المسؤولية عبء كبير تقع على عاتق من يحملها ، لأنها أمانة لا تحتمل الوجهين ، فإما أن تصان وإما أن تخان ، وعلى المسؤول أن يتذكر دائما انه ارتقى الى منصبه ومسؤولياته بأصوات المواطنين الذين حملوه على أكتافهم ليرفعوه ، بانتظار ان يرفعهم معه لا ان يجعلهم تحت قدميه او خلف ظهره ، فالكبير كبير بمن يحبه ويحترمه ، اما ان نعطي وعودا للوصول الى غاياتنا ثم نتنصل عن هذه الوعود فهذا هو النفاق بعينه ، اننا لا نستطيع ان نحس بالآم الآخرين إذا لم نتألم ، ولا نستطيع ان نحس بجوع الفقراء اذا كانت بطوننا متخمة ، ولن نستطيع ان نحس بمعنى النوم على الأرض الصلبة ونحن ننعم بالنوم على ريش النعام ، فالرسول الأعظم ( ص ) كان ينام على حصيرة من قصب حتى تترك آثارها على ظهره مع عظيم شأنه ورفيع منزلته ، ولكم في رسول الله أسوة حسنة . وان ما يؤلم المواطن العراقي ان يرى أشخاصا انتخبهم ليخدموه ، فإذا بهم يبتعدون عنه تاركيه وراء ظهورهم ، ليسكنوا في برج عاجي ، فلا هم ينزلون إليه ، ولا هو يستطيع الصعود إليهم ، وهذا هو سبب بقائنا في نقطة الصفر منذ أكثر من تسعة أعوام دون ان نتحرك خطوة واحدة نحو الأمام .
ان التغير من سمات الحياة ، فلا كرسي يدوم ولا منصب ولا سلطة ، فهذه كلها تزول ولكن الشعب باقي ، فمن أراد البقاء عليه ان يحفر اسمه في قلوب أبناء الشعب ، لا ان يحفرها على كرسي ليس بملكه ، او سلطة كانت بيد غيره وستؤول حتما الى آخرين غيره ، فلو أدرك المسؤولون هذه الحقيقة لأصبحوا أكثر تواضعا في تعاملهم مع أبناء الشعب ، ولرأينا منهم اهتماما حقيقيا باحتياجاتهم وطموحاتهم ولكانت الأمور تجري بانسيابية الماء الزلال ، ولما رأينا التقاذف بالاتهامات بين السياسيين كل يحاول ان يبرأ ساحته ويظهر قفازين نظيفين أمام الإعلام دون ان يدرك ان الزمن سيخلعهما عنه لتظهر يداه الحقيقيتان وهما ملطختان بالفساد والدم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat