صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

جمهورية المكونات والفساد
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لعل التجربة العراقية بعد التاسع من نيسان عام 2003 حملت في طياتها العديد من المعطيات ذات الدلالة البالغة من هذة الدلالات المهمة ان هنالك هامش من الحريات السياسية والتعددية وفصل للسلطات قد اقرت كل تلكم الاسس التي كان من الممكن ان تضع البلاد على اعتاب تجربة ديمقراطية حقة خصوصآ وان احتكار السلطة من قبل اللون الواحد قد انتهى حيث لم تعد هنالك طائفة بعينها او قومية معينة او حزب معين قادر على احتكار السلطة حيث انتهت الصيغة السابقة بما ولدتة من  مشاعر انعدام الثقة بين المكونات حيث بعد مرور اكثر من ثمانين عام بين تأسيس الدولة في العشرينيات من القرن  المنصرم وبين دخول القوات الامريكية الى العراق لم تستطع النخب العراقية تجاوز حالة التشظي المكوناتي للوصول الى مرحلة خلق الهوية الجامعة بل انقسم المجتمع العراقي الى ولاءات مذهبية وقومية وعشائرية غلفت الصراع السياسي  .( للمزيد حول هذا الموضوع بامكان القارئ مراجعة كتابات كل من حسن العلوي الشيعة والدولة القومية او كتاب مشكلة الحكم في العراق من فيصل الى صدام حسين وكتاب القسوة والصمت او كتاب جمهورية الخوف للكاتب كنعان مكية وكتاب العراق لحنة بطاطو وكتاب الحقوق القانونية للشعب الكردي في الدساتير العراقية  للكاتب شورش حسن عمر  ...) . كان المؤمل ان تنهض القوى الثقافية والسياسية العراقية بعد سقوط النظام لخلق واقع ديمقراطي حقيقي مبني على سيادة الثقافة الديمقراطية وقيم حقوق الانسان بعيدآ عن الطائفية والقومية والعشائرية و ان تؤسس لثقافة انسانية النزعة ديمقراطية التوجة حداثوية المظمون تحترم القيم الدينية لاكن تفهمها بتحضر وعصرية وكان من الممكن عندها ان تصبح عملية تنمية حقيقية اقتصادية وثقافية تضع البلاد على طريق الدخول الى مجتمع الدول المحترمة وتكون عضوآ في مجموعة الدول المحسوبة دول ديمقراطية ومتطورة في القرن الحادي والعشرين لاكن مع بالغ الاسف فأن ترسبات انعدام الثقة بين فئات الشعب العراقي وضعف اداء النخب السياسية والثقافية خلق حالة من العودة للتمترس بوجودات ماقبل الدولة فالعراقي اصبح بحاجة للحماية وبدلآ من ان يبحث عنهافي اطار القانون والدولة وبدلآ من ان يتكتل على اساس البرامج السياسية فأنة اصبح يبحث عن الحماية في اطار القومية والطائفة والعشيرة  وبالتالي فأنة يصوت على هذي الاسس هذة الحالة جرت الى حالة جعلت كل مؤسسات الدولة تتكون على تلكم الاسس تعبر عن هذا الواقع قوى سياسية ودينية سيطرت هي الاخرى على مؤسسات الدولة العراقية وبات كل طرف ينظر الى مؤسسات الدولة على انها غنيمة علية ان ينتفع بها هو وجماعتة ويجلب منها المنافع مؤكد ان هكذا انظمة ابعد ماتكون عن اقامة نظام للعدالة حقيقي او محاسبة مفسدين او انشاء اقتصاد متطور او ديمقراطية حقيقية حتى غدا الفساد والمليشيات والارهاب والمفخخات والاغتيالات من الظواهر اليومية حياة المواطن العراقي كل ذالك وسط صراع بين النخب العراقية حول المغانم والمنافع والمناصب والامتيازات وسط شعور اجتماعي بانعدام الثقة بالاخر مثلآ الشعور السائد في الاوساط الشيعية هو الريبة في الوسط السني والكردي وغيرهم من الفئات هذا الشعور مبني على قناعة حقيقية وشعور بالمظلومية من الفترات السابقة التي عانا فيها الشيعة من التهميش ويتم استحضار تاريخ طويل من المظلومية يمتد لقرون في الوعي الجمعي للطائفة الشيعية اما السنة فأن هنالك شعور بخطر التهميش والاضطهاد الذي حصل بعد سقوط النظام السابق غير مأسوف علية وفي الوعي الجمعي السني استحضار واستنهاض لتاريخ طويل من الخلاف مع الشيعة نفس الريبة عند الاكراد مبنية على شعور بعظم المأسي التي حصلت للكرد في زمن الانظمة السابقة والمجازر الوحشية التي تعرض لها الاكراد مع احساس عميق بغبن الحقوق للشعب الكردي نفس الموضوع يمكن ان يقال عن التركمان . هنالك في هذا النظام مايشبة الاتفاق الذي يتظمن الحماية المتبادلة بين المفسدين حيث تحمي كل كتلة مفسدها وتتقاسم كل فئة حزبية الغنائم والنفوذ .جرب عزيزي القارء ان تدخل في خلاف مع مفسد محمي بفعل العوامل التي اشرنا اليها فأنك ستصل بالنهاية الى خلاف مع الجميع بسبب العوامل المشار اليها وقد حدث ان قام كاتب هذي السطور في يوم ما بالدخول في خلاف مع ثلة من المفسدين منعدمي الضمير فما كان بالنهاية الاان تحالف المفسدون لنصرة بعضهم بعضا ان فساد يتستر بالقانون والدين والعشيرة والقومية والجهة الدينية والسياسية ويتشرعن وتحمية مؤسسات الدولة انما هو وصفة سحرية لتدمير اي بلد وان شياعة ثقافة الديمقراطية والانسانية وتفسير الاسلام بتحضر وسط دولة مدنية واسلام مدني كمايقول الرائع احمد القبنجي او دين علماني كمايقول الرائع عبد الكريم سروش مع القضاء على مظاهر التخلف والرجعية هي الامل المنشود ؟ 

الديمقراطية الحقيقية هي الحل 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/14



كتابة تعليق لموضوع : جمهورية المكونات والفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net