صفحة الكاتب : د . حامد العطية

شتان ما بين الحر الرياحي ورياض حجاب
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  هي مقارنة اشبه بالكفر، بل لعلها نوعاً من الكفر، ليس كفراً بالله، والعياذ به، وإنما بالمنطق السليم والقيم السامية.
 
     كلاهما منشقان، الحر الرياحي كان لمن لا يعرف جيداً تلك الحقبة حالكة السواد من تاريخ المسلمين قائداً للجيش الذي أنفذه والي الكوفة السفاح عبيد الله بن زياد بن أبيه لمنع موكب الإمام الحسين عليه السلام من الوصول إلى الكوفة، تنفيذاً لأوامر الحاكم الأموي الفاسق يزيد بن معاوية، وقبيل بدء هجوم جيش بني أمية على سبط الرسول وأهله وصحبه ترك الحر الرياحي صفوف الألاف المؤلفة في جيش البغي والجور واصطف مع العشرات في جيش المؤمنين.
 
   رئيس الوزراء السوري السابق الدكتور رياض حجاب منشق أيضاً، هجر النظام الحاكم وانضم للمعارضة، كان عضواً في الحزب الحاكم ومسؤولاً رفيعاً في جهازه الإداري، تقلب وعبر سنين بين مناصب رفيعة، وقبل أن يقع الاختيار عليه ليكون رئيساً للوزراء شغل حقيبة الزراعة ومن قبلها وظيفة محافظ في القنيطرة أولاً ثم اللاذقية، والنتيجة هي أنه من أهل  النظام، ويعرف طبيعته جيداً، ومع ذلك لم يتورع عن خدمته ولسنين طوال، فلا يقولن أحد بأنها صحوة ضمير.
 
   المشهد الكوميدي الوحيد في الفصل التراجيدي لانشقاق رياض حجاب من دراما تدمير سورية تصريح الناطق بإسمه بأن رياض حجاب اضطر للقبول بمنصب رئاسة الوزراء لأنهم خيروه بين ذلك والقتل، ولا يردد هذا الكلام أو يصدقه أحد بعد معرفة سيرة الرجل إلا سفيه.
 
   انشق رياض حجاب وهو يعلم جيداً بأنه لن يذهب ليقاتل في صفوف المعارضة بل سيحيا هو وعائلته واقاربه في كنف حكام قطر أو غيرهم في رغد من العيش، وربما يمني نفسه بسقوط النظام السوري واستلام منصب رفيع في النظام الذي سيخلفه، على غرار ما حدث لأعوان القذافي المنشقين.
 
   رياض حجاب استشعر حرارة النار المشتعلة في سفينة النظام فقفزمنها لا حباً بالحرية والعدالة والديمقراطية لشعبه بل لينجو بنفسه حانثاً بقسمه وخائناً للأمانة.
 
    الحر الرياحي ترك موقعاً رفيعاً في جيش الحاكم الأموي ليكون مجرد مقاتل في جيش الإمام الحسين عليه السلام، خيرته نفسه بين الجنة والنار، فاختار الجنة كما قال، ولكنه في الواقع اختار أمرين: الجنة والموت شهيداً.
 
   يقولون عندما توشك السفينة على الغرق أول من يغادرها الجرذان، وحتى لو نجت الجرذان فستبقى جرذاناً.
 
ألم أقل لكم أنها مقارنة اشبه بالكفر، اغفروا لي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/12



كتابة تعليق لموضوع : شتان ما بين الحر الرياحي ورياض حجاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : د. حامد العطية ، في 2012/08/13 .

الأخ العزيز الأستاذ عبد الله عيسى المهنا حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جزيل الشكر على تفضلك بقراءة مقالي والتعليق عليه وأنا متفق تماماً معك في أن للنظام الحالي مساويء غير قليلة وقد عانيت منها شخصياً أثناء اقامتي في سورية مدة ثمان سنوات ولكننا مضطرون للمفاضلة بينه وبين مجهول قد يكون شره على مستقبل العراق مستطيراً كما يشجع سقوطه الدول التي تتدخل في شؤونا اليوم مثل تركيا وغيرها على محاولة تكرار هذه التجربة المدمرة في بلدنا المنهك اصلاً لذا فالنظام الحالي هو أهون الشرين والله أعلم
ودمتم بحفظ المولى
أخوكم حامد العطية

• (2) - كتب : عبدالله عيسى المهنا ، في 2012/08/12 .

مقال رائع يا دكتور حامد رغم اني لا اتمنى سقوط النظام السوري لاحباً فيه ولكن بغضاً في اعدائه ولكن لي سؤال موجه لك وللجميع حول مايجري في سوريا الان انتقاماً ( حوبه ) ما فعلوه من تستر عن الارهابين والبعثيين القادمين من سوريا والذين كانوا وراء معظم التفجيرات التي وقعت في العراق بدليل تصريحات السيد المالكي السابقة ؟؟؟!!!




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net