صفحة الكاتب : محمد كاظم الموسوي

غياب المهنية في الخطاب الأمني
محمد كاظم الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 التصريحات اللامسؤولة والاستفزازية التي أطلقها المتحدث باسم عمليات بغداد السيد ضياء الوكيل, يوم الأربعاء الماضي والموافق (15 ـ 8 ـ 2012 ) والتي تحدث فيها عن ( الإعلان عن انتهاء المعركة مع تنظيم القاعدة وأن البحث جار عما تبقى من فلولها الإرهابية وأن القوات الأمنية تجري عمليات استباقية ونوعية وفقاً لمعلومات استخبارية ضد المتبقي من فلول تنظيم القاعدة المنهار ) ما هي إلا تصريحات بعيدة كل البعد عن الحس الأمني وعن المهنية وفن المناورة الأمنية.

فقد افتقدت هذه التصريحات مصداقيتها بعد يوم واحد من صدروها, فالخروقات الأمنية والاستهداف المتعدد للمدن العراقية, والتفجيرات التي حصلت في مدن واسط وكركوك وتلعفر وبعقوبة والمقدادية ومناطق عدة من العاصمة بغداد كالزعفرانية ومدينة الصدر والتاجي والمشاهدة والحسينية, والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى, هذا غير الخسائر المادية التي تعرضت لها الأموال والمحال التجارية, دليل واضح على عدم مصداقية هذا التصريح, ودليل على فقدان الحرفية والمهنية في عملية التصريح الأمني.
فالذي نفهمه أن التصريح الأمني هو بمثابة خطاب أمني تخصصي من المؤسسة الأمنية, وليس هو خطاب ارتجالي صحفي أو حديث عابر للتباهي ولاستعراض بعض فنون الكلام.
فالتصريح الأمني فن يعتمد على آليات ومهارات خاصة, وعلى خلفية ثقافية عامة وشاملة, وقدرة وبراعة في انتقاء الكلمات, وفطنة وذكاء ممن يصوغ هذا الخطاب ويظهره على الملأ, وقبل ذلك يجب أن يعرض على متخصصين في الشأن الأمني ومن لديهم القدرة على التحليل السياسي والأمني, لاحتمال ان يكون هذا التصريح مشتملاً على مفردات قد تستفيد منها المجاميع الارهابية أو قد تتسبب هذه المفردات في استفزاز العدو مما يؤدي إلى ردود فعل معاكسة وعمليات انتقامية, خصوصاً في ظرف كظرف العراق السياسي والأمني.
وهذا ما حصل فعلاً بسبب هذا التصريح اللامسؤول والبعيد كل البعد عن المهنية والتخصص والحرفية في فن صياغة الخطاب الأمني.
فقد كان لهذا التصريح آثاره السلبية, حيث استفز الجماعات المسلحة الإرهابية, وأخرجها من مكامنها, فاستهدفت المدن والأبرياء في عمليات تحدي وانتقام لاثبات وجودها ولإعلان بطلان كلام السيد الناطق باسم عمليات بغداد, وقد ذهب ضحية ذلك العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى والمئات من العوائل التي نكبت بأعزائها وبأموالها.
والسبب هو التهاون, وعدم المبالاة بالمهنية والحرفية والتخصص في مجالات العمل.
ولنسأل السيد ضياء الوكيل, كيف قضى على المجاميع الإرهابية وعلى تنظيم القاعدة وهي التي بدأت باستهداف المؤسسات الأمنية في عرينها وعقر دارها, فعملية اقتحام مديرية الجرائم الكبرى ومكافحة الإرهاب قبل أيام قلائل أثبتت تنامي قدرة هذه الجماعات الإرهابية, وأثبتت وبوضوح ضعف الجهد الاستخباري لدى المؤسسة الأمنية العراقية, وأثبتت عدم قدرة المؤسسة الأمنية على استباق الأحداث, وعلى عدم وجود التدريب والتخطيط لإدارة الأزمات.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/18



كتابة تعليق لموضوع : غياب المهنية في الخطاب الأمني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net