضيرة ساركوزي...صفاء ابراهيم
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عزيزي مدير الموقع ..

 لقد تم إرسال هذه الرسالة من قبل  : صفاء ابراهيم ..

 حضيرة ساركوزي
صفاء ابراهيم
ahleen65@yahoo.com
2010 / 7 / 30
لا يشك اثنان في ان تركيا تتمتع بكل الصفات التي تجعلها تستحق عضويتها في الاتحاد الاوربي , وهي قد بذلت وتبذل كل ما تستطيع من اجل الايفاء بالمعايير الاوربيه على مافي هذه المعايير من مطاطية وانتقائيه تركيا دولة علمانية بتطرف ان صح التعبير وهي تضع علمانيتها فوق كل الاعتبارات وتعتبرها خطا احمر لايجوز المساس به يساعدها في ذلك جيشها الذي اقسم قادته يمين الولاء لعلمانية تركيا ومحكمتها الدستورية ذات النفوذ القوي الذي وصل الى درجة ان يطلب رئيس الادعاء العام حظر نشاط الحزب الحاكم ومنع رئيسه الذي هو رئيس الوزراء من العمل السياسي لاعتقاده ان بعض تصرفات الحكومة تعرض علمانية تركيا للخطر
تركيا حسنت كثيرا من سجلها في مجال حقوق الانسان , الغت عقوبة الاعدام ولم تنفذ الحكم الصادر باعدام اوجلان ألد اعدائها , اعطت الاكراد بعض حقوقهم القومية التي لم يستطيعوا ان يحققوا ايا منها بالكفاح المسلح ,اصبح من حق الاكراد ان يكتبوا ويؤلفوا ويشاهدوا التلفاز بلغتهم بعد ان كان ذلك حلما بعيد المنال , الاقتصاد التركي تعافى من جراحه , التضخم في اوطأ مستوياته , وهو اقتصاد منفتح ويعمل وفق مبدأ اقتصاد السوق , وحرية انتقال رؤوس الاموال والسلع والخدمات من تركيا واليها لايقيدها قيد, علاقات تركيا مع اليونان لم تعد تتسم بالتوتر كما كانت منذ الغزو التركي لجزيرة قبرص عام 1974 , وبعد كل ذلك واذا ما كان لقواعد الجغرافيا ان تؤخذ بالاعتبارفان أجزاءا من تركيا تقع ضمن القارة الاوربية كل هذه الامور تضع نفسها بالاعتبار عندما نناقش احقية تركيا في عضوية الاتحاد الاوربي , لكن لماذا ما زالت تركيا تناضل دون جدوى للالتحاق بالركب الاوربي ؟ ولماذا ضمت الحضيرة الاوربية كل دول شرق اوربا المتعبة بالارث الدكتاتوري ودول البلطيق السوفيتية السابقه ولم تتسع لتركيا بكل قوتها الاقتصادية ومكانتها الشرق اوسطيه وكونها جسرا يربط اسيا باوربا والشرق بالغرب واوربا بالعرب؟
اذا كان لنا ان نأخذ الحكمة من فم ساركوزي فقد قالها الرجل صراحة : تركيا الاسلامية غير مرحب بها في الاتحاد الاوربي
اذن اقفل ساركوزي باب الحضيرة ووضع المفتاح في جيبه , ولكن لماذا ؟ واين تركيا من الاسلام ؟ وهل المقصود اسلامية الدولة ام الشعب ؟
الدولة علمانية كما يقول دستورها وكما تقول سياساتها المعلنة وغير المعلنة واما الشعب التركي فما يضير ساركوزي ان يكون مسلما ام لا يكون؟ وماذا يضير الاتحاد الاوربي ان يكون اغلب الاتراك يدينون بالاسلام؟ المسألة اكبر من هذا , انه صراع الحضارات
لا يستطيع ساركوزي ان ينسى ان العثمانيين ظلوا الخطر الاوحد الذي يهدد اوربا لقرون , لا يستطيع ان يغفر لهم انهم احتلوا وسط اوربا وجنوبها والبلقان وحوض الادرياتيكي وحولوا شعوب هذه المناطق الى رعايا لدولتهم المترامية الاطراف لعشرات السنين , لا يستطيع ان يتجاهل فكرة انهم احتلوا عاصمة الدولة الرومانية المقدسة وجعلوها عاصمة للخلافة العثمانية وغيروا اسمها من القسطنطينية او بيزنطا الى الاستانه او اسطنبول الحالية , لا يستطيع ساركوزي ان ينسى ان الخطر التركي بقي فعالا الى نهاية الحرب العالمية الاولى وزوال الخلافة على يد اتاتورك
انا مع السيد ساركوزي في ان الاثر الذي تركه الاتراك في اوربا لم يكن لطيفا على الاطلاق , وكان في اغلب صفحاته دمويا ومدمرا وربما كانت مذابح الارمن من ابشع صفحاته التي لا تنسى لكن ما علاقة هذا بذاك ؟
لم تعد هنالك خلافة يخشى جانبها ولم يبق من ورثة السلطان عبد الحميد احد ليطالب بعرشه , تركيا الحالية لم تأخذ من تركيا العثمانية غير الاسم التاريخي القديم , تركيا الان دولة علمانية وتلعب دورا مهما ومحوريا في العلاقات الدولية وفي قضايا الشرق الاوسط على وجه الخصوص , تركيا اليوم جزء من الجسد الاوربي وان لم تكن جزءا من اتحادها , لا غنى للاتحاد الاوربي عن تركيا , ولا احد بأمكانه ان يملأ مكانها فيه وعصر السلاطين ولى والى الابد
وهذا ما يجب ان يتفهمه السيد ساركوزي واعضاء حضيرته المحترمون


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/30



كتابة تعليق لموضوع : حضيرة ساركوزي...صفاء ابراهيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net