صفحة الكاتب : صالح العجمي

ملامح ترحيل المنشق والمخلوع والشيخ في اليمن
صالح العجمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  في الوقت الذي يقبع البعض تحت الحيرة  والقلق على مستقبل اليمن وما تخبأه الأيام القادمة  من مفاجأت  لا يستطيع الكثيرون رسم ملامحها , يراجع شباب الثورة  المتسلح بالوعي والثقافة  تاريخ  ماقبل الثورة  وما انتجت من  انقسامات  في الساحة اليمنية  والذي استطاعت فيه إرادة الشعب أن تفكك   نظام يقوده  طاقم  تربطهم علاقات  أسرية وقبلية وأخرى  علاقة مصالح  تشكل هيكل تلك الدولة  ذات الثلاثة عقود  بشكل أساسي  عليها  حتى أنه لا يكاد يرى هناك دائرة حكومية  لا توجد فيها تلك الروابط  والوشائج  التي عاني الشعب  جرأها  وكانت سياسة  عجزت الأحزاب  التقليدية المعارضة ان تؤدي دورها في ظل تلك السياسة العسكرية القبلية المغلفة بشرعية دينية  بالإضافة  إلى تكهنات  النضال والكفاح والحق التاريخي في  استمرار تلك الفئات في الحكم  بل أن تلك الأحزاب في  حقيقتها  كانت مسرح بروفات لأبناء القيادات والمشائخ وغطاء  ديمقراطي  لنظام شمولي  لايؤمن بالتعددية السياسية .
 
          ولا يمكن أن نقارن  نظام الحكم في اليمن بالأنظمة العربية الأخرى  فالظلم عم البلدان العربية لكن  الظلم في اليمن وصل إلى  رغيف الخبز وملبس الطفل وجرعة الدواء  ووصل الجشع بالفئة الحاكمة  إلى  نسيان  الشعب  لدرجة  انهم ينظرون  إلى المواطن في الشارع   حيوان  ,  ورضع ابناءهم  هذه المفاهيم منذو نعومة اظافرهم بأن هذا الشعب مجرد عمال  وكادحين  لا يحق لهم  في يوم  أن يحصلوا على بعض الفتات من فضلات تلك الفئة المتخمة  بالمال العام  والتي شكلت حولها سياج  أمني  من المرافقين  واتخذوا من هذه المظاهر المسلحة  وسيلة ترهيب  للمواطن بشكل يومي على مدى ثلاثة عقود متوالية  كل هذه الممارسات  القذرة   والمنافسات  في الإستيلاء على أراضي المواطنين  بالقوة  وتسخير السلطة  والنفوذ في تكميم افواه الناس  عن الدفاع عن انفسهم وحقوقهم  كانت  تنمي احتقان  وامتعاض  وترتب الوضع النفسي والإقتصادي والاجتماعي للقيام بثورة  لا يمكن أن  تنتهي إلا برحيل تلك الفئة  وتدميرها كما دمرت الشعب .
 
      ولوجلست مع  احد المواطنين في اي مكان في هذا الوطن وتحدثت معه عن  الأموال التي لاتزال  تحت قبضة  المشائخ  والقيادات العسكرية  لترى أن الوضع وصل بهم  لحد الإنتقام وليس التغيير فالشعب لا يطمع في أكثر من تشريدهم ومصادرة كل ما في  أيدهم من أموال الشعب  وهذا الحد الأدنى عند الأقلية  والغالبية  في ما يفوق  90% ينتظرون لحظة انفجار الوضع للدخول الى القصور  التي بنيت من أموال الشعب  في الوقت الذي كان الشعب يفتقد قوته الضروري  في حين أن تلك الفئة منشغلة بالكماليات والسفريات والترف مستمدين  ثقافة الاستهلاك من الدول الغنية التي تبناها وانخدع بها  رموز النظام السابق  اجمالا متجاهلين ثقافة الانتاج والبناء  و مسؤولياتهم في مجتمع يحتاج  التضحية والبذل والاهتمام بالانسان  وتثقيفه وتعليمه . 
 
           ولكن الشعب المكافح  تعلم من ترفهم أن يكدح الليل والنهار ويتعلم بذاته  مع قناعاته التامة أنه لا مستقبل له في  ذلك النظام وأن الوظائف محجوزة مسبقا  لاصحاب النفوذ والمقربين منهم فالأغلبية تعلم  لمعركة  التغيير قبل أن يتعلم من اجل الحصول على   لقمة العيش . وجاء  الوقت واستطاعت الثورة ان تفرق شمل تلك العصابة   وتجعل من المعسكر معسكرين ومن الشيخ شيخين ومن القائد العسكري قائدين  وهرب  إلى صف الثورة  من هرب  خصوصا   تلك الجحافل التي  تبسط على معظم  الأرضي  والشركات والأموال العامة  ,و بعقيدة  الإنقلابات وانطباعهم عن ثقافة المواطن اليمني وبساطته وما خلفته سياسة التفريق بين ابناء المجتمع التي نشروها وبذلوا جهودهم لتوسيع نطاق الخلافات بين ابناء الأسرة الواحدة  وبناء على  انهم استفادوا من تاريخ اباءهم في اشعال حروب قذرة واشعال الفتن بين ابناء الوطن  مستمدين ذلك من تجربتهم السابقة  في  اجهاض الثورة  التي قامت في  62 م  على النظام الأمامي وهدفوا إلى  تقليص ثورة  الشباب   والحد من  شموليتها  والخروج بأقل الاضرار  بل أنه حدى بالبعض منهم  أنه يصرح أنه زعيم الثورة  ويتحدث وكأنه لم يكن  بالامس  ركيزة اساسية من ركائز النظام السابق  والكثير منهم يعول  على الخلافات الطائفية  في المجتمع  بين التيارات المتصارعة  لكي يستند إليها  بداعي العقيدة والولاء  الديني .
 
  فليعلمو اأن  الساحة  مشكوفة للجميع  فالبرغم من  تفكك  هذا النظام على معسكرات وحركات   إلا أن  الشيخ لا يزال   بميليشياته   واللواء بجنوده  ولاتزال الأموال في قبضتهم والأحداث الدامية التي حصلت   لم يكن للشباب  تدخل مباشر فيها  ولا علاقة للثورة  في ما جرى في الحصبة  وحده وشارع  الزبيري  وبعض المناطق التي   شهدت  مواجهات مسلحة   و شباب الثورة وهم السلاح الثقافي والسياسي للثورة  لا يمكن  ان ينخدعوا  مهما قدم لهم من تنازلات ومهما تقرب لهم  من أنشق عن النظام السابق وهرع إلى صفوفهم بدعوة حمايتهم  فلا يمكن  أن أشبه هذا المنشق إلا  كما قال  الله لفرعون  ((أألان  اسلمت )) والشعب الذي  استطاع أن يشق عصا تلك العصابة الطاغية  وصل الى المراحل الاخيرة  في تصفيتهم  واسقاطهم وترحيلهم عن الوطن  وسترى المنشقين والمشائخ في الصفوف الأولى  يغادرون اليمن  فقد ضاقت اليمن منهم ودمرو التاريخ والإنسان .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح العجمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/24



كتابة تعليق لموضوع : ملامح ترحيل المنشق والمخلوع والشيخ في اليمن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net